إذا استحكم الضلال عمي البصر وانقلبت الموازين


إذا استحكم الضلال عمي البصر وانقلبت الموازين



بسم الله الرحمن الرحيم

[COLOR=darkblue]فقد ذكر الحافظ ابن كثير وابن جرير الطبري , أن عبد الرحمن بن ملجم ورفاقه تذكروا إخوانهم في النهروان وقالوا كانوا خير الناس وأكثرهم صلاة , وكانوا دعاة الناس إلى ربهم , فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فقتلناهم فأرحنا منهم البلاد .

فقال : ابن ملجم :أما أنا فأكفيكم معاوية بن أبي سفيان وقال عمرو بن بكر : وأنا أكفيكم عمرو بن العاص , فتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه , فأخذوا أسيافهم واتعدوا لسبع عشرة من رمضان .

وقال ابن ملجم لأحد أصحابه :- هل لك في شرف الدنيا والآخرة , قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب , فقال له صاحبه ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إداً , كيف تقدر عليه ؟ قال اكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه , فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا , ولما ضرب علي رضي الله عنه قال لا حكم إلا لله , ثم تلى قول الله “ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ” وكان يشحذ سيفه أربعين صباحاً ليقتل به شر الناس .

هذه عقلية الخوارج يكفرون المسلمين , ويرون قتلهم وقتالهم ولقد صدق ابن عمر رضي الله عنه عندما قال عنهم أنهم شرار الخلق أخرجه البخاري في صحيحه ” أنهم شرار الخلق إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين “.

بهذه العقلية الخارجية المقلوبة الضالة أصبح علي رضي الله عنه عند الخوارج أشر الناس وأظلم الناس , وأنه يستحق القتل , والقاتل المجرم ينال بقتله رضي الله عنه شرف الدنيا والآخرة ويبيع نفسه لله تعالى , إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .

وبهذه العقلية الخارجية التكفيرية , يكفر الولاة ويحارب بلد التوحيد , ويثار على بلاد العقيدة ومعقل التوحيد وتنقض البيعة ويقاتل رجال الأمن وتهدم مقدرات هذه البلاد وثرواتها , بهذه العقلية الخارجية يفرح العدو ويحزن الصديق , فهم لا للإسلام نصروا ولا للكفار كسروا.

وبهذه العقلية الخارجية تحصل المحاولة الفاشلة للأمير محمد بن نايف حفظه الله فلا ترعى حرمته كرجل مسلم , ولا ترعى حرمته كصاحب ولاية له سمع وطاعة بقدر ولايته , ولا ترعى حرمته كرجل يسعى جاهداً لرفع الشقاء عن ولدي المنتحر , ويحاول من هذا المنتحر أن يرجع إلى صوابه ورشده ويدخل السرور على والديه , ولا يرعى حرمة الشهر العظيم المبارك ’ بل يرى أن هذه الجريمة الآثمة في شهر القيام والصيام والقرآن والصلة بكلام مبطن وهذه النقلة التي يتكلم عنها عنها جامعة لمعاني السوء من الغدر والخيانة والقتل والانتحار , وانتهاك الحرمات المصانة حرمة الشهر وحرمة الولاية وحرمة الدم المعصوم , ولا عجب أن يصدر الفكر الخارجي مثل هذا الأمر , فإنهم لم يرعوا حق صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام عند ما اتهموه بالظلم فقال ذو الخويصرة اعدل يا محمد فقال ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ثم أخبر عليه الصلاة والسلام بأنه سيخرج من صلب هذا أقوام تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وعبادتكم إلى عبادتهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية , حفظ الله أمننا وإيماننا وولاة أمرنا , ووقانا من الفتن الظاهرة والباطنة . [/COLOR]

[COLOR=darkred]الشيخ خالد بن جريد العنزي
مساعد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الحدود الشمالية[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com