عرعر – خاص
انتقد عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في الحدود الشمالية عايد بن مبارك العنزي من سماهم ملتزمين متزمتين ومقتنعين بآرائهم فقط، واصفاً إياهم بأنهم جزء من منظومة مبرمجة بأحكام يصعب مجاراتها. وقال: "الملاحظة الهامة التي يجب التنبه لها أن هؤلاء يعيشون فريسة لتراث مليء بمغالطات لا تمت للدين الإسلامي بصلة، وهذا سبب التناقض الواضح بشخصياتهم".
ودلل على ما يقول بما ذكر انه قصة واقعية حدثت أمامه، موضحاً: "عند وفاة احد العلماء المسلمين قريبا وإذاعة الخبر ترحم بعض الإخوة على الشيخ، ففوجئنا بصوت مرتفع من أحد الحضور بكل جرأة وثقة يقول لا تجوز الرحمة عليه، مبادراً بذكر بعض فتاوى الشيخ وآرائه التي يراها – من وجهة نظره – خاطئة، ويعتقد اعتقادا غير قابل للنقاش بأن هذا هو الرأي الصحيح".
ويتساءل العنزي: "لماذا أمثال هؤلاء يثقون لهذه الدرجة من صحة رأيهم؟ ولماذا سرعة حسمهم للموضوع؟ باختصار هؤلاء لم يستخدموا أو يحكموا عقلهم بتاتا وإنما استقوا واستمدوا رأيهم من ثوابت ومسلمات غير قابلة للنقاش يعتقدون أنها دينية ومنزلة بكتاب الله وسنة رسوله، فهي محسومة سلفا بحسب معارف البيئة التي تلقوا منها ثقافتهم، فهل في هذه الحالة نوقع اللوم علي هذا الشاب المبرمج والمأدلج منذ الصغر علي ثقافة معينة رسخت في ذهنه ووجدانه… فما ذنبه عندما يرى الأمور بهذه الصورة".
ودعا أمثال هؤلاء إلى التدبر والتفكير قبل تبني مثل هكذا أحكام، قائلاً: "يرى احد هؤلاء حرمة العمل بالبنوك مع أنه شخصيا يودع نقوده في بنك، وبل وقد احتاج إلى البنك ذات مرة للاقتراض وكذلك يرفض قطعيا الاختلاط بالعمل والحياة العامة حتى مع الاشتراطات التي أوردها الفقهاء مع أن المسكين يشاهد يومياً اختلاط النساء بالرجال بالأسواق والمستشفيات والأماكن العامة ولم يلحظ أي أمر يدعوه للريبة".