رؤية المملكة 2030 في إنجازات الأمير فيصل بن خالد بن سلطان


رؤية المملكة 2030 في إنجازات الأمير فيصل بن خالد بن سلطان


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2697061.html

حينما بارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رؤية المملكة 2030 التي هندستها عبقرية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتعد مضامينها أكبر مبادرة من مبادرات المملكة العربية السعودية على الإطلاق، حيث سعت هذه الرؤية الاستراتيجية لإعادة استثمار الموارد الوطنية وبناء اقتصاد ما بعد النفط وتعزيز هوية المواطن السعودي، وتحقيق الريادة العالمية للمملكة العربية السعودية من حيث الزمان والمكان والأهمية التي تستحقها من خلال الثقة العالمية بقيادتها وكونها مصدرا مهما من مصادر القرار الأممي والسلم والسلام في هذا العالم، وفي هذه المرحلة التاريخية التي ينتقل فيها الفكر العالمي من الاعتماد على مصدر الطاقة الأول النفط إلى مصادر أخرى وبدائل جديدة في الطاقة كما انتقل العالم من الفحم الحجري إلى النفط في مرحلة تاريخية سالفة.
وربما كان تفكيك التوحش الذي سيطر على خطابنا الإسلامي فيما سلف وتعزيز هيبة الدولة الوطنية في الداخل والقدرة على الدفاع عن مصالحها في الخارج، وفرض روح العدالة والقانون والقضاء المبرم على الفساد بكل صوره المرعبة وتجفيف منابع الإرهاب والتطرف والعبث والهياط على السواء، وإعادة هيكلة المؤسسات الوطنية وتمكين الأمراء الشباب والقيادات الشابة من رسم خرائط التنمية وغرس أسسها في هذه البلاد المباركة من أولى المهمات التي استحضرها ولي العهد الموفق وهو يصوغ رؤيتنا الاستراتيجية التي تعد ضرورة وليست ترفاً.
وعطفاً على تمكين الأمراء الشباب فإن هذه الكوكبة التي تم تكليفها برعاية مصالح الوطن والمواطنين تؤكد أن المدن والأقاليم والدول أيضاً تولد من جديد إن وجدت من يستطيع أن يعمق مساحة عمرها أعمارا عديدة، وينظم حياتها الواحدة في حيوات كثيرة ويخلق من سنتها الواحدة سنوات طويلة في الإنجاز والعمارة والتمدن الشريف، فكان الأمير محمد بن سلمان وإخوته الأمراء الشباب، ومنهم الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية .
إن أكثر ما يلفت الانتباه استحضار الأمير فيصل رؤية المملكة 2030 في حديثه الخاص والعام، وبلا شك أنه استحضار مسؤول ذي نظرة إيجابية للأشياء، يدرك بعمق معاني الإنجاز الإنساني ويزيد على ذلك بأن كل من حوله يلمس فرح سموه بردة الفعل المناسبة في عيون الأطفال وسواعد الشباب وعبارات الرضا عند الكهول، ولم يكتف بقراءة التقارير التي يصوغها الآخرون بل يسبر أغوارها بشفافية ومبادرة وإنجاز وتثبت لأنه فتح كل الطرق الخاصة والعامة للتواصل مع الناس في مكتبه الرسمي وفي مجلسه وفي الأسواق والمولات والشوارع والمؤسسات الرسمية والخاصة، ليتثبت أن السنين والشهور والأيام ليست متساوية عند المسؤولين على اختلاف مشاربهم، ويؤكد خلاف فكرة الشاعر العربي الراحل خليل حاوي، أنه عرف كيف تمط أرجلها الدقائق، وتستحيل إلى عصور، فالأمير الفيصل يعرف كيف يختصر المسافات للإنجاز وكيف يعصر الدهور في طريق الحضارة والتمدن وتقاس السنون على يديه بالأيام بكل صدق وموضوعية وإنجاز.
لطيف المعشر كما يحدثنا من هم حوله وإنسانيته وأدبه وأخلاقه بلا ضفاف وقد حولها تطبيقا واقعا بين الناس وكأنه المعني فيما كتبه جارودي عن الواقعية في الأدب والفن حين قال إنها بلا ضفاف فهو واقعي الثوابت وحالم الإنجازات في آن واحد، يستمد كل طموحاته وعباراته وأفكاره من الملهم الأكبر للمنجزين في هذا الوطن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فكثيرا ما يعطر الأمير فيصل لسانه في كل مجالسه الخاصة والعامة بالنص على سموه الملهم الأكبر لنا جميعا وتطبيق رؤاه وأحلامه واستراتيجياته الضرورة، وبخاصة أن المنطقة ذات أثر مهم في المرحلة الجديدة للاقتصاد الوطني والنهضة المستدامة بعد مشروعات التعدين ووعد الشمال وابتداء تصدير الفوسفات والبتروكيماويات على يدي سموه الكريمتين.
