انطلاق ندوة “التضليل الإعلامي في الحملات ضد المملكة ودور المؤسسات في مواجهتها”


نظمتها كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. برعاية "أبا الخيل"

انطلاق ندوة “التضليل الإعلامي في الحملات ضد المملكة ودور المؤسسات في مواجهتها”



إخبارية عرعر - محليات :

انطلقت، اليوم الاثنين، ندوة “التضليل الإعلامي في الحملات الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها” والتي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برعاية ومشاركة مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيـل.

وتفصيلاً، حضرت الندوة وكيلة الجامعة لشـؤون الطـالبات الدكتورة حنان بنت عبدالرحمن العريني، وعميدة مدينة الملك عبدالله للطالبات الدكتورة سارة بنت عبدالعزيز الفيصل، حيث نظمتها كلية الإعلام والاتصال ممثلة بعميد الكلية الدكتور سعد بن سعود آل سعود، في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات للرجال، والقاعة الكبرى مبنى (321) بمدينة الملك عبدالله للطالبات، وحضرها نخبة من الدبلوماسيين والقيادات الأكاديمية والمهنية في مجال الإعلام والسياسة، والطلبة والطالبات.

وافتتح الندوة عميد الكلية الدكتور سعد آل سعود مرحبًا بالمشاركين فيها، وبكل الحضور، مؤكدًا أهمية الندوة التي تهدف إلى إلقاء الضوء على ما تواجهه المملكة من حملات إعلامية شرسة، تلا ذلك عرض مرئي بعنوان “وطني شمس لا تغيب”.

ومن جهة أخرى، استعرض الدكتور فهد العسكر عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام والاتصال، في محور أهداف الحملات الإعلامية الموجهة ضد المملكة، مستعرضًا نماذج من الحملات الإعلامية المضللة التي مرت بها المملكة العربية السعودية، مستشهدًا بحادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وكيف تعاطى الإعلام مع هذه القضية، مؤكدًا عدم وجود إعلام محايد حولها ، كما تناولت الحملات التي شهدتها السعودية قبل توحيدها وحتى حروب الجيل الرابع، لافتًا إلى أن الغرض منها التضليل الإعلامي لتحقيق مكاسب، ومصالح سياسية، واقتصادية، كما ذكر أيضًا مرتكزات التغيير، مختتمًا مداخلته بعدة وسائل للخروج من هذه الحملات والتصدي لها وأهمها الثقة في الله والالتفاف حول القيادة والوعي بأهداف هذه الحملات.

وتحدث الدكتور إبراهيم بن محمود النحاس عضو مجلس الشورى ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود سابقًا، عن محور “أسرار تناغم الخطاب الإعلامي الموجهة ضد المملكة بين عددٍ من القوى الإقليمية والدولية”.

ذكر “النحاس” العديد من الأسباب التي تجعل المملكة العربية السعودية هدفًا للدول الأخرى، منها أن المملكة تعد ركنًا أساسيًا في العالم الإسلامي كما أنها الركن الذي آوى إليه الجميع في عز وأهم الأزمات التي واجهت الدول، مشيرًا إلى وقفة الملك سلمان في التصدي لإيران والتدخل في اليمن وإحباط مخططاتها ضد المملكة، وأسباب إستراتيجية تكتيكية منهم بهدف إضعاف المملكة ليسهل العبث بأمنها، كذلك أهداف بعيدة المدى وهي رغبة بعضهم للاستحواذ على الأماكن المقدسة، وتطرق أيضًا للأغراض المذهبية كدولة رافعة لراية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله )، ومطبقة للشريعة الإسلامية في كل شؤونها، كما يرى أن بعض الدول ترى أن المملكة تعيش عزها الاقتصادي والعسكري، وهذا ما يجعلها مستهدفة بشكل كبير.

واختتم الدكتور “النحاس” حديثه بالتحذير للحضور والطلاب والمواطنين عامة من أسماء المرتزقة المحتضنين من دول أخرى الذين ظهروا في هذا الوقت بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم أعداء للمملكة هدفهم التضليل الإعلامي لتحقيق الأهداف التي ذكرها.

