آلمت كل مسلم وأحزنت كل مؤمن واستنكرها كل قلب موقن


آلمت كل مسلم وأحزنت كل مؤمن واستنكرها كل قلب موقن


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
هذا الحادثة –لاشك- أنها آلمت كل مسلم وأحزنت كل مؤمن واستنكرها كل قلب موقن، وقد اجتمع في نكارتها وشناعتها أمور عدة، منها:
– أنه اعتداء على مسلم محرم الدم مصون العرض، والعدوان محرم في شريعتنا الغراء،”قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق” الآية.
– أنه اعتداء على ولي أمر مسلم، وعدوان على صاحب ولاية مسلم، وهذا يزيد في شناعة الأمر، ويضاعف فضاعته، فحق ولي الأمر مؤازرته وشد عضده والدعاء له، ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبين أهمية الولاية وضرورة الوقوف مع أهلها، وتحريم الخروج عليهم بقول أو بفعل، ومن نظر في السنة وجد هذا واضحا جليا، وعلم حرص الشريعة الإسلامية على تقوية شوكة الأمة وجمع كلمتها، وهذا لن يكون إلا بولي أمر يسمع له ويطاع، قال عليه الصلاة والسلام:” السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرم الله ومن أهانه أهانه الله” حسنه العلامة الألباني.
– ومما يزيد الأمر شناعة كون هذا الاعتداء في شهر رمضان المبارك، فسبحان الله لم يرع هذا المعتدي حق إمام مسلم ولا راعى شرف الزمن الذي هو فيه، وصدق الله إذ يقول:”ومن يضلل الله فما له من هاد”.
– ويزداد الأمر نكارة والحدث شناعة أنه غدر والله لا يحب الغادرين، إن من صفات أهل الإسلام حتى في الحروب ومع الأعداء أنهم لا يغدرون، فكيف مع إخوانهم وولاتهم ومن ألزم الله طاعتهم، يتبين لك أن هذا المعتدي وطائفته لم يتخلقوا بأخلاق الإسلام، بل ولم يهتدوا بهديه.
وإنك لتعجب كيف يودي هذا الإنسان بروحه، ويقتل نفسه، وفي سبيل ماذا؟ إنه الإضرار ببلد الإسلام ومعقل الملة ومحضن التوحيد، إن الحرب على هذه البلاد –حكومة وشعباً- حرب على الدين، إذ لا يوجد بلد كبلدنا –والمنة لله- في تطبيق الشريعة الغراء، وتنفيذ أحكام الله في أرضه وبين عباده، وشكر الله لولاتنا صنيعهم، وأمد في أعمارهم على طاعته.
ثم بعد هذا يظن -هذا وأمثاله- أن فعله من أرجى ما يوصل إلى الله جل وعلا، غير أن العجب يزول والدهشة تنقضي إذا عرفت أن هذا هو منهج الخوارج الذين قاتلوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتخذوا هذا قربة عند الله، فهم قتلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه،وهم الذين حاولوا قتل معاوية وعمرو بن العاص، وكانوا يصفونهم برؤوس الشر، وكانوا يتغنون بقتل علي رضي الله، ويفتخرون به، ولا يزالون يخرجون حتى يقاتل آخرهم مع الدجال وفي صفه وحزبه، نعوذ بالله من ذلك.

[COLOR=darkred]الدكتور ـ علي بن جريد
جامعة الحدود الشمالية[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com