إن الأمير فيصل يملك قدرة على قراءة الماضي وإعادة صياغته وفق نظرية الإسقاط السليم التي يؤمن بأطرافها وعواملها الإنسانية المساعدة لغرس ثقافة جديدة في مجتمع يتشكل دون إجحاف وتقليل من المراحل التكاملية الماضية التي شاركت في صياغة ذلك النسيج، بل إن سموه يؤمن بموضوعية الحصيف أن لكل مرحلة مفاهيمها ومعاييرها الخاصة بها ورجالها المخلصون، ولكل مدينة طرائقها في التعايش الإنساني والتكامل النوعي، ويدرك أن النجاح الإداري من خلال تطبيقات خبرته ودراساته الجامعية في علم الإدارة والسياسة والقانون على النظرية السياسية يكون ابتداء في قفل النوافذ المحطة وإعادة تركيبها وترميمها، ونجح سموه في هذه الفترة القصيرة في تشييد البيت الشمالي الذي لا ينسى إنجازات المسؤولين السابقين ليكمل سموه البناء والتشييد في غرس ثقافة التكامل البشري واحترام الموجودات ونبذ عنصرية التآكل والنظرة الأحادية، ويكشف عن قدرته الهائلة في ضبط الأنسنة الصحيحة الإيجابية واستطاع أن يحقق المعنى القرآني الكريم السامي من التنوع في الخلق حينما قال « لتعارفوا»، وليس لتعاركوا.
وفوق كل ذلك يفتح قلبه للمواطنين فيلاطف مكلوما ويساعد ضريرا ويرحم صغيرا ويحترم كبيرا، ومع كل ذلك حازم الموقف كما نرى في خطواته الجادة تجاه تعزيز هيبة الدولة وثقافة العدالة من جهة، ومن جهة أخرى حرصه الشديد على تلبية حاجات الناس والوقوف مع الشباب وذلك بخلق فرص العمل والتوطين في التوظيف والتدريب والتأهيل عبر منصة دروب والدعم الفني والتمويلي للراغبين في العمل الريادي الحر، والتنسيق بين أصحاب العمل والباحثين عنه من الشباب، ودعم المرأة السعودية في مجالات العمل من خلال مبادرة وصول ودعم ضيافة الأطفال من خلال مبادرة قدرة وما أكثر مبادرات سموه، وفتح مجال المناقشة مع المسؤولين في قضايا المنطقة وحاجات أهاليها، يقوم بزيارات ليلية للمستشفيات وتفتيش على المؤسسات الحكومية في أوقات عشوائية غير مرتب لها كما هي العادة في مثل تلك الزيارات؛ حتى يقف على المستوى الحقيقي للخدمات المؤداة والاستطلاع الحقيقي لآراء المواطنين تجاهها ومعرفة مستوى قبولهم لها ورضاهم عنها، ويؤكد ذلك زيارته التشجيعية لعدد من الشباب السعوديين الذين زارهم في المقهى الخاص بهم وأعجبه أنهم تولوا بأيديهم مباشرة العمل ومازحهم وطلب منهم ووجه لهم كلمات رائعة تدل على مسؤوليته، وفي اليوم التالي قام بزيارة الطلاب في المدارس والإشراف بنفسه على بداية اليوم الدراسي في الفصل الثاني في المنطقة ودائما ما يوصي الشباب بريادة الأعمال وصناعة المشروعات الخاصة والتأكيد لطلاب الجامعة ومسؤوليها بأهمية الموهبة والابتكار وتعزيز ثقافة الإبداع والتميز والحرص على التخصصات النوعية التي يحتاجها سوق العمل.
