( قاض سعودي ) سابق ينتقد نظرة مجتمعه الخاطئة حول خطب الجمعة


( قاض سعودي ) سابق ينتقد نظرة مجتمعه الخاطئة حول خطب الجمعة



انتقد قاض سعودي سابق، نظرة المجتمع الخاطئة حول “خطب الجمعة” في السعودية، من حيث الأصل، والتعاطي مع الأحداث والمجريات السياسية في المنطقة.

وقال المحامي والقاضي السعودي السابق، محمد الجذلاني، في تعليقه لقناة “العربية” اليوم الأربعاء، حول خبر إيقاف 18 خطيباً في بلاده مؤخراً إثر تجاوزات ارتكبوها في تناول مواضيع سياسية شائكة على خلفية الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية في الوقت الحالي، إن تسييس خطبة الجمعة بات مثار جدل واسع في السعودية في ظل الأوضاع السياسية في المنطقة، جراء النظرة الخاطئة المنتشرة لدى المجتمع وطريقة التعامل معها التي أدت إلى اختلاف الناس واعتراضهم على قرارات الإيقاف الرسمية للخطباء.

وأرجع الجذلاني، الجدل الواسع حول ما يدور في خطب الجمعة والاختلاف حول قرارات الإيقاف التي تصدرها وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، الجهة المعنية بذلك، إلى أن النظرة الخاطئة لخطب الجمعة، والمتمثلة في اعتقاد الكثيرين أن التوجيه الرسمي للخطباء بتجنب الحديث عن الأوضاع السياسية أو تناولها بطريقة تثير الفتن، هو فصل بين الدين والدولة أو السياسة، بينما الأصل في خطب الجمعة، وهو ما يتوجب الالتزام به، أن تشمل في موضوعاتها مختلف أمور الحياة كونها من أهم المنابر لبيان الحكم الشرعي، والخطاب الشرعي هنا يشمل أمور الحياة عامة مثلما يشمل أمور العبادات.

وأكد الجذلاني، على وجوب التركيز في خطب الجمعة على أمور عدة في حياة الناس، وقال: “الدين ليس محصورا على خطب الجمعة، وعندما نتحدث عن وجوب تجنيب الخطبة لهذه الأمور السياسية لا يعني ذلك فصل الدين عن السياسة، ولا يعني منع العالم الشرعي الذي يمتلك علما من الكتاب والسنة أن يبين للناس أحكام الكتاب والسنة فيما يحدث من أمور سياسية”.

وحول المعايير الصحيحة لخطب الجمعة، بين الجذلاني، أن المعيار الأول هو وجوب إدراك الناس أن خطبة الجمعة ليست الوسيلة الوحيدة لبيان الحكم الشرعي، ولا يعني تفويتها فقدانا للدين، بل إن هناك الكثير من الوسائل والطرق لبيان الحكم الشرعي بواسطة الفتوى والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم إن الأصل في خطبة الجمعة أنها شرعت في الإسلام لتذكير الناس بالله عز وجل وحثهم على تقوى الله وطاعته وإعادة الناس إلى مسائل دينهم وحياتهم العامة، لأن الحديث عن الأمور السياسية يملئ المجالس والقنوات التلفزيونية وغيرها.

وأضاف الجذلاني: “الناس بحاجة إلى من يعيدهم إلى الأصل في خطب الجمعة ويعيدهم إلى الأمر بتقوى الله والدار الآخرة، فلم يبق أمامنا إلا خطبة الجمعة لنسمع بها هذا التذكير، فإذا أشغلنا أنفسنا حتى في خطبة الجمعة، هنا تكمن المشكلة في عدم وجود مجال لأن يسمع الناس الوعظ والإرشاد والأمر بتقوى الله إذا خسرنا خطبة الجمعة في الشأن السياسي”.

وفيما يتعلق بتناول الأحداث السياسية الحالية للدول العربية عبر منابر الجوامع، بيّن الجذلاني، أن الأحداث السياسية الراهنة تختلف، حيث إن هناك أحداثا سياسية تكون للأمة الإسلامية موقف موحد منها، ويكون الحكم الشرعي فيها ظاهر، وأن هذا ما يجب ويمكن أن يوضحه الخطيب للناس، لكن عندما تكون الأحداث السياسية محلا للاختلاف وتدخل في مسائل الفتن بين الناس، فالحديث عنها يقود إلى شر وفتنة، لأنها تشغل الناس بما ليس مطلوبا منهم وتحدث فتنة بين المسلمين وتبطل الأصل في خطبة الجمعة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com