متابعات - إخبارية عرعر:

تجمَّع المئات من طلاب جامعة “دوك” الأمريكية وأعضاء هيئة التدريس، الجمعة (16 يناير2015)، لدعم الطلاب المسلمين الذين يطالبون إدارة الجامعة بتنفيذ قرارها بالسماح برفع الأذان لصلاة الجمعة داخل حرم الجامعة.

وكانت الجامعة أصدرت قرارًا برفع الأذان لصلاة الجمعة من فوق برج كنيسة الجامعة الأسبوع الماضي، في خطوة تهدف إلى نشر التسامح والتعددية الدينية بين طلاب الجامعة، إلا أنها عادت وألغت القرار، الخميس (15 يناير 2015)، بعدما قالت إنها تعرضت لاتهامات وتهديدات أمنية جدية.

وتجمَّع حشد من الطلاب ومناصريهم أمام الكنيسة، وحمل بعضهم لافتات لدعم الطلبة المسلمين كُتب عليها “دعونا نتعبد معًا”، وعليها صورة الصليب مع الهلال والنجمة، وبعض الرموز الإسلامية والمسيحية واليهودية، وشرح أحد الطلاب المسلمين تاريخ الأذان وأهميته في الدعوة إلى الصلاة، ثم تلا الأذان بالعربية مصحوبًا بترجمة إنجليزية، عبر مكبر صوت صغير وُضع قرب باب الكنيسة.

وأثار قرار الجامعة برفع الأذان من أعلى برج الكنيسة، جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي في الجامعة بين مؤيد ومعارض. واتهم المعارضون مسؤولي الجامعة بتسليم “دوك” للمسلمين، وهو ما دعا مسؤولي الجامعة إلى إلغاء القرار؛ لمخاوف أمنية على حد وصفهم.

وتضم الجامعة أكثر من 700 طالب مسلم من بين عدد طلابها المقيدين في مرحلة ما قبل التخرج، البالغ قرابة 15 ألف طالب.

وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، إنه يقدر حقيقة أن بث الأذان من فوق برج الكنيسة كان هدفه نشر ثقافة التنوع الديني، في وقت تبرز فيه قضية حرية التعبير على قمة أولويات الولايات المتحدة والعالم أجمع.

وأضاف “كير”: “من المؤسف أن مؤسسة مرموقة مثل جامعة (دوك) انحنت في نهاية المطاف أمام ترهيب المتعصبين ضد المسلمين”.

من جهتها، قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، إن مئات التعليقات اللاذعة بُثَّت على وسائل الإعلام الاجتماعية، بما في ذلك صفحة “دوك” على فيس بوك. واتهمت التعليقات مسؤولي الجامعة المسيحية بتسليمها للمسلمين، كما نشر العديد من المشاركين صورًا لأحداث عنف تتعلق بالمسلمين، ومنها صور الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الأسبوع الماضي ضد صحيفة “شارلي إيبدو”.

وأضافت الصحيفة أن كثيرين أيضًا انتقدوا تراجع الجامعة عن قرارها منع رفع الأذان، واتهموها بالضعف أمام المتعصبين، مستشهدةً بآراء العديد من الطلبة الذين حضروا التجمع أمام الكنيسة للتضامن مع الطلبة المسلمين.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الأذان رُفع من أمام الكنيسة لا من أعلاها، رغم الجدل الكبير الذي أثاره قرار رفع الأذان من برج الكنيسة وقرار إلغائه، وأضافت أن الأذان ترددت أصداؤه في الجامعة.