الممنوع سابقاً.. “الجوال أبو كاميرا” بطل واقعة وزير الصحة المُقال


تفاعلاً مع مواطن بسيط في أقصى الشمال يبحث عن سرير لوالده:

الممنوع سابقاً.. “الجوال أبو كاميرا” بطل واقعة وزير الصحة المُقال



فريق التحرير - إخبارية عرعر:

في مفارقةٍ تعبر عن مدى التطور الذي شهدته المملكة على مدار الأعوام الماضية، والتأثير الكبير الذي أحدثته التكنولوجيا في حياة المواطن، ربط الكاتب السعودي محمد الرشيدي بين القرار الذي كان مطبقًا في السابق بمنع “الجوال أبو كاميرا” من دخول المملكة، وبين قرار إقالة وزير الصحة أحمد الخطيب من منصبه.

واستعرض الرشيدي في مقالٍ له بصحيفة “الحياة”، الاثنين فترة منع “الجوال أبو كاميرا” بالمملكة، متسائلا عن أن هذا القرار لو كان ما زال ساريًا حتى الآن، فهل كان حوار وزير الصحة المُقال مع أحد المواطنين سيأخذ هذا الحجم من التفاعل، حد أن يتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويتخذ قرارات مهمة رغم زخم الأحداث الراهنة.

وقال الكاتب: “قبل أيام، ورغم أن بلادنا تعيش حربًا بقيادتها لتحالف “عاصفة الحزم”، وبرغم انشغال قيادتنا الكريمة بهذه الحرب والحراك السياسي حولنا، فإن الملك سلمان -حفظه الله- تفاعل مع مواطنٍ بسيط في أقصى شمال المملكة يبحث عن سرير لوالده المريض. التفاعل كان كبيرًا ويُعتبر سابقة بتاريخ الدول (إقالة وزير من أجل مواطن)، لم يكن الأمر متوقفًا عند هذا الحد، وإنما توفر لوالد هذا المواطن العلاج خارج المملكة وباهتمام كبير”.

وأضاف الكاتب: “نحن الآن في عصر “حديث الصورة” الأمر لم يتطلب وصولها لخادم الحرمين الشريفين إلا دقائق مصورة تم التفاعل الاجتماعي معها، ووجدت التفاعل الأكبر والأهم من رجل القرار ببلادنا. تطور وسائل التواصل هي عنوان لعلاقة تجسد سياسة التواصل المفتوح مع العلاقة الشهيرة بين المواطن السعودي وقيادته المتمثلة بسياسة الباب المفتوح. تخيلوا لو لم يكن أثناء لقاء الوزير إلا جوال “أبو كشاف” هل كنا سنعلم بما حدث؟ تخيلوا معي”.

واستطرد الرشيدي بطرح عدة تساؤلات من بينها:” كيف سيكون الوضع لو سمح آنذاك لمن كانوا يقفون خلف منع الجوال أبو كاميرا والقنوات الفضائية لفرض رأيهم على المجتمع؟ لكنا حاليًّا على درجة كبيرة من التخلف بكل ما تعنيه هذه الكلمة، تخيلوا أنفسنا من دون فضائيات وبأجهزة جوال لا يوجد بها إلا “الكشّاف”، الأمر بالفعل يحتاج إلى كاتب دراما محترف، سيجد نفسه غارقًا أمام مئات القصص التي من الممكن أن ينسجها خياله في مجتمع كاد بعضهم أن يحوّله إلى مجتمع سجين”.

وانتقد الكاتب السعودي أشخاصًا بأعينهم ممن ينظرون إلى الجانب السلبي المحدود بظروف معينة، قائلا: “لدينا للأسف من يستبق السلبيات على الإيجابيات، تعودنا على إيقاف أي عمل لمجرد تمسك بعضهم بسلبية يرونها.. ومن وجهة نظري أن عدم العمل بتطبيق منع أجهزة الجوال بكاميرا واستمرار تركيب وبيع الصحون الفضائية من القرارات المهمة التي ساهمت بتوعية السعوديين وتثقيفهم كثيرا، فرغم محاولات جهات مشبوهة لدفع السعوديين في مستنقع ما كان يعرف بالربيع العربي، فإن درجة الوعي وبكل صدق كانت أكبر من حملات التحريض”.

ورغم هذا التطور التكنولوجي الذي حوّل المواطن السعودي إلى مشارك رئيسي في الأحداث، فإن الكاتب وجه انتقادات للقنوات السعودية التي لا تتواكب مطلقًا مع هذا التطور، موضحًا: “لكن وبرغم أننا وصلنا لمرحلة متطورة في الاستفادة من وسائل التواصل وتفاعلنا مع العالم حولنا، فإننا نجد أن قنواتنا التلفزيونية السعودية للأسف تعيش في سبات عميق، ولا تتناسب مع هذه الطفرة الإعلامية التي نعيشها، فما أشاهده حاليًّا وبكل صراحة من برامج يطلق عليها مجازا سياسية، لا تواكب مطلقا ما يحدث حولنا، فلا نعرف ما السبب؟ هل هناك أمور نجهلها بهذا الخصوص؟”.


3 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com