نيران صديقة


نيران صديقة


(١)

الحلقة الأولى

أنا لا أحتاج لقارئ لكي يفهمني؛ فالقارئُ الذي ينتظر أنْ آتيهِ
بالحروف والكلمات كلُقمةٍ في فِيه، عليه أنْ يذهبَ لأمّه.

(2)
الناس
كالفصول الناس
بعضهم ربيعًا: يفوح وجدانه بالكلام الطيب ,’ويملأ حياتك عبيراً.
وبعضهم خريفًاً: تتساقط منه الكلمات ولايعرف قِيمتَها
وبعضهم شتاء : بارد ويُلقِي التحية ببُرود مشاعره فيُجمد مشاعرك.
وبعضهم صيفًاً؛ حينما تقتربُ مِنه يُحرق كل العلاقات التي بينكم.

(3)
بخيل
يتوقف عن العزف على الحُروفَ الأبجدية، وتلحِينَ الكلمات
حينما يدخُل فِي حِوار عقيم, لكي لايدفعُ فاتورة العقاب.

(4)
الحب
يسألوُنِي وماذا عن الحب؟!
الحب مثل رائحة عطر تفوح بجانبك ,رغم أنفك
ستخالج روحك و تستنشق عبيرها .

(4)
الأحلام
فرصة فوز في ركلة حرَّة من الأشواط الاحتياطية ’ للحياةبواسطة استهجان
الجمهور لغُصَّة الحَكَم, بصفارته المصابة بسرطان في الحبال الصوتية أمام البسطاء.

(5)
الوطن
ولادة شهادة ميلادك في بلاد الأحلام , حينما ينام السلطان
ويموت المواطن قبل الأوطان، فأين العدلُ في حقِّ الإنسان؟

(6 )
الأحجية

تجدهم كبارًا في السنِّ مجتمعين في مجلس، فيتحدث أحدُهم
ويمثل عليك أمامهم حينما يُشير بأصابع الاتهام لكَ ويهتف
بأعلى صوته “عندما كنتُ في سِنِّ هذا الصغير وأنت
ابن الست والعشرين ربيعًا ,لكي يتحفنا بمعارك وحروب
.كان من أبطالها وهي من نسج الخيال

(7)

الموت

لايحتاج لأبواب ليقرعها، ولا لأسوار يتسلقهاأو لشبابيك لكي يعبرها
سيخالج روحك ويقطع حبل أنفاسك؛ لكي يُعلن موعد نهاية عدادك
فلا داعي للخوف.

(8)

الحلقةُ الأخيرة

أمٌّ تنتظرُ واقفةً على منصَّةِ التتويج بقاعة احتفالٍ في ليلة زفاف ابنتها الوحيدة

أبٌ غارقٌ في طرْح سنين التعبِ في سبيل جمع المبلغ، لحلم ابنه في إكمال دراسته الجامعيَّة

معلمٌ يمارسُ أبجديّاتِ التعليم تحت جبروتِ وطغيانِ الجهل، ويحاولُ صابرًا من أجل أنْ يقطفَ ثمار تعب تلك السَّنة

بائعُ ضميرٍ يجوبُ أركانَ الدائرة الحكوميَّة برتبة مسؤول، ولم يدرك دوره في الحلقة الأخيرة في مسرح سجن انفراديٍّ

لكلِّ شخصٍ دورُهُ من أدوار مسلسلٍ يمرُّ بمرور شريط الحياة مع شهيق البدايات، والبعضُ ينغمرُ مع زفرة بوح النهايات، ولكن لابدَّ من الحلقة الأخيرة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com