نعمل لإزعاجكم .. ونأسف لخدمتكم


نعمل لإزعاجكم .. ونأسف لخدمتكم



[COLOR=darkblue][SIZE=4][B]
لا أعلم مالهدف المرجو من اللوحة الإعتذارية ” [COLOR=blue]نعمل لخدمتكم .. ونأسف لإزعاجكم[/COLOR] ! ” والتي أصبحنا نشاهدها بكثرة امام مشاريع البُنى التحتية سواءً في مدينة عرعر أوغيرها ، فهل الهدف منها هو الاعتذار بالفعل ، واخذ خاطر للمواطن البسيط ؟! ، ام انها وضعت لمعرفة مدى الأخلاق المهنية الكبيرة التي تتمتع بها هذه المؤسسة وتلك ؟ ام أنها اشتراطات وتعليمات إجبارية لأي مشروع ؟!!

ما نعرفه علمياً أو من خلال التجارب أن تكرار الاعتذار مع كثرت الأخطاء تعني ان الاعتذار عديم الفائدة بل ربما يتحول من دواء لتهدئة النفس وإعادة ما تم فقده من روابط وعلاقات إلى داء يزيد من حجم المشكلة ! ،لأن الاعتذار إذا زاد عن حده أصبح باهت وفقد أهميته ورونقه وهدفه السامي!

أليس من المهنية والاحترافية والأدب أيضاً ان تكون خدمتنا بطريقة أكثر فعالية وبشكل منطقي؟ ولماذا دائماً يحتاج مقاولي مشاريع البنى التحتية لإرسال رسائل وإشارات اعتذاريه لنا عندما يعملون لأجلنا !؟ .

أليس من الأجدى أن تكون هناك غرفة عمليات تجمع مندوب من اكثر من جهة مهتمة وخاصة بمثل هذه الخدمات الاساسية من ” هاتف ، وماء ، وكهرباء ، صرف صحي وغيرها ” حيث تشرف هذه الغرفة على كل مشاريع البنى التحتية لأي مخطط قبل التوزيع ولا يتم توزيع الأراضي الا بعد اكتمال الخدمات الأساسية في هذا المخطط او ذاك ؟! فهل من الصعوبة ان يتم تنفيذ ذلك؟ هل مثل هذه الخدمات غير معروفة أم انها تأتي فجأة دون سابق انذار أم انها غير مهمة حتى نؤجلها لحين ان يمتلئ الحي بالمنازل والبشر !!؟

ولو قال البعض أن توفير مثل هذه الخدمات سيرفع من أسعار الأراضي اقول له ان اسعار الأراضي القفار وصلت الى أسعار مبالغ فيها والناس تشتري فمالمشكلة ان نشتري ارض جاهزة للبناء والسكن دون ضجيج الآليات الضخمة !

لقد مللنا بالفعل من هذا الكم الهائل من الإزعاج والحفريات التي أرهقتنا وأرهقت مركباتنا بل أن بعضها تسبب في عدة حوادث للأطفال والكبار من سقوط أو غرق أو حتى صعق كهربائي !! ، نحن لا نريد الاعتذار البارد المتكرر بل نريد العقلانية والواقعية في خدمتنا !

ومع كل تلك الأخطاء في توقيت تلك المشاريع فالمشروع الواحد من مشاريع الخدمات الأساسية يأخذ وقت طويل لتنفيذه وليت النهاية تكون بشكل مقبول ومناسب بل أن ردم حفر المشروع ربما لا يتم بالطريقة الصحيحة وقد لا يتم من الأساس ! ، أما إعادة سفلتت الشوارع فيكون بشكل مزعج للسيارات والمارة ويتم بطريقة التقطيع والترقيع الغير سليم وبطريقة ” غفرت الهم ” !

ولا أعلم ألا يوجد هناك جهة رقابية خارجية تكون بمتابعة مثل هذه المشاريع حتى نهايتها بحيث تقوم بمراقبة العمل من البداية حتى النهاية من حيث جودته والوقت المطلوب لإنهائه بحيث لا يتم أي تلاعب أو تأخير في العمل . وإن لم يكن فالمفروض أن تكون هناك جهة رقابية خاصة في مثل هذه المؤسسات على مشاريعها حفاظاً على الاقل على سمعتها !

بصراحة اجد ان لدى المؤسسات حلول كثيرة جداً في سبيل العمل لخدمتنا بطريقة سليمة سواءً من حيث وقت بدء العمل او من حيث آلية سير العمل ولكن دائماً لا تؤخذ هذه الأمور بالطريقة الصحيحة بل دائماً ما يتم السير في الطريق المتعرج والممتلئ بالكثير من الإزعاج والأخطاء ، ولا نستغرب لو سمعنا أن مشروع تأمين الخدمات الأساسية له مناقصة خاصة ومشروع تصحيح ما نتج من مشروع تأمين الخدمات الأساسية له مناقصة اخرى !

بصراحة واقع وتساؤلات مضحكة ومبكية في نفس الوقت وليس عليك أخي القارئ الفاضل سوى التجول في بعض الأحياء الجديدة في مدينة عرعر كالنسيم والمنصورية وبدنة ومشرف ( لاحظ أنني لم أتحدث عن الأحياء القديمة كالعزيزية والمحمدية والصالحية وغيرها ومافيها من مشاريع لازالت لم تكتمل !! ) وتشاهد العجب العجاب من هذه المشاريع !! ، علماً بأن الضاحية والجوهرة والرفاع وشمال المنصورية والمطار لازالت تفتقد للعديد من الخدمات الاساسية ، وهذا الموضوع ليس حكراً وخاص بمدينة عرعر فقط بل اغلب الاحياء في مدن عديدة تفتقد للتخطيط السليم بشأن مشاريع البُنى التحتية .

الموضوع برمته موضوع يعج بالأسئلة والإستفهامات !! ، وخاصة أن الخطأ يتكرر والاعتذار البارد مللنا منه ! والحلول كما قلنا كثيرة وموجودة ولكن المقاولين وبعض الجهات المسئولة مصرين على العمل لإزعاجنا .. لأنهم يتأسفون لخدمتنا بالطريقة الصحيحة فربما العمل بطريقة صحيحة يكلفهم الكثير أو قد يخسرون بسببه الشيء الكثير ! .
وفي الختام لا أقول إلا تقبل الله صيامكم وقيامكم وكل مشروع وانتم بخير !!

[COLOR=darkred]ياسر بن خالد[/COLOR]
[/B][/SIZE][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com