فضيلة الدكتور نايف دخيل في خطبة الجمعة “الغَيْرة على الأعراض غريزة فطرية، وصفة ربانية، وسجية نبوية”


أشار إلى بعض مظاهر الإنحلال في المنتزهات:

فضيلة الدكتور نايف دخيل في خطبة الجمعة “الغَيْرة على الأعراض غريزة فطرية، وصفة ربانية، وسجية نبوية”



حمود الضلعان - إخبارية عرعر:

قال عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية إمام جامع الأمير عبدالعزيز بن مساعد فضيلة الدكتور نايف دخيل العنزي إن الأمم لا تعلو إلا بضمانات الأخلاق الصلبة في سير الرجال. بل إن رسالات الله جاءت بالأخلاق، وإتمام الأخلاق بعد توحيد الله وعبادته: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وأشار في خطبة له يوم الجمعة؛ أن المجتمع لابد أن يكون صارمًا في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيورًا على كرامة فرده وأمته، مؤثرًا رضا الله على نوازع شهواته حينئذٍ يستقيم مساره في طريق الحق والصلاح والرفعة والإصلاح.

جاء ذلك إشارةً إلى وجود بعض المظاهر المُخلة في المُنتزهات.

الخطبة كاملة:

إن الأمم لا تعلو إلا بضمانات الأخلاق الصلبة في سير الرجال. بل إن رسالات الله جاءت بالأخلاق، وإتمام الأخلاق بعد توحيد الله وعبادته: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
الأخلاق الفاضلة، يضعف أمامها العدو، وينهار بها أهل الشهوات.
حينما يكون المجتمع صارمًا في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيورًا على كرامة فرده وأمته، مؤثرًا رضا الله على نوازع شهواته حينئذٍ يستقيم مساره في طريق الحق والصلاح والرفعة والإصلاح.
أيها الإخوة، هذا حديث عن مقياس من مقاييس الأخلاق دقيق ومعيار من معايير ضبط السلوك جلي.
إنها الغيرة. ـ يا عباد الله ـ . الغيرة على الأعراض وحماية حمى الحرمات.
أيها الأحبة الغيورون، كل امرئٍ عاقلٍ، بل كل شهم فاضل لا يرضى إلا أن يكون عرضُه محلَ الثناء والتمجيد، ويسعى ثم يسعى ليبقى عرضُه حرمًا مصونًا لا يرتع فيه اللامزون، ولا يجوس حماه العابثون.
إن صاحب الغيرة ليخاطر بحياته ويبذل مهجته، ويعرض نفسه لسهام المنايا عندما يرجم بشتيمة تلوث كرامته. يهون على الكرام أن تصان الأجسامُ لتسلم العقولُ والأعراض. وقد بلغ الإسلامُ في ذلك الغاية حين أعلن ((من قتل دون أهله فهو شهيد))
أيها الإخوة، بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاءُ الدين وجمالُ الإنسانية . وبتدنيسه وهوانه ينزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات بهيمية.
من حُرم الغيرة حرم طُهر الحياة، ومن حرم طُهر الحياة فهو أحطُّ من بهيمة الأنعام.
ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء.
يقول علي رضي الله عنهلما رأى الأسواق يزدحم فيها الرجال والنساء، ألا تستحون ؟! ألا تغارون؟! يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال تنظر إليهم وينظرون إليها .
وسئلت فاطمة رضي الله عنها : ما خيرٌ للمرأة ؟ قالت: ألاَّ ترى الرجال ولا يروها .
ويقول محمد بن علي بن الحسين رحمه الله : “وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب”.
يقول ابن القيم رحمه الله: (إذا رحلت الغيرة من القلب ترحَّلت المحبة، بل ترحل الدين كله).
