مصر تستضيف الجزائر في مباراة العبور لكأس العالم 2010


مصر تستضيف الجزائر في مباراة العبور لكأس العالم 2010



إخبارية عرعر"القاهرة"وكالات:
ستحبس العاصمة المصرية القاهرة مساء السبت أنفاسها على وقع المواجهة المرتقبة والتاريخية بين المنتخبين المصري وضيفه الجزائري، والتي ستحدد هوية المتأهل منهما الى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه. وسيكون اللقاء بين المنتخبين تحت شعار أكون أو لا أكون حيث أن هذه المباراة هي مباراة العبور بالنسبة لأي منهما للوصول لمونديال 2010، مع العلم أن المعادلة تقضي بأنه يتوجب على المنتخب المصري الفوز بثلاثة اهداف ليضمن تاهله مباشرة، او بفارق هدفين باي نسبة (2-صفر او 3-1 او 4-2 الخ…) ليفرض مباراة فاصلة اختار لها الاتحاد الدولي السودان لاقامتها في 18 الحالي. أما الجزائر فيكفيها التعادل او حتى الخسارة بفارق هدف واحد.

وكان المنتب المصري اول سفير للكرة العربية في النهائيات عندما شارك في نسخة كأس العالم عام 1934 في ايطاليا، ثم تأهل مرة ثانية عام 1990 في ايطاليا بالذات. اما المنتخب الجزائري فبلغ النهائيات للمرة الاولى عام 1982 في اسبانيا عندما حقق مفاجأة مدوية بفوزه على منتخب المانيا الغربية بطل اوروبا وقتها 2-1 في مباراة تاريخية. ثم شارك منتخب "ثعالب الصحراء" عام 1986 في المكسيك ايضا.

ويعتمد الفريق المصري علي كتيبة من اللاعبين المحلييين أصحاب الخبرة الدولية منهم محمد ابو تريكه معشوق الكرة المصرية بلا منازع منذ التحاقه بالاهلي في كانون الثاني/يناير 2004 قادما من الترسانة , ومحمد بركات الملقب بالزئبقي لكثرة وخطورة تحركاته وسط الملعب، واحمد حسن صاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب المصرية والاوروبية ابان احترافه في تركيا وبلجيكا، وحسني عبد ربه ميزان اللعب وسط الملعب لاعب اهلي دبي الاماراتي، ومحمد زيدان المحترف في بوروسيا دورتموند الالماني.

ورفعت زيارة رئيس الجمهورية حسني مبارك لمعسكر الفريق الروح المعنوية للاعبين وقد حث الرئيس المصري لاعبي المنتخب على بذل قصارى جهودهم لاسعاد الشعب المصري بتقديم فوز مشرف يليق بتاريخ الفراعنة.

وفي تصريح خاص لوكالة الانباء الفرنسية صرح محمود الشامي عضو اتحاد كرة القدم المصري ان "العلاقة بين البلدين غير قابلة للمزايدة والمباراة هي بين اشقاء جمعتهم العروبة تحت سقف واحد" مشيرا الى ان حادث الحافلة ."شيء عارض وهو تصرف غير مسؤول من بعض الجماهير غير المدركة ماهية ثقافة التشجيع، ولكن لاعبي الجزائر استغلوا الموقف واشعلوا الفتيل مبكرا بتكسير الزجاج من الداخل وهو الامر الذي اثبته البحث الجنائي".واكد ان الفريق المصري استعد جيدا للمباراة والحالة النفسية للاعبين علي اعلى مستوى وكلهم اصرار على حجز مكان بالفريق وهو حق مشروع لفريق فاز ببطولة افريقيا 2006 و2008 وقدم مباريات قوية امام البرازيل وايطاليا في كأس العالم للقارات.

وصرح حسن شحانه المدير الفني للمنتخب المصري في تصريح للوكالة الفرنسية ان الفريق "في قمة تركيزه وجميع اللاعبين في حالة تركيز" مبشرا بان الفوز قادم.واكد اهمية الجمهور ومفعوله السحري على اللاعبين لان "وجوده يعطي اللاعبين ثقة كبيرة".

وصرح عبد العزيز عبد الشافي لاعب الاهلي ومنتخب مصر السابق ان الفوز علي الجزائر فرصة العمر لهذا الجيل من اجل الوصول الي كأس العالم ليكون الجيل الاوفر حظا والاحسن علي مر الاجيال.وقال ان اللعب في كأس العالم يعيد الهيبة للاعب المصري ويزيد قيمته الاحترافية امام العالم مشيراالى ان مباريات كأس العالم اعظم فرصة للمشاهدة في ظل تواجد السماسرة ومندوبي الاندية الكبرى.

الأجواء مشحونة بين المنتخبين

وتلقي الاجواء المشحونة بظلالها على المواجهة بين المنتخبين المصري والجزائري السبت في ستاد القاهرة الدولي التي ستحدد هوية المتأهل منهما الى نهائيات كأس العالم بكرة القدم، وذلك اثر الاعتداء الذي تعرض له لاعبو الجزائر في الحافلة التي كانت تقلهم من المطار الى الفندق مساء الخميس.

