من أول وهلة لملاحظة مادة التفكير الناقد بمرحلتيه المتوسطة والثانوية رجعت بي الذاكرة لمقاعد الدراسة في المراحل الثلاث ثم الالتحاق بالمرحلة الجامعية والتي درسنا فيها مستويات التفكير وكأنها من نسج الخيال الذي لا يمت بواقعنا بشيء ليسافر بنا _ كذلك _ الفكر نحو بلاد الغرب وأوروبا وكأن هذا الفكر مختصّ بهم فقط ، لعدم تعايشنا معه منذ الصغر وفي جميع مراحل التعليم ؛ سوى في الحياة العملية .
لذلك وأثناء تدريس مادة التفكير الناقد كنت أغبط طلابنا لما أولته وزارة التعليم من اهتمام بفكر الطالب منذ طفولته والتركيز على وعيه _ أكثر مما سبق _ ليصل لمرحلة التحليل والتركيب والتقييم وهي من مراحل التفكير العليا رغبة منها في رقيّ الفكر وتهيئة النشء للحياة العلمية والعملية واستعمال التفكير السويّ الذي يصل بالطالب والدارس لأعلى مستوى من مستويات الفكر الصحيح الذي يميّز به بين الحقيقة والوهم والواقع والتضليل ليرتقي المجتمع الذي يمثله الفرد السعودي بخدمة دينه ووطنه ومليكه ، وخاصة وسط التداعيات الحاليّة التي تستوجب الرقي الآني في جميع مراحل الحياة .
صحيح كل عمل يجد في بداياته معوقات وصعوبات حتى نصل للنقطة المعتادة ونصل لمرحلة التشويق والتعويد لكل ما فيه خدمة العمل التعليمي في مدارسنا ونتاجها النافع .
