بكت الحروف


بكت الحروف



مهما غاب الانسان عن وطنه يبقى يحن اليه ومهما غاب الولد عن حضن امه يبقى هناك رابط هكذا شعرت وانا ارى فكري يضع مولودته الاولى ويسطرها على الورق كأول قصيدةٍ فصحى.
خلال عشر سنوات وانا أتلاعب بالحروف وانغامها على كل القوافي والأوزان بلا جهد يذكر واكتسبت ثقتي من قرائي الذين اعتدت ان ارى في حروفهم الإعجاب والثناء الدائم وفي توجيههم التحسن الى الأفضل فالشعر النبطي سعادتي التي لاتتوقف وبحري الذي اغوص بداخله بلا خوف وبيتي الذي اشعر في اركانه بالدفء ولكن عندما طُلب مني ان اكتب بالفصحى انتابني تردد لأشعر لأول مرة بأني طفلة مازالت تحبو وتحتاج الى الثقة والدعم فمهما تعلمنا نبقى صغار امام لغة القرآن فهي بحر عميق يصعب على اي غواص مهما كانت مهارته ان يتمكن من الغوص به ولكن الحب الذي بدأ يغازل افكاري ويحرضها على الظهور جعلني اقبل هذا التحدي فلغتنا تستحق ان نحارب من اجلها لتبقى هي الأولى على الإطلاق وواجبي كشاعرة ان أذود عنها ولو بكلمة
ركنت مخاوفي جانباً وبدأ قلمي ينهال لأخاطب حروفي بكل أريحية ، ورقّت روحي لهالأراها كأم تبكي وتشتكي جفاء اولادها الذين هجروها فلم تعد ذات أهمية، أصبحت عادة تعودو عليها وارثٍ ورثوه من آبائهم دون ان يتمعنو في جمالها ويبحثو عن سر الإعجاز فيها يتفاخرون بلاغاتٍ لاتمت للإسلام بصلة ، وهم لايعلمون ان لغتهم كانت في الماضي مصدر فخرٍ لكل من يتحدث بها من العجم وغيرهم .

وسميت اللغة العربية بلغة الضاد لوجود حرف الضاد الذي تميز عندما دخل العجم الإسلام وعرفت القبائل العربية أن هذا الحرف هو الحرف الوحيد الذي لا يوجد في أي لغة من لغات العجم وتلعثمهم عند النطق به . لذلك نجد الكثير من الشعراء تغنوا بحرف الضاد بل أشاروا إليه في بعض قصائدهم سواءاً الشعراء في العصر القديم مثل المتنبي وشعراء العصر الحديث مثل الشاعر فخري البارودي . فتلك هي اللغة العربية الجزيلة حتى في حروفها وقد نشأت الكثير من المدارس التي تعلم اللغة العربية كمنهاج في بعض الدول الغربية لتعليم اللغة العربية لبعض أبناء العرب المهاجرين وبعض الأجانب من يريد منهم أن يتعلم اللغة العربية .

تبكي الحروف

أسرجت ُخَيل الفكر للاشعارِ
وتناثرت روحي بكل مدارِ

وكأن تاريخي ينادي أحرفي
وبصوته عزفاً على الأوتارِ

يالحن يُطرب سامعيه وينحني
حباً يحطّم بالوغى أسواري

تبكي الحروفُ من الجفاء وتشتكي
وتهيم في الدنيا بغير قرارِ

مهجورة بين اللغات يميتني
صمتٌ رهيب مطْبِقٌ متواري

كعروسٍ اهدت حسنها لحبيبها
وحبيبها للحب كان مواري

أواه يامجداً تلاشى وانقضى
أصبحتٓ ماضٍ والعدو بداري

يترنمون بصيغةٍ غربيّة
وتجاهلوا مابي من الأسرار

أنا درة بين البحار عميقةً
يستعذب الغواص بين بحاري

يهوى الترنم في جميل بلاغتي
مابين شعرٍ أو بفن حوارِ

قم وأسأل القرآن سر فصاحتي
لاتسترق من بالغ الأعذار

ومحمد كم بي تفوّه حرفه
صلوا عليه وصحبه الأطهار

بدرية الرويلي::


4 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com