شعب واعٍ يُراهن عليه في أحلك الظروف.. “سلمان كلنا جنودك”


شعب واعٍ يُراهن عليه في أحلك الظروف.. “سلمان كلنا جنودك”



تحقيقات - إخبارية عرعر:

رجال بواسل استنفروا جهودهم وأرواحهم تلبية لنداء جار مستغيث، حشدوا امكاناتهم وقدراتهم لإنقاذ اليمن الجريح من عبث الحوثيين، ففي منتصف ليل الأربعاء أعلن الجيش السعودي بمباركة من قادته حالة أهبة واستنفار لمعاضدة دولة عربية لها حق الجوار، تلك الأهبة لم تكن في الجيش والعسكر فقط بل امتدت لتصل إلى المواطنين الذين أشعلوا روح الحماس بمواقع التواصل الاجتماعي بتوالي الدعوات لنصرة الحق وقيادتنا الرشيدة إلى جانب وقفته الجادة لنصرة ” عاصفة الحزم” التي عصفت بالحوثي في أول ربع ساعة من بدئها، فالقارئ لمواقع التواصل الاجتماعي يتيقن بأنه أمام شعب قوي وواع قادر على التفريق بين المخططات الإيرانية وأهمية المبادرة الخليجية التي تولت قيادتها المملكة ومدى التزامها في الدفاع عن دولة اليمن الشقيقة.

ويؤكد الوعي السياسي الذي تحلى به المواطن على أنه شعب يراهن عليه في أحلك الظروف والمواقف لا يقهر ولا يتزعزع أمام مخططات مكشوفة أمام مستوى الوعي والإدراك الذي يتحلى به وهو شريك قوي في انجاح “عاصفة الحزم” بوعيه وقدرته على كشف الأكاذيب التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الكائدة لأمن ووحدة المملكة والخليج بشكل عام.

الجبهة الداخلية

بداية يقول “د. فايز الشهري”-عضو مجلس الشورى والخبير في مفهوم الجريمة الالكترونية- : “في فترات الأزمات والحروب تنتشر عادة الأخبار المغلوطة والمكذوبة والإشاعات والتزوير من خلال مكاتب ينشئها الخصم لبث الشائعات والأخبار الكاذبة وتزييف الحقائق وهذا جزء من طبيعة الحروب، ولكن المشكلة تكمن حينما يكون لهؤلاء الذين يستهدفون الجيش والأجهزة الأمنية والجهد العسكري مساعدين بسوء نية وحسن نية من داخل الوطن المستهدف، واعتقد أن بعض المواطنين قد يصاب بإغراء المعلومة التي تصل إلى الشخص من خلال المواقع التواصل الإجتماعي، دون أن يتأنى في دراسة تأثيرها لذلك نجد الكثير من الأشخاص يبث معلومات ويعيد تغريدة العديد من المعلومات غير الموثوقة أو الموظفة بهدف سياسي وعسكري نتيجة ذلك الإغراء الذي وقع في فخه”.

وزاد أنه يوجد خطط مدروسة تسعى لاستخدام المواطن بقل وعي منه، فهناك معرفات بأسماء وطنية قد تكون وهمية وموظفة من قبل مؤسسات بشكل مدروس لزعزعة الأمن واحداث ارتباكة لتحقيق أهدافهم وإسناد جهودهم في زعزعة الوحدة الوطنية، فالواجب هو تكاتف المجتمع مع قيادته في مواجهة هذه الأخطار والتحديات الخارجية.

وأوضح “د. الشهري” أنه يوجد في الحروب والأزمات ما يسمى بالجبهة الداخلية والجبهة الخارجية، حيث إن الجبهة الخارجية تتولاها الجيوش والقوات النظامية أما الجبهة الداخلية فيمثلها المواطن الواعي ووحدة المجتمع لدعم الجهد العسكري والسياسي الذي تقوم به الدولة لمواجهة الخصوم، فحينما يكون للدولة توجهات عسكرية وسياسية يجب على المواطن أن يكون داعما لهذا الجهد العسكري والسياسي وألا يسمح لأخبار الخصوم بالانتشار لأن هدفها زعزعة ثقة المواطن بما يقوم به بلده، كما ينبغي ألا يكون وسيلة ساذجة لنقل أخبار وشائعات غرضها الأساس هو الإضرار بمصالح بلده وأن يكون هو أيضا مصدرا من مصادر الدعم والإسناد للأخبار الحقيقية وجهود بلده، مشددا على أهمية أن تكون مصادر الأخبار لدى المواطن هي المصادر الموثوقة وأن ينتبه كثيرا فالشاشة غشاشة حيث قد يختار أخبار مغلوطة أو سرية ويرددها وهي موجودة ومفبركة بهدف تحقيق أهداف الخصوم من خلالها.

