قاد الدكتور عبدالله الغذامي حوار مطولا على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي لمواجهة قضية استهلاك المياه في السعودية، موجها خطابه بشكل رئيس لشركة المراعي عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، قبل أن يتداخل مغردون كثر للمشاركة في الحوار.
وردا على تغريدة حول فرص عمل جديدة طرحتها الشركة عبر حسابها في تويتر كتب الغذامي وفقا لصحيفة الاقتصادية: “تحيتي لشركة المراعي وهذه فرصة لي معكم ، وتعرفون ما يدور اليوم حولكم واستهلاككم للمياه … فهل من إيضاح منكم لنكون على بينة من الأمر”؟
وخلال ست دقائق فقط ردت المراعي عبر حسابها الرسمي والموثق على الدكتور الغذامي بتغريدة مختصرة قالت فيها: “تحافظ المراعي على المياه عبر استحداث تقنيات إنتاج تعيد استخدام المياه وتوفر في استهلاكها”.
ولم يجد الدكتور، الذي يعد من أعلام الثقافة في المملكة، جوابا كافيا في هذه التغريدة حيث رد على الشركة بتغريدة أخرى كتب فيها: لا أجد في هذا الجواب كلاما حاسما، ولعلي أسمع منكم جوابا أكثر علمية وبرهنة، وأحتكم للمتابعين إن رأوا ردكم كافيا.
وقسمت هذه التغريدة عددا من المشاركين بين مؤيد ومعارض لهواجس نقص المياه التي دفعت بالمملكة إلى تقليص المساحات المزروعة بالقمح تدريجيا وخلال خمس سنوات حتى الوصول إلى وقف زراعته نهائيا على اعتبار أنه منتج مستهلك للمياه بشكل كبير.
وعادت الشركة لتؤكد في تغريدة أخرى موجهة للدكتور: “المراعي تقوم باستيراد ما نسبته 100 في المائة من الأعلاف اللازمة لإنتاج الألبان المصدرة للخارج” وهو ما قوبل بسؤال مباشر وسريع من الغذامي الذي قال: وماذا عن ألبان الداخل؟.
عند هذه النقطة بدأ الحوار يجذب عددا من مغردي “تويتر” الذين تبنى كل منهم وجهة نظر حول الموضوع، فمن منافح بشدة عن المياه كمصدر لا يجب التهاون فيه من أجل مكاسب مالية لأي كان، إلى قائل بأن أهمية المادة الغذائية من الألبان والحليب والتي تصل المستهلك يوميا دون انقطاع عبر جميع الشركات المنتجة لها كافية لغض النظر عن حجم استهلاك المياه.
وخلال ساعتين من بدء الحوار بدا أن المشاركة تشعبت لتصبح سجالا بين أفراد بدلا من كونها سؤالا موجها من الدكتور الغذامي إلى شركة المراعي، وأظهر “المنشن” الخاص بحساب كل من الغذامي والشركة أن كليهما استقبل نحو 250 تغريدة حول الموضوع خلال ساعتين فقط، قبل أن تنتهي هذه الجولة من السجال مع نهاية دوام الشركة.
ومع صبيحة اليوم التالي ومع انطلاق يوم عمل جديد، عاد حساب المراعي ليغرد ردا على بقية أسئلة الدكتور الغذامي، محاولا دعم تغريداته بالأرقام والصور لمواجهة الرأي العام على “تويتر” الذي كان يميل بصورة كبيرة لدعم الحفاظ على الثروة المائية دون تهاون.
ويوميا، يشهد موقع تويتر وهو الموقع الأكثر قبولا بين السعوديين، سجالات عدة بين مواطنين ومسؤولين أحيانا، وبين أفراد وشركات، تبدأ صغيرة كحوار جانبي يستقطب المئات للمساهمة فيها هنا أو هناك، ويتعدى إلى أن تنشئ له وسوم خاصة إذا استدعى الأمر.
وبشكل طبيعي يظهر “تويتر” انحيازا للأفراد بشكل أكبر، فهو يضع المسؤولين والشركات تحت طائلة الهجوم المباشر من المغردين، وقبل عدة أشهر من الآن، ومن خلال شكوى موجهة عبر “تويتر” إلى الحساب الشخصي لمدير البريد السعودي الممتاز استطاعت فتاة من حريملاء الحصول على فستان زفافها بشكل عاجل بعد أن تأخر عن الوصول في الوقت المحدد الذي صادف أن يكون هو نفسه يوم زواجها، لتنقذ ليلة عرسها من خطأ لا تتمنى أي فتاة أن تقع فيه.
