أفتى الأستاذ المساعد في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عبدالعزيز بن إبراهيم الشبل، بصحة عقد النكاح الذي يتم بواسطة وسائل الاتصال المعاصرة والتي منها “سكايب” و”ماسنجر”، مشترطا توافر بعض المعايير “المعتبرة شرعا”.
وأوضح “الشبل” في بحث له بعنوان “الإثبات الإلكتروني في النكاح والطلاق”، أن بعض العلماء المعاصرين اختلفوا في حكم عقد النكاح بواسطة وسائل الاتصال المعاصرة، مثل الهاتف والجواس والفاكس ومن طريق الإنترنت، مؤكدا أن القول الأقوى هو “الصحة” إذا تم بشروطه المعتبرة شرعا، مشددا على أهمية الاحتياط في وسائل الإثبات، مثل التأكد من هوية العاقدين والشهود.
وتابع، أن وسائل الإثبات الإلكترونية مثل التواقيع الرقمية أو الدوائر التلفزيونية الخاصة بالجهات الحكومية وغيرها من وسائل الإثبات المعتمدة عالميا في المعاملات الإلكترونية والحكومية، مبينا أنه لا يرى مانعا يمنع النكاح الإلكتروني من قبيل السياسة الشرعية لخطر النكاح.
وأشار إلى أن المنظم السعودي نص في المادة الثالثة على عدم دخول الأحوال الشخصية في أحكام التعاملات الإلكترونية، ولكنه لم ينص على أنها لا تصح بالوسائل الإلكترونية، ولعله أراد ألا يحسم الحكم في هذه المسألة، وإنما يتركها للجهات المختصة بالفتوى أو القضاء في المملكة.
ورجَّح الشبل صحة إجراء عقد النكاح بالوسائل الإلكترونية مستدركاً: “لا بد من الاحتياط في عقد النكاح”، ومنها أن يقر الطرفان بأنهما أجريا النكاح، وأنه لم ينتحل أحد شخصيتهما، فعلى ذلك يكون النكاح صحيحاً، ولا نحتاج إلى التثبت من الوسيلة الإلكترونية، وذلك لأن الإقرار من طرق إثبات النكاح.
