يعرف المنهج في أدبيات التربية بأنه : كل نشاط هادف تقدمه المدرسة وتنظمه وتشرف عليها وتكون مسئولة عنه سواءً تم داخل المدرسة أو خارجها
و يمكن تعريف المنهج إجرائياً بوزارة التربية والتعليم بأنه ( الوثائق والخطط الدراسية التي تعدها الوزارة وتنفذها المدرسة لتحقيق أهداف التعليم )
هذا هو المنهج الرسمي او المخطط الذي يتلقاه ويتعلم منه الطلاب في مدارسنا
اما المنهج الخفي او المستتر وهو الذي سنتحدث عنه هنا
فهو خطير جدا
فلقد وردت عدة تعريفات لهذا المنهج
ولم يتفق التربويون على صيغة موحدة لتعريف هذا المنهج الخفي الا ان هناك اتفاقا ضمنيا حول مفهوم المنهج الخفي
فقد عرف ايفا المنهج الخفي بأنه: المنهج المتكون من السلوك والقيم والمعاني التي تدرس للطلبة بواسطة المدرس أو المدرسة من غير تخطيط. كما أنه أيضاً يعرف المنهج الخفي بأنه مخرجات المدرسة غير الأكاديمية.
* أما فالنس فقد ذكر أن المنهج الخفي هو الخطوات التي تتم في المدرسة والتي تشمل القيم المكتسبة والتفاعل الاجتماعي والتي يتعلمها الطلبة بدون تخطيط.
* ويرى دريبن أن المنهج الخفي هو ما يتعلمه الطلبة كنتيجة للتفاعل الاجتماعي داخل الفصل الدراسي.
* لكن كوهلبيرغ عندما عرف المنهج الخفي حاول الربط بينه وبين القيم،
*بينما جاكسون نظر إلى المنهج الخفي على أنه يأتي في الأهمية بالدرجة الثانية بعد المنهج الأساسي
*اما وايلز وبوندي فهما يعرفان هذا النوع من المناهج على أنه المنهج الغير مخطط له ؛ أي الذي لا توجد له بنود في خطة المدرسة
*وماكلين يقول عنه بأنه الممارسات أوالآثار التعليمية الذي تنتقل إلى الطالب من غير أن تكون في الخطة الرسمية للمدرسة.
وقال عنه صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل
ان المنهج الخفي هو الذي يتجاوز المنهج المعلن، أو يستغل هذا المنهج المعلن لتمرير أفكار متطرفة غير محسوبة في المنهج وغير مقصودة اصلا في المنهج.
ايها الاحبة التربويون
ان للمنهج الخفي اثاره السلبية الكبيرة
تكمن خطورة المنهج الخفي وسلبياته في ابراز الصراع لدى الطلاب بين ما يتضمنه المنهج الرسمي ومايتعلمونه في الحياة اليومية
فمثلا
1- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان التدخين محرم وضار بالصحة
ولكنه يرى معلما يتعاطى الدخان ويجاهر به بمجرد خروجه من المدرسة
2- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان الدين يامر بغض البصر عما حرم الله
ولكنه يرى معلما ما لايغض بصره
3- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان الدين نهى عن الغيبة والنميمة
ولكنه يراها تمارس على نطاق واسع بين بعض المعلمين
4- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان من اخذ الاجر حاسبه الله على العمل
ولكنه يرى معلمين(وهم قلة ولله الحمد ) لايبالون بالغياب او الحضور متاخرين عن بدء الحصة
ويخرجون قبل نهايتها
5 – يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان القرآن ينادي بالعفو والمغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان
ولكنه يرى في المدرسة غير ذلك
6- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان الصلاة واجبة والتأكيد على ادائها جماعة
ولكنه يرى احيانا غير ذلك
7- يتعلم الطالب من خلال المنهج الرسمي ان الله امر بان نجادل بالتي هي احسن
ولكنه لايرى قبولا للرأي الاخر في المدرسة مالم يوافق رأي المعلم داخل الصف او المدير داخل المدرسة
8- يقرأ الطالب في كتاب الحديث
قول الرسول صلى الله عليه وسلم
( كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه )
ويرى معلما يحرض على قتل بعض المسلمين
ويفرح لمقتل رجال الامن والحراس وكلهم مسلمين
بحجة انهم يقفون بينهم وبين الكفار حسب رؤيته
ان مايتعلمه الطالب من المهج الرسمي ومن المنهج الخفي يجعل الطالب يعيش في صراع ان لم يطبّق ماتعلمه من المنهج الخفي
ارأيتم ايها الاحبة خطورة المنهج الخفي
المنهج الخفي حقيقة تربوية لايستطيع احد انكارها او الغاء تاثيرها الايجابي او السلبي في سلوكيات الطلاب
الا انه علينا كمربّين ان نوجه هذا المنهج داخل المدارس توجيها سليما ومقننا
والدور الكبير هنا على
مدير المدرسة بالدرجة الاولى باعتباره مشرف مقيم
والمرشد الطلابي والتوعية الاسلامية بالمدرسة
والمشرف التربوي الزائر
وحتى اولياء امور الطلاب بمحاورة ابنائهم عما تلقّوه في المدرسة ومااستمعوا له من معلميهم
وكل ذلك من اجل
تحصين عقول الابناء من الانحراف والتطرف
كما انه على جهات التخطيط العليا ان تسعى للتهيئة له في كليات التربية واعداد المعلمين
لتكون اثاره وثماره ايجابية تظهر في سلوكيات ابنائنا الطلاب وثقافتهم العامة وقبولهم للاخر ورأيه
