المؤسسة الدينية السعودية الرسمية ليست كما وصفت يا مالكي .. والعريفي لا يمثل المؤسسة الرسمية السعودية ولم يكن ناطقاً بأسم هيئة كبار العلماء


المؤسسة الدينية السعودية الرسمية ليست كما وصفت يا مالكي .. والعريفي لا يمثل المؤسسة الرسمية السعودية ولم يكن ناطقاً بأسم هيئة كبار العلماء



[COLOR=blue]بندر المشاري ـ اخبارية عرعر[/COLOR] :

شن وكيل عمادة شؤون الطلبة بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله بن ثاني هجوماً على الحملات الأخيرة التي اتخذت صبغة طائفية بعد التصريح الرسمي من قبل السيد المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية فوسع فوهة الخلاف بين الشيعة وأهل السنة برموزهما .

الدكتور عبد الله ذكر في مقال له في جريدة الجزيرة أن المجتمعات البشرية بحاجة ماسة إلى عقلاء يضبطون مسار الخلاف ويجمعون أطراف القضايا، وينتزعون الغضب من صدور المتحمسين ويكملون كل جهود الشرفاء في غرس ثقافة السلم والتعايش بين الناس .

" [COLOR=darkblue]ما أحوج المجتمعات البشرية إلى عقلاء يضبطون مسار الخلاف ويجمعون أطراف القضايا، وينتزعون الغضب من صدور المتحمسين ويكملون كل جهود الشرفاء في غرس ثقافة السلم والتعايش بين الناس..

.. ولا يستغلون ذلك من أجل حملاتهم الانتخابية ومشروعاتهم التوسعية الطائفية. كنت أتابع بدقة الحملات الأخيرة التي اتخذت صبغة طائفية بعد التصريح الرسمي من قبل السيد المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية فوسع فوهة الخلاف بين الشيعة وأهل السنة برموزهما وشخصياتهما التي تعد قدوة في نظر الكثيرين وإن كنت لا أعفي الشيخ العريفي من بعض ذلك، ولا يليق بهما السبّ والشتم والطعن واللعن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه في الحديث الصحيح: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً، ولا فحاشاً، ولا لعاناً، كان يقول لأحدنا عند المعتبة (ما له ترب جبينه)»… وهناك نصوص تؤكد هذا الأدب في أصول المذهبين السني والشيعي، فلماذا عُميت عنها العيون وتجاهلتها الأفهام بسبب الحقد الطائفي. فلم يكتف صلى الله عليه وسلم في أن يتحلى هو بمكارم الخلاق والتنزه عن منافيات الأخلاق بل أمر أمته بهذه المكارم والتنزه عن مساوئ الخلاق ومنها التنزه عن اللعن للآخرين وإن كانوا يستحقونه، وكان يوصي أهل بيته وأزواجه وأصحابه ومن يأتي من أمته بأن لا يكونوا لعَّانين ولا فحاشين كما جاء في الحديث الصحيح الذي اشتهر عند أهل السنة والشيعة جميعاً، فعَنْ زُرَارَةَ قَالَ: «دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَعَائِشَةُ عِنْدَهُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: عَلَيْكُمْ. ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِهِ. ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبَيْهِ فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالْغَضَبُ وَاللَّعْنَةُ، يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ، وَالْخَنَازِيرِ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: يَا عَائِشَةُ إِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ مُمَثَّلاً لَكَانَ مِثَالَ سَوْءٍ، إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ، وَلَمْ يُرْفَعْ عَنْهُ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ إلى قَوْلِهِمْ السَّامُ عَلَيْكُم؟ فَقَالَ: بَلَى أَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمٌ فَقُولُوا سَلامٌ عَلَيْكُمْ، وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ كَافِرٌ فَقُولُوا عَلَيْكَ». وقد كان (صلى الله عليه وآله) يستألف الكفار بالأموال الظاهرة فكيف بالكلام الخشن والسبّ واللعن والإقصاء.

تقتضي هذه المرحلة في حياة الأمة أن يستحضر المسلم المصلحة العامة، ولذلك لا نرضى بسبّ السيستاني ولا شتم المالكي الذي أدلى بتصريح يؤجج نار الفتنة ويذكي لهب الخلاف تعليقاً على كلام للشيخ العريفي الذي لا يمثل المؤسسة الرسمية السعودية في الفضائيات والمحاضرات والخطب، ولم يكن ناطقاً رسمياً لهيئة كبار العلماء ولا لوزارة الشؤون الإسلامية ولا لمجلس القضاء الأعلى ولا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإنما يعبر عن وجهة نظره في كثير من القضايا الساخنة. وقد اتهم السيد المالكي المؤسسة السعودية الرسمية في قوله: «اعتدنا الكثير من المؤسسة الدينية السعودية ومن رجالها الذين يسمون أنفسهم بالعلماء، فهي ترتكب تجاوزات بشكل دائم كونها تحمل فكراً تكفيرياً حاقداً عدائياً».

