الشايع:  تناول الصحابة على مواقع التواصل له ضوابط


الشايع: تناول الصحابة على مواقع التواصل له ضوابط



حذر الداعية خالد بن عبدالرحمن الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ونصرته، من التناول الخاطئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقضايا وأحداث وقعت بين الصحابة الكرام، مؤكداً أن ذلك مدعاة “ليتلقفها أهل الباطل ويقوموا بتخطئة الصحابة بغير علم ولا حجة ولا حق”.

وأضاف الدكتور الشايع في حديث لـ”العربية نت”: “بغض النظر عن النية الصالحة، ولا ندخل في نية أحد ولا مقصده، إلا أن التناول للصحابة الكرام على هذه المواقع وغيرها يجب أن يتم بحذر، وفضلهم معروف ويجب غلق الطريق على من يجد في ذلك مدخلاً للإساءة لهم”.

التأدّب مع الصحابة:
واستشهد الدكتور الشايع بتغريدات للدكتور محمد الحضيف على “تويتر” قال فيها عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه): “كما فعل عثمان (رضي الله عنه).. سامحه الله، رفض التنازل لسارقي السلطة، وفتح على المسلمين باب التشبث بالسلطة إلى يوم الدين”.

واعتبر الدكتور الشايع أن “الحكم الذي تضمنته التغريدة مجانبٌ للأدب الواجب مع خليفةٍ راشد وصحابي جليل له فضله ومنزلته في دين الإسلام”.

وأضاف: “ولئن كان الدكتور الحضيف قد عقَّب بأنه يود لو كان خادماً يغسل قدمي ذي النورين عثمان (رضي الله عنه)، وبأنه “شهيد الشريعة والشرعية”! وبأنه لا يطعن فيه إلا منافق ولا يتاجر بقضيته إلا صاحب هوى، فقد تمنّيت أن يكون أثر هذه المشاعر الطيبة حاضراً في عبارته الأولى التي زعم فيها أن عثمان (فتح على المسلمين باب التشبث بالسلطة إلى يوم الدين)”.

تلقف أهل الباطل:
وكشف الدكتور الشايع لـ”العربية نت”: “اتصلت بأخي الدكتور محمد الحضيف وبيّنت له فحوى ما تقدم، وأنه أولى بتصحيح الملتبس والخطأ، فقال: أنا لم أطعن في عثمان وكلامي جاء تهكماً بالخصوم، وأنا أتفق معك في أنَّ موقف عثمان (رضي الله عنه) في رفض مطالب البغاة هو الموقف الحق”.

وأضاف: “أشكر للدكتور الحضيف قوله هذا، ولازلت راغباً منه في أن يحرر عبارته هو بنفسه، ومما يؤسف أن عدداً من أهل الباطل تلقفوا كلام الحضيف وصرَّحوا بتخطئة عثمان وتخوينه، حاشاه (رضي الله عنه)، فممانعته للبغاة كان على سُنة نبوية ووصية محمدية”.

وفي سياق عدد من النقاط تضمّنت رد الدكتور الشايع على فحوى التغريدة قال:” الزعم بأن عثمان فتح على المسلمين باب التشبث بالسلطة إلى يوم الدين زعمٌ باطل ومجازفة باللفظ، سواءً أكان قائلها جادَّاً أم متهكماً، لأنها متكأٌ باطل للبغاة الذي خرجوا على سيدنا عثمان”.

فضل ذي النورين:
وأضاف الدكتور الشايع: “استقر لدى أهل الإسلام بحمد الله فضل سيدنا عثمان (رضي الله عنه) أمير المؤمنين وصهر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وزوج الابنتين، ذي النورين، وصاحب الهجرتين، وأشد رجال هذه الأمة حَياء، جامع القرآن، الذي كان يقوم به وربما يقرؤه كلَّه في ركعة واحدة من الليل، المقتول ظلماً (رضي الله عنه وأرضاه)”.

وفيما وصفه الدكتور الشايع بتحرير “لمحل النقد لعبارة الدكتور الحضيف قال ظاهرها تخطئةُ أمير المؤمنين عثمان (رضي الله عنه)، وهو أمر مردود من أربعة أوجه، منها أن فعل عثمان (رضي الله عنه) كان بوصية النبي (صلى الله عليه وسلم) له إذ قال: “يا عُثمان إنه لعلَّ الله يُقَمِّصُكَ قَميصاً، فإن أرادوك على خَلْعِهِ فلا تَخْلَعُهُ لهم”، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وهو حديث صحيح، فلا مجال للرأي بعد أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) وخبره.

رواج الشبهة:
وأضاف الدكتور الشايع: “تخطئة عثمان (رضي الله عنه) مخالفة لإجماع الأمة، وانحياز لأهل الضلال ممن يطعنون في عثمان، كما أن عبارة الدكتور الحضيف لما كانت في سياق مجادلته للأحوال التي تعيشها بعض البلاد الإسلامية من فتنٍ عاصفة، فليس من منهج السلف الزجّ بالخلفاء الراشدين وسيرتهم في جدل يؤدِّي لرواج الشبهة بين عامة المسلمين”.

وحول الخلاف على أحوال الصحابة قال الدكتور الشايع :”مما قرره المحققون من العلماء أن تنزيل نصوص القرآن والسُّنة أو أحوال الصحابة مما يتعلق بالفتن على الأحوال الحادثة والمستجدة له ضوابط متعلقة بمن يقوم بتنزيل النصّ على الواقع وأهليته لذلك، وضوابط متعلقة بالحوادث والوقائع المنزَّل عليها”.
وخلص الدكتور الشايع إلى القول: “موقف عثمان (رضي الله عنه) في عدم الرضوخ للبُغاة الذي أرادوا منه النزول عن الخلافة”، مضيفاً أن “الصحابة خط أحمر لا يُسمح بانتهاكه أو التساهل فيه وليس مقبولاً من أحدٍ كائناً من كان أن يجعل مقام عثمان أو غيره من الصحابة مجالاً لجدل عقيم وتحزبات ليس من ورائها إلا التلبيس على الناس وبث الشبهات في أوساطهم”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com