“التعصب الكروي” يتسبب في طلاق أميمة .. ودخول أماني العناية المركزة


“التعصب الكروي” يتسبب في طلاق أميمة .. ودخول أماني العناية المركزة



أشارت زوجات لمشجعين متعصبين رياضيًا أن حياتهن الأسرية أصبحت مهددة بالخطر بسبب ظاهرة التعصب الكروي الذي ينتهجه أزواجهن وابنائهن مع كل مبارة تبدأ وتنهي، حيث تتوقف مسيرة الحياة في المنزل على فوز فريقهم من عدمه، لحظات متقلبة في المنزل تنتهي بكارثة في حالة الهزيمة يتجرعها جميع أفراد الأسرة.

تقول السيدة أميمة الحارثي : إن زوجي وصل به الجنون أنه طلقني حين كنت أمازحه أن فريقه سوف يهزم في حوار كان بيننا قبل بداية المباراة، والتي انتهت بفوز فريقه وخراب بيتي، رغم أنه ندم ولكن في وقت لا ينفع الندم وتركت له البيت إلى غير رجعة لسبب أن زوج بهذه العصبية الممجوجة لا يمكن استئمانه على حياتي التي ستظل معلقة بين المد والجزر مع كل مباراة يهزم فيها فريقه. أما الحكاية الأصعب ترويها أم أماني التي لازالت ابنتها أماني ذات السبع سنوات تتنفس الأكسجين في العناية المركزة بعد ان تلقت ضربة من والدها على رأسها أثناء المباراة، وسقطت بجانبه مغشيًا عليها دون أن يعيرها اهتمام، متوقعًا أن الأمر بسيط، ومتخيلًا أن صمتها خلال ساعة كاملة أنها نائمة، ولم يكن يعلم أنها أصيبت بارتجاج في المخ وثقب في طبلة الأذن من أثرالضربة التي نقلت على إثرها للعناية المركزة ، وفقا لـ ” المرصد ” .

وتقول أم أماني: إن هوس زوجي في تشجيع الفرق الرياضية أصابنا بالقلق والتعب النفسي وأفقدنا طعم الجلسات العائلية الحميمة، فهو طيلة اليوم أمام شاشة التلفزيون يقلب على القنوات الرياضية، والصدمة الكبرى التي جعلته يودع هذه القنوات ما أصاب ابنته في لحظة غاب فيها عقله أمام شاشة التلفزيون يراقب المباراة، حيث ودعتنا أماني إلى العناية المركزة وقلوبنا تقطرعليها المًا وحسرة.

وأشارت المعلمة آسيا الأنصاري أن التعصب في تشجيع الفرق الرياضية أمر منبوذ شرعًا، لأنه يفضي إلى تغير سلوكيات الفرد ويجعله يخالف الفطرة السليمة، ويقذف في قلبه الشحناء والعداوة والبغضاء التي يحملها لمشجعي الفرق الأخرى، إضافة إلى وقوع المتعصب في الإثم حين يشتم ويقذف الآخرين بكلمات بذيئة علاوة على ما يطال زوجته من إيذاء لفظي وجسدي أحيانًا لأن هزيمة فريق المتعصب تجعله بلا هدى، إذ لا يحسن في تلك اللحظات التفكير السليم، ولا يمكن لأحد من أفراد أسرته مناقشته في أي أمر وإذا احتدم نقاش طارئ ربما تحدث كارثة مزعجة للزوجة أو الأبناء.

نورة عبدالله السعدي تبدي أسفها لما وصلت إليه حياتها الزوجية مع زوجها من دمار نفسي بسبب انشغال زوجها بمتابعة الرياضة وملاحقة اللاعبين والكتابة في الصحف الإكترونية عن كل شاردة وواردة من الفرق والدوري وأخطاء الكرة التي شغلته ليترك الوظيفة ويقابل جهاز الكمبيوتر، فاضطرت إلى تدبير شؤون منزلها بنفسها، وقد أصبح أبناؤها يقلدون والدهم في التفاني مع الفرق والتشجيع الأحمق والعزوف عن الدراسة والانشغال بتزيين السيارات بصور اللاعبين وألوان الفريق استعدادًا لمباراة فريقهم في كل مرة.
وقالت السعدي: أصبحت أترك منزلي في يوم مبارة فريق زوجي، حيث يمتلئ المنزل بأصحابه ليشاطروه هوس التشجيع والصراخ وتكسير محتويات الغرفة بجنون ودون وعي. وإذا تفوهت بكلمة فربما يكون مصيري الضرب والإهانة أمام أولادي.

أما زينب الهجرسي تقول منذ زواجي وأنا أعاني من تصرفات زوجي وتقلب مزاجه المتعصب بسبب ولعه الشديد بالرياضة والرياضين. فقد حبس نفسه ثلاثة أيام في غرفة دون طعام إلا من السجائر بعد هزيمة فريقة ولم يذهب إلى عمله، وأصبح لا يطيق أن يكلم أحدًا، وعندما طلبت منه إحضار بعض الأغراض الضرورية للمنزل تشاجر معي بعصبية لم أعهدها، وشج رأسي بريموت التلفزيون وكدت أن أترك البيت لولا تدخل عائلته واعتذاره وتعهده بعدم تكرار تصرفه غير المسؤول. ومن جهتها أوضحت إختصاصية الصحة النفسية الدكتورة شيماء محمد الدويري أن التعصب الرياضي أو ما يسمى بالهوس الكروي خطر يهدد الأسرة وهو أحد السلبيات التي يعاني منها مجتمعنا عمومًا والأسرة خصوصًا. ومن المؤلم أن يصل التعصب إلى أسوار الحياة الزوجية، فقد يفرط الزوج في حقوق أبنائه وزوجته من أجل حضور مباراة كرة قدم، وعند الخسارة يتحول البيت إلى فوضى وسماع العبارات الفاحشة مما يخلق المشاكل بينه وبين الزوجة.

ولفتت الدويري إلى أن مشكلة التعصب الكروي تفاقمت وأصبحت ظاهرة ولابد للمتعصب من علاج. ناقوس الخطر يدق في ظل ضعف المؤسسات عن القيام بدورها في تنشئة جيل على أسس سليمة واعية. وأكدت أنه يجب التعامل مع المتجاوزين والمتعصبين لأنهم يمثلون خطرًا على المجتمع والأسرة والبحث عن سبل لامتصاص الحماس الكبير بدواخلهم كما يجب محاسبتهم والحزم معهم لأن الردع يؤثر بقوة في النفس في حال فشل التوعية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com