ومن يمعن الفكر وينعم النظر في جهود سموه منذ أن صدر تعيينه أميرا للمنطقة فقد يلمس حرصه الشديد على التطوير وإعادة الهيكلة وفق ضوابط الجودة والاعتماد المؤسسي الحديث من خلال المفهوم الحديث لعلم الإدارة والحشود والإنجاز من خلال صورتين : إحداهما العلاقة الإنسانية المتبادلة مع المواطنين والأخرى التفاهم والتناغم مع المسؤولين، حتى أصبحت النشرة التي تصدرها العلاقات العامة في أسبوع مملوءة بالإنجازات التي تحتاج لشهور وربما أكثر للإنسان والمؤسسة الحكومية على السواء، كل ذلك يعطي سموه دروسا للمنجزين في صورة لا تطلب عذرا لفاشل ولا تؤمن بحجة لمقصر، وفي رؤية بعيدة المرامي وإرادة قوية تصنع المعجزات وتستنبت المستحيل في أرض الشمال، تنبع من داخله رغبة النجاح وسر الحياة الخالد الذي فهمه سموه من خلال الإخلاص للقيادة التي يستحضرها دائما في كل موقف وكل مشهد وكل زيارة، حتى أنه وجه المسؤولين في زيارته لمنفذ جديدة عرعر أن يكتفوا بوضع صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمين محمد بن سلمان على اللوحات الترحيبية فقط في زيارته التفقدية لمنفذ جمارك الجديدة اطمئنانا على حالة الحجاج العراقيين وتهيئة الخدمات لضيوف الرحمن، إنه باختصار سيرة غير متكلفة تماما ولا ينقصها شيء لتبحث عنه، شيدها بنفسه التي تستحضر كل شيء في حكمته الرائعة :» تصرف كما لو أنه من المستحيل أن تفشل «.
ولذلك كثيرا ما يأمر موكبه أن يقف أمام عجوز بيدها ورقة وشاب يحمل ملفاً ليحقق لذوي الحاجات ما يحلمون به فورا تارة وواعدا بحل الموضوع تارة أخرى إن احتاج للتأكد من المعلومات الواردة فيه، حتى أصبحت أحاديث مواقفه مع الضعفاء في كل يوم في ذاكرة المدينة الحالمة والمطمئنة والمتصالحة مع الزمان والمكان، لم يبق بيت من بيوتات العرب في المنطقة إلا وتشرف بزيارة سموه ولم تبق قرية من قراها وما أكثرها إلا ووقف عليها وتلمس حاجات مواطنيها في هذه الفترة القصيرة من تكليف سموه بإمارة المنطقة، وسعى فوق كل ذلك بترغيب الاستثمار فيها بإغراء الشركات الكبرى وتذليل السبل الصعبة أمام رجال الأعمال والوقوف معهم أمام التحديات الاقتصادية الطارئة، ولا أدل على ذلك من حله لقضايا مستعصية طيلة عقود سالفة كالمنطقة الصناعية وغيرها، بل إنه أولى النادي الأدبي عنايته وأصبح اهتمامه بالمثقفين والإعلاميين في أرقى صورة حضارية بارزة تستحضر أهمية الرسالة الهادفة للإعلام الوطني والمكانة الرفيعة للأدباء، ولا يقل عنهم اهتمامه المباشر بأعضاء المجلس البلدي المسؤول عن تحقيق طموحات المواطنين في الخدمات الأفضل، وخير دليل على رؤيته التشجيعية لأبناء المنطقة إعلان سموه عن مبادرة « كفو» التي تستهدف تحفيز أبناء المنطقة ومؤسساتها الرسمية والقطاع الخاص للمبادرة والعطاء في التنمية بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، وتعزيز ثقافة الإنجاز وتكريم المنجزين في التعليم والصحة والإدارة والأجمل ثناؤه واستحضاره القيم الأخلاقية وشرف المواطنة وخصال الإنسانية في جلسته الأسبوعية التي يتلاحم فيها نسيج المجتمع من كل فئاته مع بعضهم وحول مائدة أميرهم المحبوب فيصل بن خالد بن سلطان – حفظه الله – ليتأكد من يقرأ تفاصيل رؤية المملكة 2030 أن سموه يؤمن بها تنظيرا ويحققها واقعا وإنجازا يوما بيوم.. وكل ذلك يحمل أبناء المنطقة مسؤولية وضع أيديهم بيد سموه للتطوير والإنجاز اختصارا للسنين وتحقيقا لتطلعات القيادة الحكيمة وطموحات المواطنين الكرام والاستفادة من الإمكانات المتوافرة في المنطقة ومكانها الاستراتيجي حول حضارات العالم القديم وجعل التنوع الإنساني فيها مصدرا للبناء والحضارة والتمدن والله من وراء القصد.
عميد الموهبة والإبداع والتميز البحثي – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com