دروس مستفادة من محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية


دروس مستفادة من محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية


دروس مستفادة من محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ، وبعدُ؛ فقدْ سَمِعْنا –كما سمِعَ العالمُ كلُّهُ- نبأَ محاولةِ اغتيالِ فئةِ الخوارجِ الضالةِ لِسموِ الأميرِ الملكيِّ محمدِ بنِ نايفٍ مساعدِ وزيرِ الداخليةِ حفظَهُ اللهُ تعالى، وهزَّنا هذا أنْ يكونَ هذا الغدرُ في شهرِ العفوِ رمضانَ والأميرُ يستقبلُ جموعَ المهنئينَ بشهرِ الصيامِ والخيرِ والرحمةِ، ويدخل هذا المجرمُ معطياً العهدَ بأنهُ يريدُ أنْ يسلمَ نفسَهُ للأميرِ شخصياً، لكونِهِ منَ المطلوبينَ، ويستقبلُه الأميرُ بكلِّ عفويةٍ وسلامةِ صدرٍ وأمانٍ!!
وإننا إذ نهنئُ أنفسَنا بسلامةِ الأميرِ وإبطالِ اللهِ لكيدِ المجرمينَ، نرفعُ التهنئة بذلكَ لمقامِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ووَليِّ عهدِهِ الأمينِ وسموِّ النائبِ الثاني وسموِ الأميرِ مساعدِ وزيرِ الداخليةِ، سائلاً اللهَ تعالى أن يديمَ الحفظَ والرعايةَ لبلادِنا وولاةِ أمرِنا، وأنْ يكبتَ العدوَّ ويضللَ سعيَهُ الغاشمَ.
ومِنَ المعلومِ أنَّ هذهِ الجريمةَ الشنعاءَ وهذا الغدرَ ليسَ منَ الإسلامِ في شيءٍ وأن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بريءٌ منها، أمَا علِمَ هؤلاءِ الجهلةُ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قال: ((الإيمانُ قَيدُ الفَتْكِ، لا يَفْتِكُ مؤمنٌ)) رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والحاكمُ بسندٍ صحيحٍ. قال العلماءُ في شرحِهِ: أي الإيمانُ يمنعُ مِنَ الفتكِ الذي هوَ القتلُ بعدَ الأمانِ غدْراً، كَما يمنعُ القيدُ منَ التصرفِ، قالَ ابنُ الأثيرِ: الفَتْكُ أنْ يأتيَ الرجلُ صاحبَهُ وهوَ غَارٌّ غافلٌ، فَيَشُدُّ عليهِ فيقتلُهُ.اهـ
أما سمعوا بقولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((لا إيمانَ لِـمَنْ لا أمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِـمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)) رواه أحمدُ والبزارُ والطبرانيُّ في الأوسطِ وابنُ حبانَ في صحيحِهِ، وصحّحَهُ الألبانيُّ. وقولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((أيُّمَا رجلٍ أمَّنَ رجلاً على دَمِهِ ثمّّ قتلَهُ فأنا مِنَ القاتلِ بَرِيءٌ وإنْ كانَ المقتولُ كافرًا، فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة)) رواه ابنُ ماجةَ اللفظ له وصححه ابنُ حبان في صحيحِهِ وحسَّنَهُ الألبانيُّ.
وهذه الحادثةُُ تُفِيدُنا دروساً كثيرةً مِنها:
1-أن هؤلاء الخوارج لا يزالون يزدادون تماديًا وظهوراً فلا بد من الشدة والتجفيف لمنابعهم الضالة، ولا يظننَّ ظانٌ أنهم سينقرضونَ! فإنهم لا يزالونَ يخرجونَ من وقتٍ لآخرَ، فقدْ صحَّ عن عليِّ بْنِ أبي طالبٍ قولُهُ -لما قضى عليهم في النهروانِ وقد قيلَ له: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي قطع دابرَهم. فقالَ عليٌّ: كَلاّ واللهِ إنهم لَفِي أصلابِ الرجالِ وأرحامِ النساءِ، فإذا خَرجُوا من بين الشرايينِ فقلَّ ما يلقونَ أحداً إلا أَلَّبُوا أنْ يظهروا عليهِ.
