لأسباب لا تتعلق بالإجراءات والفحص الطبي.. كيف ينتقل “كورونا” قبل ظهوره على المصاب؟


إيران حلقة قوية في نشر الفيروس دوليًا.. ومن يزورها عليه الإفصاح عن سفره

لأسباب لا تتعلق بالإجراءات والفحص الطبي.. كيف ينتقل “كورونا” قبل ظهوره على المصاب؟



إخبارية عرعر - متابعات:

من الوارد ظهور إصابات بفيروس كورونا الجديد في السعودية؛ ليس لأسباب تتعلق بالإجراءات الاحترازية، التي اتخذتها فهي قوية للغاية، وحظيت بإشادة منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، أو كفاءة كوادرها الطبية، التي تتمتع بخبرات عالية ومتخصصة في مجال مكافحة الأوبئة، بالإضافة إلى التجهيزات والمعدات الطبية المتقدمة، وحالة الاستعداد المطبقة في المنشآت الصحية السعودية، ولكن لأسباب تتعلق بسلوك الشخص المصاب مثل عدم إفصاح المواطن السعودي، الذي أعلنت وزارة الصحة إصابته اليوم (الاثنين) عن وجوده في إيران عند دخوله إلى المملكة، وكذلك لسبب يتصل بفترة حضانة الفيروس نفسه، وسلوكه في نقل العدوى، وكلا السببين يصعب التعاطي معهما بأساليب الفحص المتبعة.

فالمصاب بـ”كورونا” يمكن أن ينقل العدوى خلال فترة حضانة الفيروس قبل ظهور أعراض المرض عليه، وتلك نقطة ضعف أساسية في مكافحة الوباء، لكنها حقيقية فطبقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن “مصطلح فترة الحضانة يشير إلى المدة من الإصابة بالفيروس إلى بدء ظهور أعراض المرض، وتتراوح معظم تقديرات فترة حضانة مرض كورونا ما بين يوم واحد و14 يومًا، وعادة ما تستمر خمسة أيام”، وخلال هذه المدد الزمنية يتاح للفيروس الانتقال دون أي مظاهر أو مؤشرات محسوسة، يمكن ملاحظتها أو فحصها بالأجهزة الطبية، وأثنائها أيضًا تتزايد احتمالات أن يتسلل الفيروس إلى دولة ما عبر أحد الحاملين له، خلال فترة حضانته، وينتقل من المصاب إلى آخرين بعيدًا عن أي قصور في الإجراءات الاحترازية أو أساليب المكافحة الطبية.

وعلى الرغم من أن أقصى مدة رصدها خبراء منظمة الصحة العالمية لحضانة “كورونا”، لم تزد على 14 يومًا، فإن مختصين صينيين اكتشفوا فترة حضانة أطول للفيروس، في مصاب لم تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد 28 يومًا، وخلال هذه المدة كان المصاب ينشر الفيروس في كل الأماكن التي كان يرتادها بمعزل عن أي التفات منه أو رقابة طبية من السلطات المختصة، ما دفع إلى تحذير المختصين لنظرائهم في العالم إلى عدم التعامل مع فترة حضانة الفيروس المقدرة بـ 14يومًا، على اعتبار أنها الحد الأقصى لكمونه داخل المصابين، وطول فترة حضانة الفيروس تزيد احتمالات انتشاره، كما تضاعف من تحديات مكافحته والسيطرة عليه.

وتحليل الظروف المحيطة بإصابة المواطن السعودي، تشير إلى عامل مهم في كيفية انتقال العدوى إليه، يتمثل في زيارته إلى إيران، التي تحتل المرتبة الثانية حاليًا بعد الصين في اتساع تفشي الفيروس واستفحاله، وانعكاس ذلك على عدد الإصابات والوفيات، فقد أصاب “كورونا” 1501 إيراني وقتل 66 بحسب بيانات السلطات الإيرانية التي أعلنتها اليوم، على الرغم من أن شخصيات إيرانية وجهات دولية تشكك في صحة تلك البيانات، وترجح أضعافها، ومن تلك الجهات هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي ذكرت أن انتشار كورونا في إيران في تزايد مستمر ويفوق المعلن، وفقًا لاستنتاجات فريق تدقيق الحقائق في “بي بي سي” بالتعاون مع القسم الفارسي.

فإيران تمثل حلقة دولية قوية من حلقات نشر الفيروس، وزيارة مواطنين سعوديين لإيران أو وجود بعضهم حاليًا فيها، يزيد من احتمالات إصابتهم بالفيروس، في ضوء ظروف الانتشار، التي يتمتع بها الفيروس هناك، وضعف الإجراءات الإيرانية في مواجهته، ما يفرض على هؤلاء الزائرين لإيران مسؤولية كبرى في الإفصاح عن تحركاتهم؛ لأن الفيروس في حال إصابته لأحدهم، كما حدث مع المواطن الذي أعلن عنه إصابته، فإن أضراره لا تنحصر فيه وحده، بل يهدد كل الأشخاص الذين سيخالطهم من أفراد أسرته ومن غيرهم، والذين قد تنتقل إليهم العدوى عن طريق الهواء أو المصافحة أو ملامسة أسطح لامسها أو استقر عليها الفيروس عند اقترابه منها.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com