البحرية السعودية.. شواطئ المملكة في حماية “وحوش”


تعزيز وإسناد إمداد القوات المشتركة:

البحرية السعودية.. شواطئ المملكة في حماية “وحوش”



محليات - إخبارية عرعر:

مع تجدد الحديث عن اجتياح بريٍّ مرتقب لليمن، تزداد أهمية القوات البحرية الملكية السعودية (المعروفة بحماة الخليج العربي)، في حماية شواطئ المملكة، وتأمين عمليات الدعم والإسناد العسكري لقوات “التحالف” البرية، خاصةً مع زحف معدات عسكرية ثقيلة باتجاه الحدود الجنوبية للمملكة (منطقتا نجران وجازان)، ضمن عملية “عاصفة الحزم” ضد الميليشيات الحوثية والقوى الانفصالية في اليمن.

وتتولى القوات البحرية -بحسب خطط عملها التقليدية- حمايةَ الحدود البحرية للمملكة، والمنشآت النفطية في مناطق عمليات البحر الأحمر والخليج العربي وبحر العرب، عبر آلاف المقاتلين المدعومين بنحو 300 سفينة حربية (فرقاطات.. زوارق حربية.. كاسحات ألغام.. سفن دعم ومساندة.. طيران بحري، تتصدره طائرات يوروكوبتر الفرنسية…)، والعديد من المنشآت (قواعد.. مطارات.. مباني القيادة.. مراكز تموين بحري.. مراكز تشغيل وصيانة.. منشآت صحية متقدمة..).

ونجحت القوات البحرية التابعة للمملكة صباح يوم الأربعاء الماضي، في عملية إجلاء دبلوماسيين سعوديين وعدد من البعثات الدبلوماسية الأخرى (86 شخصًا) من عدن، عبر عملية خاصة لإجلاء قامت بها فرقاطة الملك سلمان الحربية “الدمام”.

وتتولى البحرية السعودية تأمين صادرات البترول من الخليج العربي (لا سيما مضيق هرمز)، الذي يُعد أهم مسار بحري لنقل النفط في العالم (17 مليون برميل يوميًّا من الخام، تمثل 30% من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرًا، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية)، ويتجه أكثر من 85% من الخام المنقول -بحسب “العربية”- عبر هذا المضيق إلى آسيا، وبشكل رئيسي إلى اليابان والهند وكوريا الجنوبية والصين.

وتحظى أنشطة البحرية السعودية بدعم دولي في عملية “عاصفة الحزم”، في ظل تهديدات الحوثيين لعملية التجارة البحرية بمضيق “باب المندب”، بما له من أهمية تجارية، فهو بوابة عبور استراتيجية لحركة التجارة العالمية؛ حيث تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كمية النفط التي تعبر يوميًّا من خلاله بنحو 3.4 ملايين برميل (6% من تجارة النفط العالمية سنويًّا).

ويُعتبر المضيق بوابة عبور 8% من حركة التجارة العالمية، ما يعني أن أي تهديد سيرفع أسعار النفط عالميًّا، وفقًا لأستاذ اقتصاديات الطاقة والمالية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. محمد السهلاوي، إلى جانب ارتفاع بوليصة التأمين على الناقلات، وتكاليف النقل في حال اللجوء لطريق بديل (رأس الرجاء الصالح)، بحسب تصريحاته لـ”الرياض”.

وترفع القوات البحرية الملكية السعودية شعارًا دائمًا “وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه”، في تدريباتها ومناورات العسكرية، كما نجحت في تفعيل الشعار في معارك حرب الخليج الثانية والمعارك ضد الحوثيين، بعدما نجحت في قطع الإمدادات عنهم ومحاصرة ميناء ميدي، فضلا عن نجاح قوات الصاعقة البحرية في تحرير جبل الدود من الحوثيين.

ويتنوع تسليح البحرية السعودية، حيث إن معظم القطع البحرية غربية الصنع (فرنسية.. بريطانيا.. أمريكية..)، موزعة على القوات البحرية (الأسطول الشرقي في الخليج العربي/قاعدة الملك عبد العزيز البحرية، بالجبيل.. والأسطول الغربي في البحر الأحمر/ قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة).

ويوكل للقوات البحرية (وحوش المملكة)، العديد من المهام والواجبات (تعزيز وإسناد إمداد القوات المشتركة في أي صراع مسلح وراء البحار.. وحماية خطوط مواصلات الدولة البحرية من الأعمال العدوانية مثل القرصنة والتلوث وزرع الألغام والتسلل والتهريب والتخريب، وحماية سفن القصف الساحلي من التهديدات السطحية والجوية وتحت السطحية، ومشاغلة القوات المعادية، وحماية القوات البحرية والبرية وتأمينها أثناء عمليات الإبرار البرمائي..).

كما تتولى القوات البحرية السعودية “تأمين وحماية الصادرات والواردات، وحماية المنشآت الاقتصادية في عرض البحر، وحماية القوافل التجارية والعسكرية والمدنية، وهو ما ظهر بقوة خلال عمليات مكافحه القرصنة -عملية الحرية الدائمة- في بحر العرب وخليج عدن في عام 2008-2010، وتطهير الممرات المؤدية من وإلى موانئ المملكة ومياه بعض دول مجلس التعاون من الألغام، ومساعدة السلطات المدنية في عمليات الإخلاء والإنقاذ، وأثناء الكوارث والأزمات..”.

وتُولي المملكة اهتمامًا بعمليات التدريب والتحصيل العلمي في المجالات محل التخصص (العمليات.. الإلكترونات.. الاتصالات وتقنية المعلومات.. حرب الألغام.. الطيران.. المدفعية وتوجيه النيران.. التخصصات الفنية.. الصيانة.. التموين والعلوم..)، عبر العديد من الأكاديميات والمدراس والمعاهد الداخلية المتخصصة في ربوع المملكة.

وترجع نشأة القوات البحرية الملكية إلى فترة الخمسينيات الميلادية، حيث بدأ بابتعاث الضباط والأفراد لتدريبهم وتأهيلهم بمصر وباكستان، ولاحقًا للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة، ثم تولت القوات البحرية أداء المهام الخاصة بالتدريب والتأهيل والبناء في الداخل، فضلا عن مشروع تطوير القوات البحرية الذي كان له دور في منظومات الأسلحة على المستوى الكمي والكيفي (مثل الوحدات السطحية، والدفاع الجوي، وتحت السطح، والمشاة).


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com