لحظة حاسمة

بدوره قال “د. خالد الرديعان ” -المختص في علم الاجتماع- إننا في زمن حرب ضد عدو يتربص بنا خارج حدودنا ويريد الشر لنا، وبما أن الحرب ضده قد بدأت وهي مهمة لن تكون سهلة وربما لن تكون سريعة كما هو معروف في طبيعة الحروب التي تبدأ بضربات جوية فإن من الأهمية بمكان أن نكون يدا واحدة مع قيادتنا وجيشنا، وهنا تكون اللحظة الفارقة بين الوطنية واللا وطنية، وهنا تتضح المواقف ويتضح العدو من الصديق، لأنها لحظة فرز ممتازة وشفافة وستكشف لنا عمن هو معنا ومن هو ضدنا، ومن يريدون لنا الخير ومن يتمنون الشر لنا.

وأضاف: في مثل هذه الحالة تكثر الأراجيف والأقاويل والشائعات المغرضة التي يراد منها تثبيط الهمم، وكسر الروح المعنوية لجيشنا الباسل في مهمته العسيرة والوطنية، وستكون المعركة في جانبها الكلامي في ساحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التقليدية، كما أن اللحظة كاشفة وحاسمة ومهمة للغاية وستبين لنا المتربصين بنا من أصحاب الأقلام المشبوهة التي تقذف الزعاف، والذين كالعادة سيختفون خلف الأسماء المستعارة للمتاجرة بأمن الوطن، وستكون أسلحتهم في هذه المعركة الشائعات المغرضة والتقليل من قدرات جيشنا وطيراننا وقيادتنا وسيكون الوطن وأمنه شعارهم المزعوم في حين أنهم يعملون ضده وضد مكوناته بما في ذلك أمنهم وامن المحيطين به، وهنا سنقول لهم كفوا عن هذا العبث المقيت فسهامكم سترتد عليكم لأنكم تتحدثون عن الوطن دون أن تعرفوا قيمته.

واستطرد “د.الرديعان” قائلاً: إن الأوطان ليست فنادق ثلاثة نجوم أو خمسة أو حتى سبعة، وليست منتجعات أو شقق مفروشة نسكنها اليوم ونتركها غدا فالأوطان هي نحن وهي مهدنا ومهادنا الذي يحتضننا وبالتالي حذاري من العبث بأمنها ومكتسباتها، واللحظة فارقة فأما أن نكون أو لا نكون، مشددا على أن صمت البعض لن يؤذينا لكن كلامهم سيؤذيهم عندما يضعون أوطانهم في خانة المزايدات ومن يدفع لهم أكثر، فسكوتهم سيكون أقل ضررا إذا كانوا لا يريدون الكلام بحكمة.

شراء الذمم

من جهته أكد “د. محمد العوين”-الإعلامي والأكاديمي- أنه في الحروب لا يقاتل الجنود والضباط في البر والبحر والجو فحسب؛ بل يقاتل معهم أهلهم وإخوانهم وأبناؤهم المدنيون كل في موقعه وحسب قدراته؛ الكبير والصغير والموظف والمتقاعد، كل على ثغر، يعزز الولاء للقيادة ويدعمها بالكلمة المحفزة المتفائلة، ويقوي مشاعر الوحدة الوطنية بالموقف المتضامن الحريص على كل شبر من الوطن، ويدفع الأبطال الأشاوس في الجو والبر والبحر إلى مزيد من الاندفاع والاستبسال والبذل والتضحية

