تحديد هوية انتحاري عرعر الرابع الذي اقسم على رفع راية داعش في روما


تحديد هوية انتحاري عرعر الرابع الذي اقسم على رفع راية داعش في روما



خالد المضياني - إخبارية عرعر:

فيما تعمل السلطات الأمنية السعودية حالياً على تحديد هوية الانتحاري الرابع على منفذ سويف الحدودي مع العراق شمال المملكة أخيراً، علمت «الحياة» أن المنفذ الرابع للهجوم يدعى أبو عبدالملك الشمري (سعودي الجنسية)، وهو من أقدم على تفجير نفسه في أحد الأودية عبر حزام ناسف كان يرتديه ما جعله يتحول إلى قطع متناثرة كانت سبباً في تأخر عملية التعرف عليه.

وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أمس عن تحديد هوية ثلاثة من المهاجمين لمنفذ سويف الحدودي مع العراق (شمال المملكة)، في حين أكدت أنها لا تزال تحاول معرفة هوية المنفذ الرابع.

وعلمت «الحياة» أن الانتحاريين الأربعة هاجموا منفذ سويف الحدودي مع العراق بعد أن خلصوا إلى نتيجة مفادها ألا جدوى من البقاء في المعارك التي يخوضها التنظيم على الأراضي العراقية والسورية، وشعورهم بخيبة أمل كبيرة بعد تضييق الخناق عليهم من قوات التحالف التي تشن الغارات اليومية على مواقعهم في العراق وسورية، إضافة إلى تقلص المساحة التي يسيطرون عليها، إذ أصبحت أقل من ٧٠٠ كيلو متر مربع، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ٦ أشهر (بحسب تأكيدات أميركية). وأكدت حسابات بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» معروفة بتبعيتها لتنظيم داعش، أن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها التنظيم في سبيل تحقيق حلم الخلافة، والتمدد انعكست سلباً على معنويات المقاتلين السعوديين في صفوف التنظيم. وأشارت إلى أن الانتحاريين عزموا على التسلل والدخول إلى الأراضي السعودية بغية تنفيذ عمليات انتحارية تكون الأخيرة، والنهائية بعد عامين من القتال الضاري في صفوف التنظيم، بيد أنهم سلكوا طرقاً وعرة في محاولة للنجاة من حرس الحدود السعودي والدخول إلى منطقة عرعر، في حين أبقوا على خيار المواجهة المسلحة مع رجال الأمن في حال انكشــــاف أمرهـــم وعدم تمكنهم من الدخول، وهو ما حدث بعد رصدهم من الكاميــرات الحرارية على الشريط الحدودي.

وكان الانتحاري الرابع المكنى بـ«أبو عبدالملك الشمري» حاول الهرب برفقة ابن عمه عبدالله الشمري بعد تضييق الخناق عليهم، وإقدام زميلهم الانتحاري ممدوح الشلاحي بتفجير نفسه أثناء محاولة رجال الأمن إقناعه بتسليم نفسه.

ولجأ أبو عبدالملك برفقة ابن عمه إلى أحد الأودية هرباً من الملاحقة الأمنية، بيد أنه تمت متابعتهم ومحاصرتهم وتوجيه نداءات لهما بتسليم أنفسهما، قبل أن يسمع رجال الأمن دوي انفجار، وبتمشيط الموقع عثر عليه، وقد تحول إلى أشلاء، وهو ما صعب عملية التعرف عليه من الجهات المعنية، في حين تم تعقب رفيقه وقتله على أيدي رجال الأمن.

ويرتبط الاثنان بصلة قرابة، ويقطنان معاً في مدينة حائل شمال المملكة قبل أن يقررا الرحيل سوياً للالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سورية قبل عامين تقريباً، قبل تحولهم إلى العراق.

وأقسم الانتحاري أبو عبدالملك الشمري، برفع راية «داعش» السوداء على رؤوس الأشهاد في روما الإيطالية، وعلى منزله في السعودية عبر تغريدات أطلقها من حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كما تعهد بأن يطوف حول الكعبة ضمن مجموعة من عناصر «داعش»، وبدق آخر مسمار في نعش طيران قوات التحالف.

وأكد الباحث في شؤون الحــــركات الإســــلامية محمد العمر أن أهمية السعودية لدى التنظيم جعلها الهدف الأول في العمليات الإرهابية لمحاولة رفع المعنويات ولفت الانتباه وإظهار الانتصارات، لكن الضربات الموجعة التي تلقاها عناصر التنظيم من الأمن السعودي جعلت اليأس يدب في نفوس مقاتليه والمتعاطفين معه، أو المنتمين له في الداخل، مشيراً إلى أن الهزائم التي يتلقاها مقاتلو «داعش» من قوات التحالف على المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسورية دفعتهم للجنون والمغامرة. وقال العمر في حديثه لـ«الحياة» إن التنظيم يعلم جيداً عدم استطاعته اختراق الصف السعودي شعبياً أو أمنياً، لكنه يحاول الصراخ عالياً بين الحين والآخر من خلال ابتعاث الشباب للسعودية، والزج بهم لتنفيذ عمليات انتحارية لتغطية الفشل وإعطاء الوهج من أجل إبقاء هاجس الحضور والتمدد.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com