في قلوبنا ..


في قلوبنا ..



في القرن العشرين سُئل الزعيم النازي هتلر من هم أحقر الناس لديك ؟
أجاب : الذين ساعدوني على اجتياح بلدانهم .
اثارت إعجابي تلك الإجابة التي باتت تصاحب ذهني أينما ذهبت .. متسائلا
كيف لمواطن أن يساعد أجنبي لإجتياح بلاده ؟!
طال التفكير بها حتى شطبتها من قاموس أفكاري بإقناع نفسي أن تلك مجرد ترهات ديكتاتور ،،
لكنها عادت إليَّ من جديد فأيقنت أن ما قاله هتلر هي الحقيقة بعد ما سمعت بقصة شاب يدعى أ.ع من أبناء مدينتي أتركها لكم :
سارعي للمجد والعليا…مجدي لخالق السماء
فيرفع الخفاق الأخضر … ليحمل النور المسطر
حتى ينتهي النشيد الوطني نشيد الفخر والشموخ الذي يرفع على إذاعة الراديو
يركن سيارته متوكل على الله في صباح كل يوم ، لكن هذا اليوم ليس ليبدأ عمله بل ليطالب بحقوقه فهو لم يستلم رواتبه منذ ثلاثة اشهر
( رواتب الموظفين السعوديين في القطاعات الخاصة دائما تتأخر )
والعذر الدائم للتأخير أن المستخلصات لم تصرف ..!!
تلك الشركات الضخمة التي تتقاضى الملايين من الريالات عجزت عن صرف راتب الموظف السعودي الذي لا يتجاوز ثلاثة ألاف ريال . !!
قرر أ.ع الذي طرق ابواب الثلاثين من العمر ومشى بها ثلاث خطوات
الذهاب إلى مهندس من أبناء جلدته وهو المسؤول عن الموظفين السعوديين في تلك الشركات المتعاقدة مع وزارة مهمه تنبع من خلالها المياه وأخبره بما حدث معه متفاجأً بِردهِ الذي لم يفهم منه سوى إرتفاع الصوت وتغير ملامح الوجه مع تكرار كلمة ( ما لي شغل )
يتساءل أ.ع ما سر هذا الدفاع والتغطية على تجاوزاتهم لإنظمة بلادنا وكأنه يعاونهم على ذلك ؟!

مع خروجه اتته عصفورة جميلة تُخبرهُ بأن هناك رجل فرعوني يقوم بتأثيث العش للإله زيوس .. وأن الخافي أعظم.. ورحلت

لم يستسلم أ.ع ، قرر الذهاب إلى مدير المنشأة ذلك الغضنفر المتربع على عرشه الذي لا يُرد له طلب ، اخبره بأمره فإذا به محنط وعلى رأسه التاج لم يتحرك ولم ينطق ببنت شفه لصوت شكواه ربما كان السبب خوفه من سقوط التاج
عاد أ.ع إلى شقته الصغيرة المستأجرة يشعر بالإضطهاد وكأنه في عصر سيكستوس الرابع وهو الموحد الوحيد الذي يقابل محاكم التفتيش ..
وعلى انغام القيصر تمدد على فراشه ( نفيت واستوطن الاغراب في بلدي ودمروا اشيائي الحبيباتي )

نهض أ.ع من فراشه غاضبا يخاطب تلك الأغنية ( لا وألف لا ) أعلم ان صوتي سيصل فيصلٌ خالداُ يفصل الحق عن الباطل ويخلد اسمه في قلبي وقلوب أبناء المنطقة الشمالية إلى المنتهى.
في نهاية هذه القصة ..

سأردد ما قاله أ.ع أن هناك فيصلُ خالدا سيفصل الحق عن الباطل ويخلد اسمه في قلوبنا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com