2-أن هؤلاءِ الخوارجَ الضلالَ، لا ينفعُ معهمْ إلا الحزمُ، لأنهم خونةٌ، وهذا ما نَبَّهَ عَليهِ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بقولِهِ: ((لَئِنْ أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قَتلَ عادٍ)) كما في الصحيحينِ من حديثِ أبى سعيدٍ الخدرىِّ، قالَ: بعثَ علىٌّ رضى اللهُ عنه -وهوَ باليمنِ بذهبةٍ فى تُربتِها إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فقسَمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ بين أربعةِ نفرٍ. فغضبتْ قريشٌ فقالُوا: أتعطي صناديدَ نجدٍ وتدعُنا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ: ((إنِّى إنَّمَا فعلتُ ذلكَ لأَتَأَلَّفَهُمْ)) فجاء رجلٌ كثُّ اللحيةِ مشرفُ الوجنتينِ غائرٌ العينينِ ناتئُ الجبينِ محلوقُ الرأسِ! فقالَ: اتقِ اللهَ يا محمدُ! فقال رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم: ((فَمَنْ يُطِعِ اللهَ إنْ عصيتُهُ! أيَأمَنُنِى على أهلِ الأرضِ ولا تَأمَنُونِى)) قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم فى قتلهِ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ: ((إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هذا قوماً يقرءونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ حَنَاجِرَهَمْ! يَقتُلونَ أهلَ الإسلامِ ويدعونَ أهلَ الأوثانِ يمرقونَ من الإسلامِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرَّمِيَّةِ! لَئِنْ أدركتُهم لأقتلنَّهم قتلَ عادٍ)). والضئضئُ : الأصلُ، وفي لفظٍ لمسلمٍ عن أبي ذرٍ: ((هم شرُّ الخلقِ والخليقةِ)) وعن عليِّ بن ابي طالبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((سيخرجُ في آخرِ الزمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ سفهاءُ الاحلامِ ، يقولونَ من قولِ خيرِ البريةِ ، يقرؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم، يمرقونَ من الدينِ كما يمرقُ السهمُ من الرميةِ ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! فإنَّ في قتلِهم أجراً لمن قتلَهم عند الله يومَ القيامةِ.)) متفق عليه وفي رواية لأصحاب السننِ ((سيكونُ في أمتي اختلافٌ وفرقةٌ ، قومٌ يحسنونَ القولَ ويسيئونَ الفعلَ ، يقرؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهم ، يمرقونَ من الدينِ مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتدَّ السهم على فُوقِهِ ، هم شر الخليق والخليقةِ ، طوبى لمن قتلَهم وقتلُوهُ ! يدعون إلى كتابِ الله وليسوا منه في شيءٍ ، من قاتلهم كان أولى باللهِ منهم ، سيماهم التحليقُ.))
3-أن هؤلاءِ القومَ أشدُّ الناسِ حَنَقاً وحِقْداً على أهلِ الإسلامِ، ففي قصةِ زعيمِهم الأولِ ذي الخويصرةِ أنه حنق على النبيِّ عليه السلام واتهمه بالظلم وواجَهَه بالسوءِ، كما تقدم في الحديث.
4-أن هؤلاءِ القومَ أهلُ غدرٍ وخيانةٍ، فمَنِ الذينَ غدروا بعليِّ بنِ أبي طالبٍ ومعاويةَ وعمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهم في فجرِ يومِ السابعَ عشرَ منْ رمضانَ دونَ مراعاةِ حرمةِ دمِ مسلمٍ ولا شهرٍ مباركٍ! قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ في البدايةٍ والنهايةٍ: ذكرَ ابنُ جريرٍ وغيرُ واحدٍ من علماءِ التاريخِ والسيَرِ وأيامِ الناسِ، أنَّ ثلاثةً منَ الخوارجِ -وهم عبدُ الرحمنِ بْنُ عمرِو، (المعروفُ بِابْنِ مُلْجَمٍ) الحِمْيَرِيُّ. والبَرْكُ بنُ عبدِ الله التميميُّ وعمرُو بنُ بكر التميميُّ- اجتمعُوا فتذاكرُوا قتلَ عليٍّ إخوانَهم منْ أهل ِالنَّهْرَوَانِ، فترحّموا عليهم وقالوا: ماذا نصنعُ بالبقاءِ بعدَهم؟ كانوا لا يخافونَ في اللهِ لومةَ لائمٍ، فلو شَرَينا أنفسَنا فأتينا أئمةَ الضلالِ! فقتلناهم فأرحنا منهم البلادَ وأخذنا منهم ثأرَ إخوانِنا؟ فقال ابنُ ملجمٍ: أمَّا أنا فأكفيكم عليَّ ابنَ أبي طالبٍ. وقال البرك: وأنا أكفيكم معاويةَ، وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمْرَو بنَ العاصِ. فتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجلٌ منهم عن صاحبِهِ حتى يقتلَه أو يموتَ دونَه فأخذوا أسيافَهم فسَمُّوها واتَّعَدُوا لسبعَ عشرةَ من رمضانَ أن يبيِّتَ كلُّ واحدٍ منهم صاحبَه في بلدِهِ الذي هو فيه، فأما ابن ملجمٍ فسارَ إلى الكوفةِ فدخلَها وكَتَمَ أمرَه حتى عن أصحابِهِ من الخوارجِ الذين هم بها، فبينما هو جالسٌ في قوم من بني الربابِ يتذاكرون قتلاهم يوم النهروانِ إذا أقبلتِ امرأةٌ منهم يقال لها قَطَامُ بنتُ الشجنةِ ، قد قتل عليٌّ يلاوم النهروان أباها وأخاها، وكانت فائقةَ الجمالِ مشهورةً بهِ، وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبدُ فيه، فلما رآها ابنُ ملجم سلَبت عقله! ونسي حاجتَه التي جاء لها!، وخطبَها إلى نفسِها فاشترطت عليه ثلاثةَ آلافِ درهمٍ وخادماً وقينةً. وأن يقتلَ لها عليَّ بنَ أبي طالبٍ. قال: فهو لكِ وَوَاللهِ ما جاءَ بي إلى هذه البلدةِ إلا قتلُ عليٍّ، فتزوجَها ودخلَ بها ثم شرعت تحرِّضه على ذلك وندبت له رجلاً من قومِها، يقال له وردانُ، ليكونَ معه رِدْءاً، واستمال عبد الرحمن بن ملجم رجلاً آخرَ يقالَ له شبيبُ بن نجدةَ الاشجعيُّ الحروري قال له ابن ملجم: هل لكَ في شرفِ الدنيا والآخرةِ! فقال: وما ذاكَ؟ قال: قتلُ علي! فقال: ثكلتْكَ أمُّكَ، لقد جئتَ شيئا إدًّا! كيف تقدِرُ عليه؟ قال أكمن له في المسجدِ! فإذا خرج لصلاةِ الغداةِ شددنا عليه فقتلناه، فإن نجونا شفينا أنفسَنا وأدركنا ثأرنا، وإن قُتِلْنا فما عند الله خير من الدنيا. فقال: ويحك لو غيرُ عَلِيٍّ كان أهونّ عَلَيَّ! قد عرفت سابقته في الإسلامِ وقرابتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فما أجدني أنشرحُ صدراً لقتله. فقال: أما تعلمُ أنه قتلَ أهلَ النهروان؟ فقال: بلى، قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه إلى ذلك بعدَ لأْيٍ! ودخل شهرُ رمضان فواعدَهم ابنُ ملجم ليلةَ الجمعةِ لسبعَ عشرةَ ليلةً خلتْ، وقال: هذه الليلةُ التي واعدتُ أصحابي فيها أن يثأروا بمعاويةَ وعمْرِو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة – وهم ابن ملجم، ووردان، وشبيب – وهم مشتملون على سيوفِهم فجلسوا مقابلَ السُّدةِ التي يخرج منها عليٌّ، فلما خرج جعلَ يُنْهِضُ الناسَ من النومِ إلى الصلاةِ، ويقول: الصلاةَ الصلاةَ، فثار إليه شبيبٌ بالسيف فضربه فوقع في الطاقِ، فضربه ابن ملجم بالسيفِ على قَرْنِهِ فسالَ دمُه على لحيتِه رضي الله عنه، ولما ضربه ابن ملجم قال: لا حكمَ إلا للهِ ليسَ لكَ يا عليُّ ولا لإصحابِكَ، وجعل يتلو قولَه تعالى (وَمِنَ الناسِ مَنْ يشرِي نفسَه ابتغاءَ مرضاتِ اللهِ واللهُ رؤوفٌ بالعبادِ) [ البقرة: 207 ] ونادى عليٌّ: عليكم بِه، وهربَ وردان فأدركه رجلٌ مِنْ حَضْرَمَوتٍَ فقتلَه، وذهبَ شبيبٌ فنجا بنفسه وفاتَ الناسَ، ومُسِكَ ابن ملجم، وحُمِلَ عليٌّ إلى منزلِه، وحُمِل إليه عبدُ الرحمن بن ملجمٍ، فأوقِفَ بين يديهِ وهو مكتوف – قبحه الله – فقال له عليٌّ: أيْ عدوَ اللهِ ألم أحسنْ إليك ؟ قال: بلى: قال: فما حملَك على هذا؟ قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، فقال له علي لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله.
وأما صاحبُ معاوية – وهو البرك – فإنه حملَ عليه وهو خارجٌ إلى صلاةِ الفجر في هذا اليومِ فضربه بالسيفِ، وقيلَ بخنجر مسمومٍ فجاءت الضربةُ في وَركِهِ فجرحت إليته ومسك الخارجي فقُتِلَ، وقد قال لمعاوية: اتركني فإني أبشرك ببشارة، فقال: وما هي ؟ فقال: إن أخي قدْ قتل في هذا اليوم عليَّ بن أبي طالب، قال: فلعله لم يقدر عليه، قال: بلى إنه لا حرسَ معه، فأمر به فقتل.
