صحيفة عرعر(متابعات):
أكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، رصدها خلال الفترة الأخيرة تظلم مواطنين من تعثر خدمات النقل الجوي في مناطقهم التي يقطنونها وتوقف تقديم الخدمات عن بعضها.
وأشارت الجمعية إلى رصدها تذمر أهالي رفحاء مؤخراً من توقف إحدى شركات الطيران المحتكرة للنقل إلى تلك المحافظة عن تقديم خدماتها، إضافة إلى عودة الشركة عن قرارها واستمرارها في النقل إلى المحافظة.
ونصحت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على لسان نائب رئيسها الدكتور مفلح القحطاني، الهيئة العامة للطيران المدني بدراسة أوضاع النقل الجوي في المناطق السعودية بما يضمن تقديم حقوق التنقل الداخلي بيسر وسهولة للمواطنين.
وقال القحطاني : "رصدنا شكاوى أهالي رفحاء من عدم وجود طيران ينقلهم داخل المملكة، ويترتب على ذلك هضم لحق من حقوقهم وهو تسهيل تنقلهم بين المدن السعودية، وتحديداً لغير القادرين على التنقل البري لظروفهم الخاصة، ومع ذلك رصدنا إعادة الشركة المعنية لتقديم خدماتها إلى هناك مع تذمر الأهالي من صغر حجم طائرات الشركة".
وكان مواطنون من محافظة رفحاء قد اشتكوا من توقف شركة "ناس" للطيران الاقتصادي عن النقل من وإلى محافظتهم، رغم تخصيص الهيئة العامة للطيران المدني مسار النقل في هذه المنطقة للشركة دون غيرها.
وسرعان ما أعادت "ناس" تقديم خدماتها إلى المحافظة، وردت ببيان أظهرت فيه الخسائر الكبيرة التي تتكبدها نتيجة قلة أعداد الركاب المستفيدين من خدمات النقل الجوي في تلك المحافظة.
وعاد القحطاني إلى القول بأن الجمعية رصدت تظلمات مواطنين من تعثر خدمات النقل الجوي وعدم وجود حجوزات طيران وخصوصاً في المواسم الدينية وفي فصل الصيف وعند تقديم الطلاب على الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة، الأمر الذي يتطلب دراسة مثل هذه المشاكل الوقتية في قطاع النقل الجوي وإيجاد حلول لها من قبل الجهات المعنية.
وتساءل عن أسباب عدم تطبيق الأسلوب المتبع في النقل الخارجي على النقل الجوي الداخلي، والمتمثل في استمرار النقل إلى محطات لاتلقى إقبالاً مناسباً، وقال: "نلاحظ وجود محطات داخل وخارج المملكة تسير إليها رحلات منتظمة رغم عدم وجود إقبال كبير عليها، بينما هناك محطات داخلية الإقبال عليها شديد ولا تتوفر طائرات كافية أو مقاعد للنقل إليها، ويجب إيجاد حلول لمثل هذا الأمر". وفي مطلع 2008، قال المهندس خالد الملحم مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، إن انسحاب المؤسسة من تقديم خدماتها في بعض الوجهات الداخلية يعود إلى تقسيم وضعته الهيئة العامة للطيران المدني للخطوط الضعيفة بين الناقلين الجدد.
ونفى الملحم ما تردد عن عدم جدوى النقل الداخلي اقتصادياً ل "السعودية"، قائلاً: "لا .. ليس لعدم جدوى النقل الداخلي بالنسبة لنا، ولكن هذا يعود إلى خطة الهيئة العامة للطيران المدني في توزيع المسارات الضعيفة بين الناقلين".
وأعاد الملحم التأكيد على عدم حاجة سوق النقل الداخلي خلال الفترة الحالية لشركات طيران جديدة، وقال: "أعتقد أنه ليس هناك حاجة لشركات جديدة في السوق المحلية، ثلاثة ناقلين يغطون الطلب في الوقت الحاضر".
وكانت الخطوط السعودية أعلنت خلال الأشهر الأخيرة من عام 227الانسحاب من تقديم خدماتها في ما يقارب من 23وجهة داخلية، وتم تحويل هذه الوجهات إلى الناقلين الجديدين في السوق "ناس" و"سما"، غير أن هذه الخطوة لم تلق قبولاً في أوساط المستهلكين الذين وصفوها بأنها تكريس للاحتكار السابق.
