سَامحوني.. سامحني يا رب!


سَامحوني.. سامحني يا رب!



اخبارية عرعر-متابعات-إبراهيم العنزي :قال الضَمِير المُتَكَلِّم: وزارة التعليم العالي تشترط لدخول جامعاتها، أو الالتحاق ببرامج الابتعاث (اختبارات القدرات أو القياس)، والسبب -كما يقولون- تحديد مستوى الطالب بصورة دقيقة، (ولاسيما مع تجاوزات قد تحصل في ثانويات القرى، أو المدارس الخاصة)، وكذا معرفة اتجاه الطالب وميوله، وبالتالي الحَدّ من تسرّب الطلاب ورسوبهم في الجامعات.
وقلنا: ماشي (الله يعين الطلاب، ويعين أولياء أمورهم على دفع المئات)، ولكن اختبار (الكِفَايات) لمَن يرغبون الالتحاق بمهنة التعليم، فهذا عَجيبٌ وغَريبٌ، ومُريبٌ، فهؤلاء تخرّجوا في جامعات سعودية، أو معترف بها، وحصلوا على دبلومات تربوية متخصصة مقبولة، فما الحاجة لوضع عقبة جديدة في طريقهم؟! وما المبرر لذلك؟!
ما أعتقده -والله أعلم بالسرائر- أن المسألة تصفية حِسابات، فوزارة التربية والتعليم أَقَرّت اختبار الكفايات للمعلّمين عقابًا لوزارة التعليم العالي؛ لأنها لا تثق بشهادات ومخرّجات الثانوية، باشتراطها اختبار القدرات والاختبار التحصيلي للدخول في الجامعات، والضحية (مواطن غلبان)!
نعود لاختبار الكفايات، فهو موجّه لعاطلين مساكين يبحثون عن وظائف التدريس، فمن أين لهم مئتا ريال يدفعونها رسومًا للالتحاق به؟ مَن فَرض الاختبار يتحمّل مصاريفه! وهل الدولة بعطائها، وميزانيتها العامرة -ولله الحمد- عاجزة عن التكفّل بتلك المصاريف، والأهم مكافآت العاملين عليه؟!
وهنا أكشف لكم سِرًّا، فقد كتبتُ كثيرًا منتقدًا اختباري القياس والكفايات، وأنا أعمل معهم، وأنعم بمكافأتهم، ولكن ماذا أفعل؟ إنّها النفس الطمّاعة الأمّارة بالسوء! فأدعو الله تعالى أن يتوب عليَّ، وأن يسامحني، وأنتم يا طلاب، ويا معلمون سامحوني، وأرجوكم الدعاء بأن يقرأ مسؤولو (مركز قياس) هذا المقال فيطردوني، (وهذا بعيد لأن المسؤولين عندنا لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يطبّقون)، أو أن أتغلب على نفسي، وأتوب من هذا الإثم!! قولوا: يارب!! ألقاكم والضمائر متكلّمة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com