هل ستصبح هذه “الحركة” شعاراً للنصراويين .. السالفة وصلت للخشوم!!


هل ستصبح هذه “الحركة” شعاراً للنصراويين .. السالفة وصلت للخشوم!!



تحت عنوان ” وصلت للخشوم!!” كتب “صالح الفهيد” مقالا ونشرته صحيفة عكاظ تحت صورة للأمير فيصل بن تركي والسهلاوي وهما يضعان إصبعا معكوفة على أنفهما عقب فوز فريقهما ببطولة الدوري :

ويقول الكاتب بداية :فيصل بن تركي يصنع الحدث الموازي
ويواصل الفهيد مقاله بقوله:وصلت للخشوم.. هكذا قلت ملتفتا للرفاق بينما كانت الشاشة الكبيرة أمامنا تملأها لقطة الأمير فيصل بن تركي وهو يضع إصبعا معكوفة على أنفه عقب فوز فريقه ببطولة الدوري إثر تعادله مع الشباب. في إشارة تحد من سموه على أن هذا الإنجاز التاريخي تحقق رغم أنوف كثيرين!!
كانت لحظة فرح عارمة وليست لحظة عقل! وكان خيار الأمير تحديا وثأريا إذن؟

وعقب الحركة التي ارتسمت لاحقا على وجوه النصراويين حتى أوشكت أن تصبح شعارا لا يمحى.. أدلى سموه بحديث بركاني الشظايا.. بدا فيه وكأنما يقول: لقد انتهى زمن متصدر لا تكلمني.. وحان وقت الكلام.. الكلام الثقيل!

لم أكن قريبا من سموه وإلا لهمست في أذنه: تواضع قليلا ياسمو الأمير إن كرة القدم ليست الكرة الأرضية!

حركة مقلدة:
الحقيقة إنني لم أتقبل الحركة من الأمير نفسه.. وكم تمنيت مثل كثيرين لو أنه لم يفعل..
أدري أن كثيرين لا يرون في هذه الحركة شيئا سيئا.. وأدري أن بعض الاعتذاريين قالوا إن رئيس الهلال الأسبق الأمير محمد بن فيصل قد فعلها من قبل ولم يحتج أو يعترض عليه أحد وشاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا قصيرا للأمير وهو يضع إصبعه المعكوفة على أنفه مكررا الحركة بعنف وإصرار مرة أخرى! وهذا يعني أن حقوق ابتكار هذه الحركة محفوظة لنادي الهلال.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول حركة (دق الخشوم)!! فهي تبقى من أحداث المشهد الرياضي الكثيرة المثيرة للجدل ومن الطبيعي أن ينقسم الرياضيون حولها بين مؤيد ومعارض.

الهلاليون والتلهي عن مشكلتهم:
الغريب والمثير هو أن الهلاليين بكل ما أوتوا من (ضعف) في هذه المرحلة نسوا أو تناسوا خسارتهم للدوري فصارت حركة سمو الأمير فيصل بن تركي شغلهم الشاغل.. وقضيتهم الكبرى.. ولأنهم لم يحتملوا عودة جارهم النصر إلى البطولات.. وجدوا في حركة وتصريحات رئيس النصر ملهاة وتسلية تخفف عنهم وقع وألم الحدث. ومن المؤكد أنها بالنسبة لإدارة الهلال فرصة لصرف أنظار الجماهير عن هذه الخسارة وإشغالهم بحركة صدرت من رئيس النادي المنافس والمنتصر عليهم.
المثير للضحك والشفقة في آن هو أن قسم من الإعلام الذي اشتهر بالتفنن في ارتكاب أسوأ الممارسات والتجاوزات المهنية ضد نادي النصر ورموزه ونجومه وجماهيره استغل حركة الأمير فيصل بن تركي وحاول أن يظهر برداء المثالية ليعطي دروسا في التنافس الشريف والطريقة التي يجب أن يتصرف بها الأبطال مستهينين بذاكرة الرياضيين التي تحفظ لهم سجلا طويلا من الممارسات التي تؤكد أن لا صلة تربطهم بما يدعونه ويتظاهرون به وأنهم أبعد الناس عما يدعون إليه من قيم ومثاليات.. أجل.. سجلهم يقول لهم بأوضح عبارة: أنتم آخر من يحق لهم إعطاء النصائح والدروس في الأخلاق الرياضية!

