عيد بأي حال عدت يا عيد


عيد بأي حال عدت يا عيد



مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك تسرب القلق إلى بعض النفوس كيف سيكون العيد في ظل الإجراءات الاحترازية المشددة للحد من انتشار وباء كورونا وكما هو معلوم أن العيد مناسبة دينية واجتماعية له ملامح ونكهة مختلفة يفرح بها الصغير والكبير ولكن الفيروس الخفي أفسد طقوس العيد المعتادة فالحظر الكلي في أيام العيد انتزع من العيد روحه فلن يبدأ صباحك بحضن والديك فستكون الشوارع والطرقات صامتة هادئة والأبواب مغلقة والأجساد متباعدة .
ساحات ومصليات العيد أبوابها موصدة وتكبيراتها صامتة.
سيغيب مشهد المصافحة والعناق ورائحة إفطار العيد بالساحات والمجالس.
ستفتقد المنتزهات والملاهي ضجيج الأطفال وضحكاتهم ورغم ذلك سيكون عيدنا هذه المرة بطعم آخر لن يفسد الحظر المنزلي بهجة العيد فالفرح بهذه المناسبة العظيمة ونحن في بيوتنا آمنون مطمئنين في وطن أرخص كل ما يملك في سبيل سلامة المواطن والمقيم ولم يدخر وسعا في تسهيل أمورهم حرصا على سلامتهم ولأن العيد عبادة وشعيرة إسلامية وإحياء لسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لن نفقده هويته ولن نطمس معالمه. وسنحتفل بالعيد في منازلنا ومع أسرنا الصغيرة فكم من عيد سابق اغتيل بالنوم وبرسائل تهنئة منسوخة وسيكون عيدنا هذه المرة استثنائي وخروج عن المألوف سنشارك من نحب الابتسامات والتهاني صوت وصورة عبر التطبيقات الإلكترونية سنظهر مشاعرنا لهم بالكلمة الحنونة الصادقة سنقول لهم لأننا نحبكم سنبتعد عنكم فالفيروس لا يرحم والأيام القادمة أجمل فعيدنا الحقيقي انتهاء هذا الوباء عن أمة محمد وعن العالم أجمع.
فلمة الأهل والأقارب المفقودة قريبة إن شاء الله عندما يعلن زوال هذا البلاء فشمس الغد قريبا ستشرق ومراسم العيد وبهجته نحن من نصنعها بإيجابيتنا وبتفاؤلنا وستبقي ذكريات هذا العيد عالقة في الأذهان فهذا رمضان المبارك شارف على الانتهاء وقد افتقدنا فيه عادات كثيرة محببة فالجمعات العائلية في ليالي رمضان وولائم الإفطار الرمضاني وغيرها ومع ذلك تكيفنا سمعا وطاعة لتعليمات ولاة الآمر ووعيا منا بأهمية التباعد الاجتماعي في هذه الظروف الصعبة ، فالفعاليات والزيارات التي يتباكى عليها البعض فرحة مؤقتة قد تحمل في خفاياها إصابة خطيرة لا قدر الله فحفظ النفس واجب ومطلب شرعي قال تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )لذا سيكون عيدنا هذه المرة مختلف استراحة محارب قد يحتاجها البعض فالكثير أشغلته الأعمال عن أسرته وقرار الراحة مُسَوِّف إلى إشعار آخر فعيدنا المبارك هذا تجربة جديدة إجازةلذواتنا التفاته لأنفسنا ولأسرتنا سنبحث عما يسعدنا ويدخل البهجة والسرور إلى قلوبنا فملابسنا الجديدة لنسعد بها نحن والأواني الجميلة والفعاليات والأفكار التي بدأ الجميع بالترتيب لها لإسعادنا نحن ومن نعول ؛لنلون بها أيامنا ونجدد بها روتين حياتنا لنعطي التواصل الحقيقي قيمته لنعبر لنتكلم لنبين لمن نحب مكانتهم ولنقول لمن أبعدنا الحظر عنهم نحن نحبكم ليكون هذا العيد فرصة حقيقة لبث الدفء في علاقاتنا العاطفية مع أهلنا وأزواجنا وأبنائنا ومن نحب تذكروا أصدقاء والديكم وأصحابكم القدماء تواصلوا معهم ولا تسرق وسائل التواصل مع البعيد جل لحظاتكم ليشكوا القريب جفاف عواطفكم امدحوا وامتنوا لزوجاتكم وأمهاتكم قولوا شكرا لتجهيز سفرة شهر رمضان فمراسم العيد لن تخرج عن نطاق جدران بيوتنا ولكنها ستجوب الآفاق عبر المبادرات الكثيرة لإسعاد وإدخال الفرحة على الأيتام والمحتاجين والموقوفين وأنتم بين أبنائكم عبر التطبيقات الميسرة بعد أن تصلوا معهم العيد وتصدحوا بتكبيرات العيد بين جنبات منازلكم وأدخنة البخور تعبق بالآفاق نستشعر نعم الله علينا نحمده لأننا لافاقدين ولا مفقودين وأننا بين أسرنا ومعهم محافظين على صحتنا وسلامتنا ملتزمين بالحظر بوعي ورضى فلن نخذل وطننا الذي راهن على وعينا وعلي التزامنا ولن نضيع جهود أبطال الصحة والأمن سدى وسنخرج من فرحة العيد إن شاء الله سالمين فدائما خلف الضباب إشراقة أمل بغد جديد يحمل بشائر السلامة والعافية .


2 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com