د. سليمان صفوق

       

إقرأ المزيد
▪ المشاغبون
▪ نكوص المتعلمين
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2639428.html

في علم النفس تعرف ظاهرة النكوص بأنها الارتداد والرجوع والتقهقر إلى المراحل السابقة من العمر من خلال التصرفات والسلوكيات, وتعني هذه الظاهرة عودة الفرد من حالة أفضل إلى حالة أقل, ومن علامات هذه الظاهرة الرجوع إلى الخلف في كثير من المواقف الحياتية, وممارسة سلوكيات لا تليق بمرحلته العمرية, وتحدث ظاهرة النكوص في الغالب لدى الأشخاص الذين تتصف شخصياتهمبالضعف بصورة أوضح من غيرهم .

*******

قد يكون الأمر طبيعياً في حالات محددة من النكوص إن حدثت لمدة محدودة, ولكن في أحيان كثيرة تشكل ظاهرة النكوص مشكلة نفسية وتربوية حادة, تحتاج إلى إعادة تدريب وتأهيل نفسي كي تعود الأمور إلى نصابها, والأخطر في هذه الظاهرة أن يثبت الشخص على الحالة الأقل التي انتكص إليها, بل يرى علماء النفس أن النكوص يمثل إعاقة اجتماعية ونفسية كبيرة!!

********
العلم والتعلم يجب أن يؤثر في سلوك الإنسان ومنطوق لسانه, ويجب أن يكون لتك السنوات التي أمضاها كل متعلم في مقاعد الدراسة الأثر الإيجابي في حياته,وحين يتساوى منأمضى تلك السنوات التعليمية مع عوام الناس حينها تكون كل هذه السنوات قد ذهبت من حياته سدى!
والسؤال الذي يطرح نفسه:
هل يمكن للمتعلم أن تحدث لديه حالة نكوص إلى سلوك العوام؟
وجهة نظري الخاصة أنه من الممكن جداً أن تحدث حالة النكوص هذه حين يغفل المرء عن النقد الذاتي لنفسه, ويبتعد عن مجالس العلم والفكر والثقافة, ويعتزل القراءة ومجالسة من يستفاد منه, وتقتصر قراءاته على(تغريدات)مكررة, أو (توبيكات) الأشخاص في قائمة جواله!

******
يتصرف بعض المتعلمين تصرفات هوجاء, ويرتكب حماقات سلوكية, له في كل قضية رأي, وفي كل (هاشتاق) صوت, يثور مع كل (عجة), لدرجة أن تتمنى أن تمسك بأذنه وتقول له:( يا ليتك تركد شوي !!).
ما أجمل الأناة والتؤدة والتعقل, وما أحوجنا للعقلاء الذين يضعون الأمور في نصابها, بعيدا عن سلوك ( المشاغبين) الذين أفسدوا هدوء الحياة .

د. سليمان بن صفوق العنزي
جامعة الحدود الشمالية