كحيلان ينقذ رئيس الهلال:
وعودا على بدء.. ما زلت أرى أن سمو الأمير فيصل بن تركي لم يكن موفقا في حركة (دق خشوم) ولا في تصريحه المباشر عقب المباراة على القناة الرياضية السعودية فقد تحدث سموه بانفعال واضح.. وأطلق العنان لمشاعره المكبوتة طوال الموسم ليصوب في أكثر من اتجاه .. ولتصل شظايا تصريحاته أكثر من مكان.. وأكثر من عنوان داخل النادي وخارجه! كان الوقت وقت فرح لا وقت تصفية حسابات.. وكانت جماهير النصر بحاجة لتكريس كل وقتها لهذا الإنجاز والاحتفاء بالعودة المدججة بالكؤوس.. لا التلهي بقضايا جانبية يمكن طرحها في وقت آخر!

لكن سمو الأمير فيصل بن تركي من حيث يدري ولا يدري تجاهل كل هذا بل ويمكن القول إنه قدم هدية من ذهب لرئيس نادي الهلال الذي كان مرشحا ليكون في مرمى نيران الجماهير الهلالية الغاضبة والمحبطة وبفضل حركة التحدي والحديث عن الأفلام الهندية حولت براكين غضبها على رئيس النصر المتحدي والمستفز!
ولهذا أرى أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد مدين بالشكر للأمير فيصل بن تركي على هذه الهدية الثمينة.

إنجاز يغطي الأخطاء:
وهذا الهفوة من رئيس النصر لا يمكن أن تنتقص أو تنال من الإنجاز الكبير الذي حققه الأمير فيصل بن تركي الذي سيسجل له تاريخ هذا الكيان الكبير أنه جاء لينتشله من غياهب الضياع ويقوده بشجاعة وسخاء ومحبة إلى منصات التتويج متغلبا على جبال شاهقة من الصعوبات والمشاكل والعقبات والمحبطات.. كانت قناعته بالنصر راسخة وقوية ولهذا لم يأبه لكل الأصوات التي حاولت أن تثنيه عن المضي قدما في مشروع التحدي بالعودة بالنصر إلى مكانته المرموقة.. قاتل على أكثر من جبهة.. وتحمل ظلم وغدر ذوي القربى.. كما أن النيران الصديقة لم تكن أقل رشقا من نيران الخصوم.. ومع هذا كله استطاع فيصل بن تركي أن يعبر بالنصر كل المنعطفات.. ويقود النصر إلى النصر!
ألا يشفع كل هذا للأمير فيصل بعض الهفوات؟

أجل.. يشفع له.. بل أكثر من ذلك.. فعندما قال سموه خلال تصريحه (البركاني) إنه سيترشح لفترة رئاسة جديدة تمتد أربع سنوات قادمة لقي إعلانه هذا ترحيبا واسعا لدى جمهور النصر.. وحتى من كان لا يؤيد استمراريته لم يقو أن يجهر برأي معارض لهذا الترشح.. وهذا مؤشر قوي على الشعبية الجارفة التي يحظى بها اليوم كحيلان في مدرجات الشمس.. التي وإن كانت رفعت في يوما من الأيام في وجهه (الكرت الأحمر) مطالبة إياه بترك النادي.. هي اليوم تهتف له بحب وامتنان وتطالب بأن يستمر لفترة رئاسية أخرى.. بل إن بعض المنتشين بالإنجازات طالبوا بتنصيبه رئيسا أبديا للنصر!!
لكن الأمير فيصل بن تركي يدرك أن بقاء هذه الجماهير على موقفها منه واستمراريتها في تأييدها له مرهونا بمواصلة الإنجازات وتحقيق تطلعات النصراويين في تكريس موطئ أقدامهم على جادة المنصات.. ويدرك أن مزاج هذه الجماهير قابل للتغيير والتبديل بل والانقلاب 380 درجة بين طرفة عين وأخرى.. فإذا ما أراد أن يستمر حاضرا في عقول وقلوب النصراويين.. وقاعدا على كرسي الرئاسة الساخن في مقر النادي لأربعة مواسم قادمة.. فإن جمهور النصر لن يقبل في المواسم القادمة ما هو دون حصيلة هذا الموسم.. وهذا هو التحدي الحقيقي والصعب الذي ينتظر كحيلان في المستقبل ويتطلب العمل له من الآن!.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com