وتابع «ينبغي أن تضبط المؤسسة هؤلاء كما أن الحكومة السعودية تتحمل قسطاً من المسؤولية, يجب عليها أن ترد على الذين يكفرون ويثيرون الفتن, وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها هؤلاء للرموز الدينية والمرجعية». وأصدر مجلس النواب العراقي بياناً حول الموضوع نفسه يطالب حكومة المملكة العربية السعودية باتخاذ موقف واضح وصريح من هؤلاء المفسدين الذين يسعون إلى النيل من الإسلام عن طريق استهداف رموزه التي حافظت على أرواح ودماء المسلمين وحفظت بذلك بيضة الإسلام. وأن توجه حكومة المملكة أئمة وخطباء المساجد بضرورة اعتماد خطاب إسلامي غير تحريضي نابع من مبادئ وثيقة مكة التي جمعت كل القيادات العراقية الدينية والاجتماعية من أجل نبذ التحريض الطائفي والعنصري.

الكل يعرف جيداً أن تلك المؤسسة السعودية لا تتبنى خطاباً بهذه المواصفات، ولا تسمح لخطبائها مثل هذا الأسلوب مثلما سمح غيرها بشتمنا وشتم عقيدتنا ومشايخنا ورجالاتنا سنين على رؤس الأشهاد وفوق منابر الإعلام وأمام الحشود في إيران والعراق ولبنان في صورة تؤكد أن غضب السيد المالكي لم يكن في مستوى الحدث والمكان والزمان من حديث داعية وطالب علم في مسجد لم يسمع أحد باسمه ولا يتجاوز الحضور فيه عدد الأصابع مجازاً ولم تبرزه المؤسسة الإعلامية الرسمية وتتناوله بالتحليل والعرض ولم تطلب الحكومة من الناس أن تشد إليه الرحال، وهذا الأسلوب لا يرضي قيادتنا ولا مشياخنا ولا مفكرينا ولا عامة الشعب ولا نقبله ابتداء من تربيتنا على الإسلام والسنة وانتهاء بأصالتنا العربية التي لا تقر مثل هذا الشتم والسب، فرسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب كفار قريش لأنه يؤذي الأحياء من الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن لماذا يتجاهل المالكي سبنا وشتمنا بالفضائيات والمناسبات الدينية أمام الملايين، ولم تفتعل الحكومة وشخصياتها السياسية والإعلامية أزمة سياسية بسبب تصريح من حوزة أو مرجع من مراجعها وما أكثرها، وتجاهلت كل الفتاوى والخطب والاتهامات التي صدرت من تلك الجهات أو الشخصيات ولم توجه سهامها إلى المؤسسة العراقية أو الإيرانية الرسميتين، بحجة أن كل إنسان يمثل نفسه دونما تعميم، مثلما يمثل الشيخ العريفي نفسه. والسيد المالكي في هذا الموقع كان يجب عليه أن يتحلى بعقلانية تحتوي مثل هذه الأزمة… مثلما تحتوي الحكومة السعودية كثيراً من الأزمات الطائفية وتتجاهل تجاهل العارف كل ما يصدر في وسائل الإعلام العراقية والإيرانية من سب وشتم وتشكيك وتكفير وتدخل في الشؤون الداخلية وتخريب لمواسم الحج والعمرة سعياً لوحدة الصف الإسلامي وإيماناً بالمسؤولية أمام الشعوب.

وفي الختام نقول للجميع إن المؤسسة الدينية السعودية الرسمية حينما تحدث بعض المشايخ عن المذهب الشيعي ونال من أصوله وبدعه عبر الوسائل الرسمية وفوق منابر رسمية تمت محاسبتهم وعزلهم، إيماناً من هذه المؤسسة بضرورة أن يكون الخطاب الإسلامي غير عنصري ولا طائفي ولا قبلي، ولم تسمح الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام للكتاب والمثقفين أن ينالوا من الآخرين في وسائلها الإعلامية الرسمية. وكنت أتمنى من المالكي ومجلس النواب العراقي ألا يركز على الشيعة ويتجاهل أهل السنة وألا يتكلم بلسان أحدهما على حساب حقوق الآخر. وكنت أتمنى قبل أن يتهموا المؤسسة الدينية الرسمية أن يتذكروا ولا ينسوا إبعاد الشيخ عادل الكلباني عن إمامة الحرم المكي والشيخ الحذيفي عن إمامة الحرم المدني فعاد الأخير بعد سنوات عجاف ولم يعد الأول حتى هذه اللحظة… وهما من أحب المشايخ للدولة والمؤسسة الدينية التي تثق بهما ديانة وعقيدة وولاء بسبب تناولهما المذهب الشيعي بما لا يليق على منبر رسمي… هذه المؤسسة السعودية الرسمية التي تمثل العقلانية والحكمة واحترام الذات قبل احترام الآخرين يا مالكي ويا مجلس النواب ويا حزب الله..[/COLOR] "


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com