وشارك في الندوة بالمحور الثالث الكاتب والمحلل السياسي سليمان بن عبدالعزيز العقيلي والذي تحدث عن محور “كيفية تعاطي الإعلام المحلي والعربي مع الحملات الإعلامية ضد المملكة” والذي تناول فيه عن دور الإعلام في إدارة الأزمة والتي تعني السيطرة وعدم خروجها عن الحيز وعدم تفاقمها, ثم تطرق إلى الإعلام المحلي والذي لم يؤد الدور المنوط به وقصد به الإعلام السعودي وتحدث عن الإعلام العربي وأسباب الأزمة من الإعلام المقروء مثل الصحف والإعلام المسموع مثل الإذاعة والتلفزيون والتي ما زالت تواجه تحديات ومصاعب.

وأشار “العقيلي” إلى إستراتيجية الإعلام الخارجي للتخاطب والحوار بحيث يصل الصوت السعودي إلى أصقاع العالم, وختم حديثه بسلبيات الإعلام الدولي المعادي وأظهر موقف المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالإعلام الخارجي بما لديها من أدوات وأهداف وأنها تحتاج إلى إستراتيجية للإعلام الداخلي والخارجي.

ومن ناحية أخرى، تناول رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية خالد بن حمد المالك المحور الرابع حول”أطر مهنية مقترحة للتعاطي مع الحملات الإعلامية المعادية للمملكة”، حيث أشاد بفكرة الندوة لما رأى من الهجمات ضد المملكة في هذه الفترة، منوهًا بأن المملكة لها من الثقل والوزن مما جعلهم يقفون هذا الموقف المتضامن ضد سياستها وتوجهاتها، ووجدوا من مقتل جمال خاشقجي فرصة للتواصل مع هذه المؤامرة.

وقال إن بعض الهجمات أظهرت من هي الدول الصديقة ومن الدول التي تريد الإطاحة بالمملكة، مشيرًا إلى أن الحملة ليست إعلامية فقط وإنما سياسية والهدف من هذه الحملة هو المملكة قيادة وشعبًا وأرضًا لمعرفتهم بثقلها على المستوى العربي والإسلامي، وذكر أنه لابد التصدي ووضع الإعلام المحلي على سكة جديدة أيضًا يتطلب إلى فتح الفرص إلى الإعلام الأجنبي للاطلاع على المملكة، ويلتقي المسؤولين والمواطنين ليعود بانطباع يدافع فيه عن المملكة لتتغير نظرة الوسائل الإعلامية التي تهاجم في الخارج، والاستفادة من المراكز البحثية والدفع بالكفاءات الأكاديمية للوصول إلى العالم، والدعم للمؤسسات المحلية لتعود كما كانت في الماضي وأفضل، والقنوات التلفزيونية بإنتاج برامج تفيد المملكة والدفاع عنها واختيار المؤهلين لتغني وسائل الإعلام واستثمار السينما لما فيه صالح يخدم التوجه للمملكة.

واختتمت الندوة بالمحور الخامس الذي تحدث فيه مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حول “دور مؤسسات الإعلام والمؤسسات التعليمية في الحماية من الحملات الإعلامية المضللة”، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية محفوظة بحفظ الله تعالى لا تؤثر عليها العوادي ولا تنخر في جسدها المؤثرات مهما كانت، وقام من يريد السوء بنا بأي أسلوب أو طريق أو منهج والحقائق والشواهد والبراهين تدل على ذلك، منذ تأسيس هذه الدولة السنية السلفية إلى يومنا هذا في هذا العهد الزاخر الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب المواقف الكبيرة والأيادي البيضاء والوفاء والعطاء يمتلك عاطفة جياشة وبصيرة نافذة وحكمة فائقة، الأمر الذي معه رأينا أن هذه البلاد يرتبط حاضرها المجيد بتاريخها التليد فيدفعنا إلى مستقبل زاهر واعد مشرق مطمئن مستقر آمن قوي بوحدته الوطنية والشرعية، وما تزيده الحوادث والقضايا والفتن إلا صلابة وصلادة، تجعل الأعداء يرجعون على أعقابهم خاسئين خاسرين، يشد من أزره ويقف معه وقفات قوية حازمة مخلصة صادقة سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وبذلك فإننا نعتز ونفاخر ونرفع رؤوسنا في كل المحافل الداخلية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، وتعانق رؤوسنا هام السحاب في كل الأحوال والتحولات، مهما أرجف المرجفون وأرعد المرعدون وتحزب المتحزبون وأزبد المزبدون وصالت الجماعات والتنظيمات المتطرفة الإرهابية ودعمت ظاهرًا وباطنًا.

