تصريحات المسؤولين بين حب الكراسي وحقائق المآسي


تصريحات المسؤولين بين حب الكراسي وحقائق المآسي



تصريحات المسؤولين بين حب الكراسي وحقائق المآسي

تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن ( الاعتراف بالخطأ فضيلة ) ، ولكن ما نراه في واقعنا مختلف كلياً عما تعلمناه ، ولا أدل على ذلك من التصريحات التي يظهر علينا بها بعض مسؤولي وزاراتنا حين تطفو أزمة ما على السطح ، فسرعان ما تنهال التطمينات والكلام الذي ظاهره رحمه ولكن باطنه بخلاف ذلك . لا أدري ما هي التربية التي تجعل المسؤول في الغرب لا يجد غضاضة في أن يقدم استقالته عند حصول خطأ ما في وزارته ، فيا ترى هل هي تربية أسرية تلك التي تجعله يضحي بمنصبه أم هي تربية مجتمعية صنعت منه ( إنساناً مسؤولاً ) يحترم الآخرين ويسعى لمصلحتهم ، أم هي الرقابة القانونية التي جعلت الجميع يتساوون أمام القانون ؟
ما أكثر المصائب التي تحل في وزاراتنا ، وربما يضيع بسببها أنفس أو مستقبل كثير من شباب البلد ، ثم تجد ـ وبكل برود ـ المسؤول يتبجح بإنجازاته وإنجازات وزارته بينما الواقع يجاهر بخلاف تصريحات معاليه. وبسبب هذه السادية لدى كثير من وزرائنا أصبحنا نشاهد مظاهر ما كنا نراها قبل ذلك ، مثل : التجمهر والتظاهر ـ كما حصل عدة مرات أمام وزارة التربية والتعليم ـ ، وربما اتخذ التجمهر أسلوباً عصريا وليداً ألا وهو إنشاء مواقع انترنت خاصة تعالج مشكلة ما أصم عنها المسؤول أذنيه ـ كما في الموقع الذي أنشأه بعض الشباب لنشر جرائم العمالة البنقالية ـ ، كما أخذ هذا التجمهر أسلوبا آخر ؛ ألا وهو سيل التعليقات التي نقرؤها بعد نشر خبر ما يخص وزارة من الوزارات في بعض المواقع التي تتيح مجال التعليق على الخبر .
من آخر التصريحات التي قرأناها : تصريح نائب محافظ مؤسسة النقد الذي أطل علينا عبر وسائل الإعلام والذي قلل فيه من تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي أو على المؤسسات المالية السعودية ، مع أن نذر التأثر بدأت تلوح في الأفق ، وأسأل الله أن يكون كلامه صحيحاً ، وإلا فإن النتائج ستكون كارثية إن ظهر أن هذه التطمينات مجرد مخدر مؤقت !
المشكلة أن مخرجات تصريحات مسؤولينا أصبحت سيئة على نفسية المواطن ، بل أصبحت مجالاً خصباً للتندر وإطلاق النكات ، وأصبح البعض يتوقع عكس ما يأتي به التصريح !!
متى يأتي الوقت الذي نرى فيه الوزير لا يتردد في تقديم استقالته إن رأى أنه غير قادر على إصلاح وزارته ؟ متى يأتي الوقت الذي تتربى فيه النفوس على أن المسؤولية تكليف لا تشريف ؟ !!


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com