أيها الإخوة : إن مما يؤسف له ما نشاهده هذه الأيام من كثرة الاختلاط في أماكن أعدت لما فيه مصلحة الناس ، من الترويح عنهم ، أو حفظا لصحتهم ، وللجميع الحق في استخدامها والانتفاعِ منها ، لكن أن تتخذ موقعا للتبرج والسفور ، والاختلاط والمغازلات ، التي تدل على قلة الحياء فهذا ما لا يرضاه عاقل غيور على أهل بلده .
أتكلم عما أعدته الأمانة من أماكن ومتنزهات ، وطرق للمشي يستفيد منها الناس ويروحون عن أنفسهم ، ولكن انقلبت الصورة وتلاشى الهدف ؛ بسبب بعض المختلين خلقيا من الشباب ، وكذلك بسبب تفريطِ بعضِ قليلي الغيرة من أرباب العوائل، الذين يقومون بإنزال عوائلهم في تلك الأماكن، أو السماح لهم بالذهاب مع السائق بزينة في الملبس فاتنة ، وتكسر في المشي والكلام ، ونظرات زائغة ، ثم يختلط الحابل بالنابل
فترى عقول الشباب قد عبث فيها الشيطان ، ويظهر منهم مالا يرضاه عاقل ولا يقره لبيب .
وقد يتساءل ،أين دور الجهات الحكومية كالهيئات والشرط عن تلك الأماكن؟؟؟
حتى إنك في بعض الأحيان يعسر عليك المرور من تلك الطرق ؛ بسبب ازدحام السيارات لمطاردة شلة من البنات ، اللاتي تاهت عقولهن ، وعقول أوليائِهن عنهن وجعلن انفسهن هدفا لهؤلاء السفلة ؟؟
والجواب : أن المسؤولية على الجميع ، فلا نخلق نحن المشكلة ونطالب الجهات بحمايتنا ، فليبدأكل ولي أمر بحفظ ما عنده من النساء ، وبالأخص من هن في مقتبل الشباب من البنات والأخوات ، حفظهن بعدم تعريضهن للفتن والاختلاط ، والحرص على ابعادهن عن مواطن الفتن ، حفظهن من ناحية الألبسة الضيقة والفاضحة ، فمرة تخفيه تحت العباءة ومرات تكشفه، فتزداد لهيب المشاعر عند أولئك الشباب ، الذين صنعوا من أنفسهم كلابا لمطاردة كل ساقطة .
أين الأب الراعي وأين الزوج في بيت تنهى النساء وتأمرُ؟
إني لأسأل عن رجال عشيرتي أين الثبات وأين أين الجوهرُ؟
إن عدت الفتن العظام فإنما فتن النساء أشدهنّ وأخطرُ
أخشى على الأخلاق كسراً بالغاً إن المبادئ كسرها لا يجبرُ
ثم ليس من المناسب ولا من اللائق لأسرة كريمة تحترم نفسها أن تخرج بقضها وقضيضها إلى تلك الأماكن في وضح النهار ، ثم تتوسط المجلس في تلك الأمكنة وتنبسط ، وعن يمينها ويسارها فئام من الشباب ، فهذا يهمز وذاك يرمي رقما وذاك يضاحك ، وهذا يمعن النظر في الأجساد ، وذاك يعرض خدماته في منظر سخيف ومرهق لا يليق أبدا ولا يسر ناظرا.
وكذلك الأمر بالنسبة للجهات المسؤولة ، فيجب عليهم تكثيف الجهود ، والمنع من حصول هذه المظاهر ؛ حتى يتحقق الهدف من وجود هذه الأماكنالترويحية ، ويحصل مراد ممن يريد الاستفادة منها .
بارك الله لي ولكم ………………

الخطبة الثانية:

الغَيْرة على الأعراض غريزة فطرية، وصفة ربانية، وسجية نبوية، وخلق محمود، وصفة حسنة. لقد كانت الغيرة أمراً مهماً حتى في الجاهلية قبل الإسلام .
ولقد أقر الإسلام هذا الخُلق وهذّبه، وضبطه بضوابط الشرع.
والغيرة تكريم للمرأة، وحفظ لها من العابثين المفسدين، لا كما تظن بعض النساء الجاهلات أنه تضييق عليها، وتحكم في تصرفها. كما أنه من حقوق المرأة على وليها أن يغار عليها وأن يحميها .
عباد الله: إن الأعراض غالية ثمينة عند أصحابها ،و غيرة الرجل على نسائه دليل على قوة إيمانه وعلو همته، ومجتمع يُحفظ فيه النساء مجتمع طهر وعفاف. وكل أمة وُضعت الغيرة في رجالها وُضعت الصيانة في نسائها. وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com