المعادلة الصعبة


المعادلة الصعبة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2642616.html

في الصباح الباكر تستيقظ تلك الفتاه الحالمة تتناول وجبه الإفطار على عجّل وترتدي المريول تتسابق خُطاها بلهفه للوصول باكراً حتى تلحق بالطابور الصباحي لحجز الصف الأول ترتقب نظرات الأستاذات لها آمله أن يثنُو عليها بكلمه مديح تبث في قلبها الإصرار والتفاؤل ؛ لا تقبل الوسطيه في الأمور إما أكون أو لا أكون تُنجز جميع الواجبات في الوقت المحدد لها تُثابر وتجتهد وتعطي كل مالديها من جهد كل معلمه قامت بتدريسها تشهد لها؛ كم كانت نادره تلك الفتاه أنجزت جميع المراحل بتفوق أصبح العلم والطموح هاجسها الوحيد نجاح يعقبه نجاح ، بدأ حلمها بل إتساع والتضخم ماهو الشئ الذي سيوقِف التيار عن ما يريد تحِقيقه ؟ أخذت تفكر بصمت تحاكي أفكارها وتتأنى في بِنائها يا ترى هل سأكون فرد فّعال في المجتمع هل سأكون شئ عظيم هُنا أتضحت الرؤيا وانقشع الضباب المشكلة ليست أنتي يا فتاتي الحالمة إنها السياسه الجديده التي سوف تستقبلك مضمونها جمله واحده مقتضاها (تخصيص الوظائف) لا أقصد بها تمييز المرأه عن الرجل لا ، بل المرأه قادره على شغر جميع الوظائف تحت أصعب الظروف وأكثرها قسوه فحكومتنا الرشيده شيدت كل ما يخدم المرأه على الوجه المطلوب ولكن عندما نرى مسؤول يقوم بتوظيف زوجته وإبنه عمه وقبيلته أجمع من دون الخضوع لإختبار أو مقابله كما يقال تأتيها على طبق من ذهب من دون أدنى تعب أو جهد وفي أغلب الأحيان لا تملك شهاده تخولها لإستحقاق الوظيفه حتى !! لماذا ؟ قطع أرزاق البقيه لا نسميه إنصاف وحكم القوي على الضعيف بل رجعيه وغير مبالاه ومن يّدعي غير ذلك يريد تغميم الصوره وكبت الرأي العام !! نعم هذا ما نراه ونشهد عليه ونتمنى زوال هذه الظاهره التي تحولت تدريجياً إلى أمر مثيير للإشمئزاز كل ما في الأمر مراقبه الذات ومايسمى الأمانه وأن تكون مُوقن أيها المسؤول مدى هّول خيانه الأمانه فكلما قلّت الأمانه فسدت الحياه ولا تنسى ي عزيزي عندما أخبر رسولنا صلوات الله وسلامه عليه عن الزمان الذي تقُل فيه الأمانه وتندر وعندما ذكر في وصف فساد الدنيا وذلك عندما يختفي خيار الناس ويبقى شرارهم ومن أفسدو الأمانات فقال صلوات الله وسلامه عليه : {كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة، ثم تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم} ؛ ولكن دون جدوى فتيات في أعمار الزهور يواجهن صعوبه بالتنقل والسفر من منطقه إلى منطقه للخضوع لمقابلات وإختبارات وظيفية ينتهي بهن المطاف إلى المكوث فالبيت وعدم إستغلال طاقاتهن بما يخدم المجتمع تنجلي عزيمتها وتقف عاجزه عن فعل أي شئ سوا إنتظار عائدات حافز في أخر الشهر هل يعقل إستيعاب مدى صعوبه التخلي عن حلم وطموح بسبب عائق الوسيط !! لماذا لا يكون هناك مراكز وبوتيكات وجمعيات تخدم المرأه حتى لا تعتمد إعتماد كُلي على وظائف الخدمة المدنيه والتنقل من قرى نائيه وتعريض أرواحهن للخطر في سبيل توفير قوت يومها لأطفالها قد تكون مطلقه وقد تكون أرمله أو متعففه تبحث عن فرص وظيفية وضمان حياتي، فتأسيس مراكز مختصه لدعمِهن ومواصله تحقيق أحلامهن أجر لك كمسؤول وفائده ورزق يعود لهُن ، حالمتي الصغيره ليست معادله صعبه إما تكوني أو لا تكوني ومن هنا أهمس لكِ بكلمات بسيطه تذكري جيداً بأن لكل مجتهد نصيب والمواصلة والإصرار جزء لا يتجزء من كونك فرد منتج وناشط في مجتمعك كوني ماتريدين رغم أنف المثبطين فإنجازك وعزيمتك نجاح لوطنك اسأل الله أن يمنح كل من ثابرت وسهرت في سبيل العلم وصبت جّل جهدها أن يرزقها الله بما تتمنى أن تكون عليه .

أ.ديم الصقري


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com