وكان مجهولون اعترضوا حافلة المنتخب الجزائري بعيد مغادرته مطار القاهرة وراحوا يرشقونها بالحجارة ما ادى الى تهشم زجاجها واصابة ثلاثة لاعبين جزائريين بجروح في اليد والوجه.

وصرح فالتر غاغ وهو ممثل للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موجود في القاهرة لوكالة فرانس برس الجمعة ان ثلاثة لاعبين جزائريين جرحوا.واضاف ان الرئيسين المصري والجزائري حسني مبارك وعبد العزيز بوتفليقة اجريا محادثات حول الوضع.وقال فالتر غاغ المكلف اعداد تقرير الرسمي للفيفا حول الاحداث "اتضح لنا ان ثلاثة لاعبين جرحوا: خالد لموشيه في رأسه ورفيق حليش في حاجب عينه ورفيق الصايفي في ذراعه"، مؤكدا ما ذكره وزير الشباب والرياضة الجزائري هاشمي ديار أمس الخميس.وأضاف غاغ "تعرض مدرب حراس المرمى لرضوض" واعتبر ان حافلة المنتخب الجزائري كانت "بحالة يرثى لها، بعدما كسرت ألواح الزجاج فيها، وظهرت على الأرض بقايا الزجاج وبقع الدم".

واخذ هذا الاعتداء بعدا سياسيا حيث قامت السلطات الجزائرية باستدعاء السفير المصري في الجزائر الى وزارة الخارجية واعربت له عن استيائها مما حصل.

وابلغ مجيد بوقرة امين عام وزارة الخارجية الجزائرية، السفير المصري عن "القلق الكبير للسلطات الجزائرية من هذه الحادثة وطلب منه بالحاح بان تتخذ السلطات المصرية جميع التدابير الضرورية حتى تضمن سلامة الوفد الجزائري وكذلك المشجعين الجزائريين الذين سافروا الى القاهرة لحضور المباراة".

وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ان لاعبين عدة في صفوف المنتخب الجزائري تعرضوا للاصابة، كما "دان بشدة" الاعتداء الذي وصفه "بالخطير" وطلب من نظيره المصري احمد ابو الغيط "اتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان اقامة عادية لجميع اعضاء الوفد الجزائري".واكد مدلسي ان خبراء تابعين للاتحاد الدولي (فيفا) حضروا الى الفندق الذي يقيم فيه الوفد الجزائري من اجل الوقوف على الاضرار التي سببتها هذه الحادثة.

واتهمت الصحف المصرية الصادرة الجمعة اللاعبين الجزائريين بتلفيق الحادثة على حافلتهم، كي يوتروا الأجواء قبل المباراة.واكدت صحيفة الاهرام الواسعة الانتشار ان اللاعبين الجزائريين هم من الحق الضرر بالحافلة. وكتبت "قام بعض اللاعبين بتهشيم زجاج الحافلة مدعين انهم استهدفوا بالحجارة".

أما صحيفة "الشروق" فاعتبرت ان الحادثة باكملها "ملفقة"، اما "الجمهورية" فكتبت ان "لاعبي الجزائر قاموا بالاعتداء على سائق الحافلة".

وفي الجزائر كتبت صحيفة الوطن ان الحادث "كمين"، مؤكدة ان "الخضر لن يستسلموا، في اشارة الى لون بزات الفريق الجزائري "على الرغم من العداء المصري".

اما وزير الشباب والرياضي الجزائري هاشمي ديار فاعرب لاذاعة الجزائر عن اسفه "لهذه الحادثة الاليمة". واضاف "يتوجب على الاتحاد الدولي ان يأخذ التدابير اللازمة، لان ما حصل غير مقبول على الاطلاق على الرغم من ان هذه الحادثة لا يمكن ان تؤثر على العلاقة القديمة بين البلدين". واضاف "نحن شعب مسالم ولا نريد استفزاز احد".

وفتح الاتحاد الدولي تحقيقا في الحادثة وهو سينتظر تقرير مراقب المباراة قبل ان يتخذ القرار المناسب اليوم على الارجح.

وكان رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري وصل الاربعاء الى الفندق الخاص بالفريق الاربعاء وسط حراسة امنية قوامها ثمانية أفراد من الحرس الوزاري الجزائري.

وكانت السلطات في الدولتين عقدت اجتماعات دورية على مدار الاسابيع الاخيرة في محاولة لتخفيف الجو المشحون خصوصا في وسائل الاعلام في البلدين، التي دعتها وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء وسائل الاعلام الى تجنب "الاستفزاز" في تغطيتها للحدث.

وفي محاولة اخرى لتلطيف الاجواء قبل المبارة، نظم مساء الخميس بالقرب من القاهرة حفل غنائي بمشاركة "ملك الراي" الجزائري الشاب خالد والنجم المصري محمد منير، حضره بحسب المنظمين نحو 45000 شخص.

وقال عمرو الخياط، وهو احد المنظمين، ان اجراء الحفل في هذا التوقيت "من شانه ان يسهم في خفض التوتر القائم".


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com