خذ الآيزو واعمل اللي أنت عايزو


خذ الآيزو واعمل اللي أنت عايزو


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2688606.html

كنت حاضراً في ورشة العمل الإقليمية حول :
تحسين الجودة الشاملة للتعليم العام في الوطن العربي
٦/٧- ربيع الأول١٤٣٣هـ الرياض- تحت عنوان نحو تحقيق الريادة العالمية .
وبالطبع لاجديد تحت قبة هذه الورشة عشرات المحاضرات الآكاديمية المكررة ، عشرات المفردات الانجليزية على طريقة (شوفوني) ،فنادق فايف ستار ، وفي النهاية مئات التلاميذ في الكثير من مدارسنا لايجدون ملعبا لائقا يصرفون فيه طاقاتهم المتأججة ، ومئات المعلمين بلا حقوق تشعرهم بالأمن الوظيفي ، وعشرات المشرفين التربويين لا يدرون ماذا يفعلون في ظل كثافة العمل وكثافة المهام التي تتوالد بطريقة سرطانية أفقدت معها ميزة المشرف الخبير والمدير الخبير الذي كان يتقن الأنظمة واللوائح ويحفظها عن ظهر قلب وبذلك يكون مرجعاً لزملائه الجدد .
أي جودة تتحدثون عنها والبنية التحتية مهترئة ؟
أي جودة نتحدث عنها والمعلمون يغردون في واد آخر غير وادي وزارتهم ؟
أي جودة وطلابنا يهيمون بلا هدف وبلا رؤية واضحة لمستقبلهم ؟
سأذكر لكم قصة رائد من رواد الجودة في العالم ادوارد ديمنغ عالم الادارة – امريكي الاصل – انتقل بافكاره الى اليابان وكان له الفضل في علم الجودة الشاملة بصورته الحديثة وفكره ادى الى تطور المنتجات اليابانية وتميزها على منتجات سائر الدول بالجودة حتى ارتبط المنتج الياباني بالجودة . ومن الطرائف في سيرة ديمنغ أن الشركات الأمريكية رفضت أفكاره في البداية ثم استوردتها من اليابان بعد أن أذهلها نجاحه .
ونحن إذا أردنا أن نحقق الجودة في العمل المؤسسي لدينا لابد من بناء خطط عملية للتنفيذ والتقويم ولا يكون همنا الأول الحصول على الآيزو فكما يقال ” خذ الآيزو واعمل اللي أنت عايزو” وهذا ما يحدث بكل أسف في كثير من الشركات والمؤسسات المنتجة التي كان هدفها الأساسي الحصول على شهادة الآيزو ثم التسويق دون التقيد بضوابط تلك الشهادة ، ووزارةالتربية هي منتجة للإنسان وهو أهم إنتاج في عرف الأمم ، ولذلك يجب على الوزارة المبادرة إلى تهيئة المجتمع التعليمي عبر البنية التحتية أولاً ، ثم بناء المعلم والتلميذ في مناحٍ عدة ، ثم التفرغ بعد ذلك لمثل هذه الورش والملتقيات التي تعنى بالجودة الشاملة كقيمة من قيم العمل ، وكنت أتمنى لو أن وزارة التربية جيشت جيوشها الآكاديمية والفرق الزائرة والخبراء لزيارة المدارس ولتقييم أداء العمل على كافة مستوياته في الميدان التربوي ومقابلة المعلمين والتحدث معهم وتقييم أدائهم وفق خطة عمل واضحة ومحددة للجميع تعتمد الحوافز وفرص التدريب التي لا تجعل المعلم آخر من يعلم لما تخططه وزارته لأن الناس أعداء ماجهلوا وهذا ما يلحظه المشرفون التربويون أثناء تقييمهم وزياراتهم للمعلمين ، ومعرفة المعلمين بمثل هذه المستجدات يمنح المعلمين إحساس بالشراكة في المهمة والتطوير كما يمنحهم دافعاً كبيراً للعمل فكما يقال من لم تحركه الدوافع فلن تحركه المدافع، فأيهما أفضل ياوزارةالتربية تدريب المعلمين مباشرة والالتقاء بهم ولقاء التلاميذ ومنسوبي المدرسة وكوادر التعليم المختلفة أو صرف الملايين على لقاءات وورش عمل ودعوات الآكاديميين والفرق الزائرة العربية والأجنبية وفنادق فايف ستار ؟
إن أرادت الوزارة النجاح والجودة فلتفعل مثلما فعل إدوارد ديمنغ الذي يقول ليس هناك فشل بل خبرات وتجارب . لماذا لا تفكر الوزارة جدياً بإيفاد عشرات بل ألوف المعلمين لزيارة تلك الدول المتميزة مثل اليابان وفنلندا والدول المتميزة في مجال الجودة الشاملة كبعض دول الإتحاد الأوروبي لخلق اتجاهات وتوجهات إيجابية للمعلمين والمشرفين التربويين تنعكس ايجابياً على العمل ؟
وللانصاف من الحق أن نشيد بماحققته المملكة في العام ٢٠١١حيث حازت المركز الأول عربياً في عدد المخترعات متقدمة على دول عريقة كمصر ، ولكن في ظل هذه الميزانيات الضخمة وبالنظرإلى واقع التعليم لدينا فإننا نتساءل عن مستقبل تعليمنا وعن التحديات الكثيرة التي تنتظرنا رغم كل ماهو متوفر على مائدة النجاح ونستشعر البيت العريق :
ولم نر َ في عيوب الناس شيئاً
كنقص القادرين على التمام


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com