الأربعاء نهاية “الوسم” والخميس بداية “المربعانية” وتوقعات ببردٍ قاسً على المناطق الشمالية


أشد أنواع البرد (اذا اصبحت الأرض ندية والسماء نقية والريح شامية):

الأربعاء نهاية “الوسم” والخميس بداية “المربعانية” وتوقعات ببردٍ قاسً على المناطق الشمالية



محليات - إخبارية عرعر:

مربعانية الشتاء؛ أسمٍ أتى من “أربعين يوماً” وهي فترة يشتْد فيها البرد، وتبدأ تحديداً من 22 كانون الأول إلى 31 كانون الثاني، تمتاز هذه الفترة بالبرد القارس وقد تسقط الثلوج فيها وتقل الحركة في أيام المربعانية وخاصة في الليل.

وقد أكد الباحثْ الفلكي الزعاق؛ أن (3 ديسمبر 2015) أي يوم (الخميس , 21 صفر 1437 هـ) هو أول موسم المربعانية، والذي يستمر لمدة أربعين يومًا، فيما يعد هو موسم بداية البرد الفعلي الجاد، حيث يرجح أن تستقبل المملكة آخر الحالات المطرية في موسم الوسم الأصلي.

وتوقع الزعاق أن: “تُقبِّلنا المربعانية بقُبلة برد بداية من يوم الجمعة، وهي أول موجة برد مستوردة من بطاح سيبيريا، فالبطاح تدنت فيها درجات الحرارة الآن إلى 60 درجة تحت الصفر فتشبع، وتعمل الآن على تصديرها إلى تركيا وبلاد الشام، ثم تتجاوزها لنا عبر رياح شمالية شرقية ستطرح درجة الحرارة إلى معدلات باردة، وتجبر الشباب على ارتداء ملابس الشتاء الثقيلة، أما كبار وصغار السن فلم تعطِهم البرودة الطارئة فرصة خلال سالف الأيام”.

وأشار إلى أن نصف المربعانية وسم بمعنى أن مطرها منبت لكل ما ينبته الوسم الأصلي، والسنة تكون ربيعية إذا أمطرت السماء بست أمطار سيلية (سيول) خلال موسم الوسم والمربعانية والشبط وأول العقارب.

ومن باب التجربة والسبر أن المربعانية إذا سبقت بسيطرة الرياح الجنوبية فتعتبر سنة ربيعية، وإذا سبقت بسيطرة الرياح الشمالية فتعتبر سنة مجدبة، إلا أن هذه السنة يلاحظ سيطرة الرياح الجنوبية، وهذا مبشر بأن ربيع هذه السنة سيكون مزدهرا.

وتُعتبر هذه السنة من السنوات الربيعية لنزول وتتابع المطر في موسمه على شريحة عريضة من المملكة، ولله الحمد، خاصة المناطق الشمالية الشرقية، فقد وسمت بوسوم طيبة، وكذلك المناطق الشمالية والشمالية الغربية وسكاكا وحائل والوسطى وخاصة بريدة والحفر، إلا أن ربيع المناطق الشمالية الشرقية سيكون وفيرًا، والسبب هو أن أراضي هاتيك المناطق قنوعة، فأي مطرة تجعلها تُخرج ما في جوفها من مخزون ربيعي.

وخلال موسم المربعانية ستكون الفرصة مواتية لهطول الأمطار على نطاق واسع، لكنها على فترات متباعدة، ولقد أمطرت السماء بأمطار غزيرة في كثير من أحيانها وفي مناطق مختلفة وأروت الأرض بالمياه، ولأننا نعيش في أواخر الوسم فالأجواء كانت قادرة على تشكيل السحب المحلية الناتجة عن التبخر، وهذا ما حدث بالفعل خلال ماضي الأيام إذ تخلق قوس من السحاب الممتد من المنطقة الغربية ومرورًا بالوسطى وانتهاء بالشرقية أجهضت على إثرها السماء، فأمطرت على مناحٍ عدة.

وفي منتصف المربعانية يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وهو موسم برد الانصراف الذي يقال فيه: “لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف”، حيث يشتدّ البرد وتهب فيه الرياح الباردة، ويتكون الضباب في الصباح الباكر، وتبدأ فحول النخيل بالطلع من منتصف المربعانية، ويكثر طلع النخيل في نهاية موسم المربعانية.

أما في نهاية المربعانية فهو موسم البرد الرطب غير الجاف، أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف، ويدخل مع الإنسان في فراشه، وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه، أما بشأن الزراعة، فما زالت الفترة مناسبة لزراعة القمح في المنطقة الوسطى.

ومما ينبغي التنبّه إليه أن الذي يزرع في أواخر الوسم يكون زرعه له نظارة خلابة، إلا أن زرعه غالبًا لا يتحمل برد موسم العقارب خاصة العقرب الأولى؛ لأن بردها قاتل، ولذا يسميها العامة عقرب السم؛ لأنها تقتل مثل السم، والزراعة المعتادة هي في أوائل المربعانية، وكلما تأخرت كان أفضل، إلا أن التأخير له مضار، حيث إن موسم الحصاد يكون متزامنًا مع أمطار الصيف المهلكة للحرث والنسل.

ويقول الشاعر الفلكي المعروف راشد الخلاوي في قصيدته :

قال الخلاوي والخلاوي راشد

عمر الفتى عقب الشباب يشيب

حسبت أنا الأيام بالعد كلها

ولا كل من عد الحساب يصيب

حساب الفلك بنجم الثريا مركب

يحرص له الفلاح والطبيب

فإلى صرت بحساب الثريا جاهل

ترى لها بين النجوم رقيب

إلى غابت الثريا تبين رقيبها

وإلى طلعت ترى الرقيب يغيب

وإلى قارن القمر الثريا بحادي

بعد أحد عشر عقب القران تغيب

وسبع وسبع عد له بعد غيبته

هذيك هي الكنه تكون مصيب

ومن بعدها تطلع وبها القيظ يبتدي

وتاتي بروق ولا يسيل شعيب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليله

ثقل القنا من فوق كل عسيب

وتطلع لك الجوزا وهي حنة الجمل

وتأتي هبايب والسموم لهيب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليله

يطلع لك المرزم كقلب الذيب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليله

يطلع لك سهيل مكذب الحسيب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليله

تلقى الجوازي طردهن تعيب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليلة

ليلة نهار وتجتلد وتليب

وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليله

لا تأمن الماء صيبه يصيب


6 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com