في مصنع "بوليسيليكون السعودية" .. تصدير الشمس بعد النفط ..مشروع طاقة سعودي بتكلفة مليار دولار


في مصنع "بوليسيليكون السعودية" .. تصدير الشمس بعد النفط ..مشروع طاقة سعودي بتكلفة مليار دولار



" متابعات " اخبارية عرعر :
اقتربت السعودية خطوة إضافية من تحقيق طموحها في تصدير "شمسها" إلى دول العالم على غرار قطاع نفطها.

إذ أعلن أمس في المنامة عن ولادة مصنع "بوليسيليكون السعودية" في مدينة الجبيل الصناعية الثانية (شرق السعودية) باستثمارات تناهز مليار دولار، ما يتماشى مع الطموح الذي أعلن عنه مرات وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي الذي قال في حديث صحافي: "تخطط السعودية كي تصبح خبيرة في مجال آخر أنظف للطاقة من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية".

ونقلت "الحياة" الصادرة في لندن اليوم عن ماجد الأحمدي، رئيس مجلس إدارة "شركة تطوير وإدارة المشاريع الصناعية المحدودة" المسؤولة عن المصنع المتخصص في إنتاج الخلايا الشمسية، قوله إن المشروع مبادرة إستراتيجية من "مصرف الطاقة الأول" الذي يشارك بتمويل نحو 40 في المائة من إجمالي كلفته، مشيراً إلى الدعم الذي لاقته شركته من "الهيئة الملكية للجبيل وينبع" و "الشركة السعودية للكهرباء" وكل الجهات الحكومية.

ويلاقي موضوع الطاقة البديلة ردود فعل متباينة، بين مؤيد ومشجع ومعارض ومقلل من أهميتها. وسبق أن أعلن النعيمي ان "إحدى المحاولات التي سنتعهدها هي درس كيفية جعل السعودية مركزاً لبحوث الطاقة الشمسية على أمل ان نصبح مصدّراً رئيساً للكهرباء خلال السنوات الـ 30 إلى الـ 50 المقبلة. وبالطريقة ذاتها التي أصبحنا فيها دولة مصدرة للنفط، يمكننا ان نصبح دولة مصدرة للكهرباء".

لكنّ لشركة "أرامكو السعودية" رأياً آخر، إذ تشير إلى ان مصادر الطاقة البديلة بما فيها تلك المتجددة "تشكل حالياً حصةً ضئيلة من منظومة إمدادات الطاقة العالمية تبلغ 13 في المائة، في حين يشكل النفط الخام نحو 35 في المئة. ويتوقع وفقاً لدراسات للمراكز الدولية المتخصصة، ان تنمو مصادر الطاقة البديلة في شكل مستمر لتبلغ حصتها بحلول عام 2030 نحو 14 في المائة، وهي نسبة لا تزال منخفضة مقارنة بالتي يتمتع بها الزيت الخام المتوقع ان يحافظ على مكانته المرموقة في إمدادات الطاقة العالمية عند 33 في المائة والغاز 23 في المائة بحلول عام 2030. وقال الأحمدي عن هذا التباين وأثره، إن المشكلة مع الطاقة الشمسية كانت إلى وقت قريب تكمن في ارتفاع أسعار الخلايا الشمسية، والحاجة إلى مساحات كبيرة من جهة، لكن البحوث الجديدة استطاعت ان تصل إلى خلايا شمسية تستطيع أن تولّد طاقة تعادل مئة مرة ما كانت تولده الخلايا القديمة، ولفت إلى ان نسبة نمو هذه الطاقة ارتفعت إلى أربعة في المئة حالياً، مشيراً إلى انها نسبة نمو مقنعة حتى الآن.

وقال ان اختيار السعودية لإنشاء هذا المشروع جاء بعد دراسات وافية واعتماداً على ما تتميز به المملكة من أشعة الشمس على مدار السنة والرمال المتوافرة التي تُستخدم في تصنيع الخلايا الشمسية التي سينتجها المصنع البالغة طاقته الإنتاجية 7500 طن سنوياً تبدأ مطلع 2013. وأثنى الرئيس التنفيذي لـ "مصرف الطاقة الأول" فاهان زانويان على إمكانات مدينة الجبيل الصناعية، وقال إنها كانت الخيار المنطقي لما تتمتع به من مغريات حفزتنا على المضي في الشراكة لإنشاء المصنع.

وزاد ان مصادر الطاقة المتجددة "تبقى أولوية عالمية، ومؤكد ان استخدام الطاقة الشمسية خصوصاً سينتشر ويزدهر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأنه الخيار المنطقي". وقال: "كانت الحكومة السعودية من أوائل دعاة سلامة البيئة في المنطقة، ويسرّنا ان نكون أول من يطبق هذه الرؤيا". كما تحدث مسؤول بارز في المصرف عن تمويل المشاريع التي يضطلع بها، وقال محمد النصف أن المصرف يرحب بأي مشاريع تتعلق بالطاقة.

وأشار إلى أن مصرفه ينظر إلى السعودية بمنظار خاص لما تتمتع به من امتيازات، لكنه أكد أن نشاطهم لا يقف عند دولة محددة، بل يشمل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويركز المصرف في استثماراته على استكشاف النفط وعمليات النقل والتخزين وتكرير المواد الهيدروكربونية وعلى خدمات حقول النفط التي تعزز كمية الانتاج وتحسّن فاعلية الأصول.

وقال النصف إن المصرف منذ تأسيسه قبل سنة تمكن من تمويل ستة مشاريع في المنطقة، تشمل مشروعين عملاقين سيتم الإعلان عنهما في وقت لاحق.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com