حرب الأنابيب في القوقاز تتجاوز النفط إلى النفوذ


حرب الأنابيب في القوقاز تتجاوز النفط إلى النفوذ



صحيفة عرعر (متابعات):
أسهبت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين في تناول الحرب التي تدور رحاها حاليا بين روسيا وجورجيا على إقليم أوسيتيا الجنوبية, وأفردت مساحات واسعة من صفحاتها في قراءة وتحليل الأحداث هناك وتداعياتها على السلم العالمي وعلى علاقات حلف شمال الأطلسي بالبلدين المتحاربين
حرب الأنابيب
ففي مقال تحليلي نشرته صحيفة غارديان, كتب مراسلها للشؤون الخارجية جوناثان ستيل يقول إن بعض المحللين أطلقوا على المواجهات الدائرة بين البلدين الجارين اسم "حرب الأنابيب", إذ إن ما يتمتع به بحر قزوين المغلق من احتياطيات نفطية هائلة هو أحد عوامل اندلاعها ولاسيما بعد أن أصبحت جورجيا إحدى الدول الرئيسية لعبور النفط من باكو في أذربيجان إلى ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط.

ويعد خط الأنابيب –الذي أنجز في مايو/أيار 2006– ثاني أطول خط من نوعه في العالم. ومع إن مساره جرى تحديده لتفادي المرور عبر روسيا مما حرم موسكو نفوذا على مورد رئيسي وورقة ضغط محتملة, فإن الأزمة الراهنة في القوقاز تدور حول قضايا أكبر بكثير من النفط, كما يقول ستيل في تحليله.

فخط أنابيب باكو تبليسي جيهان ما هو إلا عنصر ثانوي في معادلة إستراتيجية أكبر تتمثل في محاولة –ترعاها إلى حد كبير الولايات المتحدة ويشترك فيها العديد من حلفائها الجدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا– لإضعاف أي نفوذ روسي في كل أرجاء المنطقة سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أو دبلوماسيا أو عسكريا.

ويرى الكاتب أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي هو أكثر المتحمسين لهذه الإستراتيجية في المنطقة بعكس جارتيه أذربيجان وتركيا الأقل عدائية منه, اللتين ظلتا تسعيان لجني فوائد اقتصادية من نفط بحر قزوين بينما حافظتا في الوقت نفسه على علاقات طيبة مع روسيا وآثرتا تجنب الاستفزازات.

وخلص التحليل إلى القول إنه عندما تضع الحرب أوزارها وينقشع غبار المعارك, فقد يواجه ساكاشفيلي هجوما ضاريا من معارضيه السياسيين في بلاده, ولكن إذا ترافق وقف لإطلاق النار مع طرد قوات جورجيا ومواطنيها من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا فربما يجد الرئيس الجورجي نفسه مطالبا بتقديم تفسيرات ليس لفقدانه أراض بل وفرصة نيل عضوية مبكرة في حلف الناتو أيضا

مقامرة عسكرية
من جانبها قالت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها إن المواجهات الحالية تثبت أن اللجوء للسلاح ليس هو الحل. صحيح أن القوات الجورجية ربما تكون قد تلقت تدريبا وعتادا من الولايات المتحدة ولديها خبرة قتالية في العراق, لكنها لن تكون ندا للجيش الروسي, حتى وهو في هذه الحالة من الوهن.

وتضيف الصحيفة أن جورجيا قد تصر على أن انسحابها من أوسيتيا الجنوبية لم يكن اندحارا لكن الحقيقة هي أنها أقدمت على مقامرة عسكرية قد تدفع الأوسيتيين والأبخازيين إلى المعسكر الروسي أكثر وأكثر. وعندئذ يصبح أي حل تفاوضي أكثر صعوبة، الأمر الذي يثير علامات استفهام خطيرة حول حصافة ساكاشفيلي وربما تزعزع إن عاجلا أو آجلا أركان حكمه.

وأوردت صحيفة ديلي تلغراف أن المقاتلات الروسية أطلقت خمسين صاروخا في غارة جوية نهاية الأسبوع على خط أنابيب البترول الرئيسي في جورجيا مما زاد المخاوف من أن الصراع سيتيح لموسكو إحكام الخناق على إمدادات الطاقة لأوروبا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com