وأكمل “أبا الخيل” خارجًا عن النمطية بطرح بعض الأسئلة بالمحور ذاته على الحضور من طلاب وطالبات الجامعة والتحاور فيها معهم مسهبًا ومستشهدًا بآيات وأحاديث نبوية، وتضمن أربعة أسئلة هي: كيف يكون دور المؤسسات الإعلامية والتعليمية في المحافظة على الوطن؟

– ما موقفنا في مؤسسات التعليم والإعلام مما يُشاع ويُذاع من الأقوال والأراجيف؟

– هناك جماعة مؤذية غالية متطرفة هي منبت ومنبع لكل نابتة سوء من الأحزاب والتنظيمات التي آذت وأفسدت في الأمة الإسلامية، وأرجعتها قرونًا وأعاقتها عن التقدم والتطور، فما هذه الجماعة؟ وما واجب مؤسسات الإعلام والتعليم في بيان خطرها؟

– ما واجبنا عبر هذه المؤسسات فيما يتعلق بالالتفاف حول قيادتنا؟

واختتم بالتحذير من الانسياق خلف الأعداء وأكاذيبهم وأباطيلهم، مؤكدًا حفظ الله ونصره لمن ينصره، ممكنًا من يمكن دينه، مثبت من يثبت على الحق، مهما قال المرجفون ومرضى القلوب والمنافقون بكل زمان ومكان وجدوا، ولله الحمد هذه البلاد تقيم دين الله وحدوده تحت راية ورعاية هذه الدولة التي تبني ولا تهدم، تعطي ولا تحرم، تفي ولا تغدر، وتعيد الحقوق إلى أهلها ولا تخاف إلا الله ولا تخشى غيره.

وشاركت وكيلة الجامعة الدكتورة حنان العريني بكلمة في خلال الندوة قالت فيها إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سعت منذ أول عهدها لترسيخ الانتماء للوطن الغالي وتعزيز معاني المواطنة الصالحة وترسيخها ولم تزل حتى الآن تحرص على مواكبة الأحداث الوطنية بعقد هذه الندوات برئاسة مدير الجامعة من خلال إجراء المناقشات العلمية وعرض الدراسات ولا يُخفى على علم أحد حجم توسع الإعلام إذ لا حواجز تعيق التدفق الإعلامي ومدى تأثير ذلك على تشكيل فكر المواطن ووعيه بقضايا وطنه ومع كثرة التيارات الموجهة ضد المملكة وضد أبنائها فإننا مسؤولون بدورنا عن حماية فكر المواطنين من التضليل ابتداءً بالمؤسسات التعليمية ممثلة بكلياتها وأقسامها وما تتضمنه مناهجها وانتهاءً بالمؤسسات المهنية الإعلامية لذا فعلينا جميعًا التصدي للدعاوى المغرضة والمزاعم الخبيثة والأفكار الضالة التي تسعى لغرس الوقيعة بين أبناء الوطن بحجج واهية كحرية الرأي والمطالبة بإعطاء مساحات للتعبير، ومما لا شك فيه أن أصحاب هذه الأفكار يتربصون بأمن وطننا واستقراره ويقلقهم تلاحم أفراد شعبه وتمسكهم بعقيدتهم المعتدلة ويقض مضجعهم كونه قبلة الإسلام والمسلمين ويؤرقهم تهاوي القلوب إليه. وها هو وطننا يزداد رفعةً وعزةً وعلواً يومًا بعد يوم في مناحٍ عدة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وفي كل المجالات وكل الأصعدة مما جعل استهدافه غاية مؤكدة وهدفًا جليًا لدى الحاقدين والماكرين.. وهنا تأتي المهمة السامية الجليلة والتي تتمثل في التصدي لكل قلم مغرض وكل نفس خبيثة صوبت سهام أقلامها نحو وطننا وتتركز مواجهة هذه الأفكار الضالة و الدعاوى الخبيثة من خلال توعية الشباب وتحصينهم وتنقية أفكارهم.. فهم عماد هذا الوطن وهم العدة والعتاد لمستقبل الرؤية السامية 2030.