وأما صاحبُ عمرِو بن العاص – وهو عمرو بن بكر – فإنه كَمَنَ له ليخرج إلى الصلاة فاتفق أن عرض لعمرو بن العاص مغصٌ شديدٌ في ذلك اليوم فلم يخرج إلا نائبُه إلى الصلاة – وهو خارجة بن أبي حبيبة وكان على شرطة عمرو بن العاص فحمل عليه الخارجي فقتله وهو يعتقده عمرو بن العاص، فلما أخذ الخارجي قال: أردت عمرا وأراد الله خارجة، فأرسلها مثلا، وقتل قبحه الله.اهـ
5-أن العفوَ والسماحةَ ينبغي أن تخلَطَ بالحزمِ والحذرِ،قالَ أبو الطيبِ المتنبيءُ في قصيدته التي مطلَعُها:
لكلِّ امرئٍ من دهرِهِ ما تعوَّدا … وعادَةُ سيفِ الدَّولةِ الطَّعنُ في العِدا
إلى أن قال:
ومَنْ يَجعَلِ الضِّرْغامَ للصّيْدِ بازَهُ** تَصَيّدَهُ الضّرْغامُ فيما تَصَيّدَا
رَأيتُكَ محْضَ الحِلْمِ في محْضِ قُدرَةٍ** وَلوْ شئتَ كانَ الحِلمُ منكَ المُهنّدَا
وَما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ** وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ**وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى** مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى
وَلكنْ تَفُوقُ النّاسَ رَأياً وَحِكمةً** كما فُقتَهمْ حالاً وَنَفساً وَمحْتِدَا
يَدِقّ على الأفكارِ ما أنْتَ فاعِلٌ** فيُترَكُ ما يخفَى وَيُؤخَذُ ما بَدَا
6- من الدروسِ المستفادةِ أن هؤلاءِ الخونةَ اتجهوا لحربِ الاغتيالاتِ الفرديةِ لكبارِ المسؤولينَ في الدولةِ وهذا شيءٌ يوجبُ شدةَ الحذرِ.
7- ومنها أنهم ما تَجرءُوا على القتلِ إلا بعدَ التكفير المحرمِ، قال رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((إذا قالَ الرجلُ لأخيهِ يا كافرُ فقدْ باءَ بها أحدُهما! فإنْ كانَ كما قالَ وإلا رجعتْ عليهِ)) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلمَ: ((منْ دعا رجلاً بالكفرِ أو قالَ عدوَ اللهِ وليسَ كذلكَ إلا حارَ عليهِ)) متفق عليه. و(حار) أي رجعَ، وعن ثابتِ بنِ الضحاكِ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلمَ قال: ((مَنْ حلَفَ على يمينٍ بملةِ غيرِ الإسلامِ كاذباً متعمداً فهوَ كما قالَ ومنْ قتل نفسَه بشيءٍ عُذِّبَ بهِ يومَ القيامةِ وليس على رجلٍ نذرٌ فيما لا يملكُ، ولعنُ المؤمنِ كقتلِهِ ومن رمى مؤمناً بكفرٍ فهو كقتلِهِ ومن ذَبَحَ نفْسَه بشيءٍ عذبَ بهِ يومَ القيامةِ)) رواه البخاري ومسلم
8- ومنها جرأةُ القومِ على الجريمةِ والظلمِ ولو فيه قتلُ أنفسِهم ومعلومٌ حرمةُ ذلك كما تقدم في الحديث السابق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يخنُقُ نفسَه يخنُقُها في النارِ والذي يطعن نفسَه يطعَنُ نفسَه في النارِ والذي يَقتَحِم يقتحم في النارِ)) رواه البخاري، وقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تَرَدَّى من جبلٍ فقتلَ نفسَه فهو في نارِ جهنمَ يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تَحَسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يَدِه يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتلَ نفسَه بحديدةٍ فحديدتُه في يده يتوجَأُ بها في نارِ جهنمَ خالداً مخلداً فيها أبداً)) رواه البخاري ومسلم.
9- ومِنها: أنَّ القومَ قد ظَهرَ عليهم التضررُ من منهجِ سمو مساعدِ وزيرِ الداخليةِ باتخاذِهِ وسائلَ الإقناعِ لأتباعِهم مِن المغررِ بهم، فاتجهوا لأسلوبِ التخلصِ منه بهذا الأسلوبِ القذرِ.
10- ومنها: أنهم ما استهدفوا هذا الرجلَ إلاّ لأنهم هُزِموا في ميدانِ الحُجةِ والإقناعِ والفكرِ وضاقوا بذلكَ ذرعاً فَلَجَأُوا للتفجيرِ والقتلِ.
فاللهم إنا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم، اللهم احم بلادنا وولاة أمورنا ورجال أمننا والمسلمين من شرور الخوارج والأعداء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه
سعد بن شايم الحضيري
عرعر- 10رمضان1430هـ


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com