وزاد أن عاصفة الحزم توقف المد الصفوي الفارسي في اليمن، وهذا القرار التاريخي الذي اتخذه البطل المغوار الحازم العازم الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في أصعب وأخطر ظرف زمني تمر به أمتنا العربية والإسلامية بشن “عاصفة الحزم” على العصابة الحوثية جاء سريعا وقويا وواثقا بعد تهيئة محادثات مطولة وبحث دقيق ووساطات ومناشدات للحوثيين كي يعودوا إلى العقل والرشد ويحافظوا على اليمن من أن ينزلق إلى الحضن الصفوي الفارسي؛ ولكن تلك الجهود الدبلوماسية على المستويات العربية والإسلامية والدولية باءت بالفشل، وأفاد منها الحوثيون في الزحف على اليمن كله؛ بحيث تساقطت المدن والمحافظات في أيديهم الواحدة بعد الأخرى، وازداد خطرهم بوصول كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد عن طريق الجو والبحر من إيران إليهم، ووصول مدربين ومستشارين إيرانيين، وإقامة ما يشبه غرفة العمليات المشتركة، إلى جانب وصول قطع بحرية إيرانية إلى مضيق باب المندب، وإجراء مناورات على الحدود السعودية الشمالية من باب التهديد للمملكة.

وأضاف “د. العوين” أن الملك سلمان عقد العزم والحزم وكون اتحادا واسعا وكبيرا من دول مجلس التعاون والدول العربية وعدد من الدول الإسلامية كباكستان وتركيا وغيرها على أن يوقف خطر التمدد الفارسي عن طريق عميلهم الحوثي، وحفظ سيادة واستقرار المنطقة العربية كلها؛ وبخاصة أن التجربة المرة في العراق ولبنان وسوريا أصابت الأمة العربية والإسلامية في مقتل؛ فعن طرق الخداع والمناورات وشراء الذمم والولاءات استطاعت إيران أن تتسلل إلى شرق وشمال المنطقة العربية، ثم سعت بكل الوسائل أن يكتمل هلالها(الشيعي كما تسميه) فعملت جاهدة على شراء واستقطاب الذمم ومنحت حركتهم ألقابا خادعة، وجعلت منهم حركة تحرر ومقاومة، وربطت الحركة بمسميات دينية “أنصار الله” كما فعلت في لبنان “حزب الله ” وكأنها ترى أن نجاحها في لبنان بسبب ظروفه السياسية سيقود إلى نجاح مماثل في اليمن!

وأكد على أننا الآن ندخل في المواجهة الحقيقية مع الفرس؛ تلك المواجهة التي تأخرت كثيرا بعد نفاد صبر؛ لا بد لنا أن نعلم جميعا أن عاصفة الحزم تهدف إلى حماية المملكة والوطن العربي من التغول الفارسي الصفوي، ولهذا فهي دفاع عن الدين والعرض والأرض والعروبة، وحماية للأمة وللأجيال القادمة.

وشدد على أنه من الواجب أن نكون في الداخل جنودا وصفا واحدا خلف قيادتنا ندعمها بالرأي وبتعزيز الولاء وبمحاربة من يطلقون الشائعات أو يروجون الأكاذيب أو يختلقون القصص الموهومة ممن يمكن أن نسميهم ب “الطابور الخامس”، كما أنه لا مكان اليوم لمن يكون بيننا وهو شوكة في ظهورنا، والأزمات كالنار تكشف عن تصهر ما فيها عن الحديد والذهب، ومن تلجلج في كلامه أو شكك في دفاعنا عن بلادنا أو رفع شعارا طائفيا؛ فهو مغشوش في فكره، مشكوك في ولائه لوطنه.

عاصفة العزة والكرامة

ولفت أن “عاصفة الحزم”عاصفة تفرق بين الحق والباطل، وتوقف الأحلام الصفوية المجنونة، وتحمي الأمة العربية والإسلامية في زمن أوشكت المخططات اللئيمة الغادرة “مخطط الشرق الأوسط الجديد” اللعين أن يبتلع الأمة كلها ويفتتها ويسحقها تحت عمائم ملالي قم المتطرفة ومخاوف الغرب من يقظة المارد العربي المسلم من جديد.

وأشار “د. العوين” إلى أن الملك سلمان يعيد للأمة هيبتها من جديد، ويرفع راية الأمة العربية والإسلامية بعد أن كادت أن يتخطفها الأعداء الألداء المتربصون من الغرب والشرق، فالملك سلمان يعيد للأمة مشاعر الاعتزاز ومعاني القوة التي كادت أن تترمد بفعل الخيبات والنكسات المتوالية، فمن هنا من الجزيرة العربية ولدت أمة وهاهي تبعث من جديد بقيادة زعيم الامة سلمان بن عبدالعزيز وقواتنا العربية والإسلامية المتحدة المتضامنة لإيقاف المد الصفوي، من خلال عاصفة العزة والكرامة والمجد.


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com