وأضافت : علينا أن نثابر بنشر منهج الوسطية والاعتدال والبعد عن المغالاة والحث على إعلاء كلمة الوطن في كل قول وفعل وأن نؤازر إعلامنا الرسمي ووسائله المختلفة فهو الوحيد القادر على إجلاء الحقائق للمواطنين .. ولا يسعنا إلا أن نشكر الله على فضله ومنَه أن حفظ لنا ديننا وبلادنا ونسأله سبحانه أن يديم علينا أمننا وأماننا كما نسأله أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ثم أثني بالشكر لمعالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان أبا الخيل على حرصه على منسوبي هذه الجامعة العريقة ودعمه المتواصل لهم وسعيه لكل ما يُسهم في رفع وعيهم وتعزيز حب الوطن والانتماء إليه.

وشكرت وكيلة البرامج التحضيرية الدكتورة العنود بنت عبدالعزيز السالم للقائمين على الندوة وعلى رأسهم مدير الجامعة، على رعايته الكريمة ومشاركته المثمرة وأسلوبه الرائع في تحفيز الحاضرين من خلال تقديم جوائز قيمة وتشجيعية في هذه الندوة المهمة، والتي من شأنها زيادة الوعي ولفت النظر إلى دور كل واحد منّا سواءً كان مسؤولاً أو عضوًا في هيئة التدريس أو موظفًا أو طالبًا في أن يكون له الدور الفعّال في الدفاع عن وطننا الغالي وأن يعي أن الحملات الإعلامية المضللة هدفها الرئيس زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفتن، وفي عمادة البرامج التحضيرية وبتوجيه من العميد د.علي آل سالم سنسعى بكل ما أوتينا من جهد على أن نعمل على تعزيز الانتماء الوطني لطلابنا وطالباتنا لتحصينهم أولاً ثم تجهيزهم ليقوموا بالدفاع عن الوطن من خلال مواجهة الحملات الإعلامية المضللة الموجهة ضده، أيضًا تحذير طلابنا وطالباتنا من دعاة الفتن والمحرضين على الوطن سواء كانوا هيئات أو قنوات أو أفرادًا وبيان بطلان دعواتهم المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي واستجلاء أهدافهم التي تقف وراء حملاتهم الإعلامية الموجهة ضد المملكة، وأن نكون الحصن المنيع لبلادنا وقادتنا أمام كل من أراد بنا شرًا.

وأضافت: إننا في هذا الصرح العظيم، جامعة الإمام من وكيلات وعميدات وعضوات هيئة تدريس ومنسوبات وطالبات نقف سدًا منيعًا قويًا بتشجيع من معالي مدير الجامعة ووكلائه الكرام، نقف سدًا وحصنًا واقيًا مع ولاة أمرنا حفظهم الله في السراء والضراء وسنظل أمام كل ما يمس بلادنا حماها الله كما وعدنا وعاهدنا وبايعنا قيادتنا الرشيدة.

واختتمت: أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة حنان بنت عبدالرحمن العريني وذلك لحرصها على أن يكون وجودنا ومشاركتنا فعّالة في جميع المحافل داخل الجامعة وخارجها. وكل الشكر والتقدير لجميع من أسهم في إقامة هذه الندوة المثمرة في الجامعة متمنين أن تحقق الهدف المنشود التي أُعدت من أجله.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com