حصص «تنمية المواهب» مهدرة بسبب تواضع الإمكانات في المدارس!


حصص «تنمية المواهب» مهدرة بسبب تواضع الإمكانات في المدارس!



إخبارية عرعر"طريف" تحقيق – فهد الدغماني:
تولي كثير من المدارس عناية خاصة بميول الطلاب وهواياتهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم بمزاولة الأعمال الميدانية والفنية، بعيداً عن أسلوب التلقين الممل، ويتمثل ذلك في دعم الطالب في مشاركة الأندية العلمية المدرسية، أو الانضمام لجماعة الخطابة أو الإذاعة المدرسية، ومتابعة قدراته في الحصص الرسمية، مثل: التعبير، والتربية البدنية، والتربية الفنية..

وعلى الرغم من أن هذا التوجه سائد في كثير من المدارس، إلاّ ان كثيرا من الطلاب لا يزالون يعانون من بيئة مدرسية تفتقد إلى تنمية مواهبهم وصقل قدراتهم، فعلى سبيل المثال مادة التعبير من أهم المواد التي تسبغ على الطالب صبغة الانطلاق وعرض أفكاره على غيره، فلا عجب أن تجد الطالب في كثير دول العالم محاورا جيدا، كما أنه لا يخجل ويخفض رأسه عندما يسأل عن اسمه؟ فضلاً عما لو تلاحقت عليه الأسئلة وتنوعت!! ولك أن تقيس كيف يعيش طلابنا؟ ويكفي أن تسود فكرة خاطئة عن استهجان أو على الأقل استغراب أن يرسب طالب في مادة التعبير، فيعد ذلك خروجاً عن النسق السائد، ويأتي سؤال حانق: كيف يرسب طالب في هذا المقرر؟، ومن هنا يتبين لنا أن هذه المادة مهدرة القيمة، وأنها طريق عبور سريع، بغض النظر عن قدرة الطالب وأدائه!.

أما في حصص التربية البدنية فلا يوجد غير كرة تزجر بالهواء عشرات المرات، لأنها أيضاً من النوع الرديء، وغالباً ما يكون قد وفرها المعلم على حسابه الخاص، لأن حصتها تعد في نظر المدرس والطالب مجرد خروج من الصف، وقد يطول حلمهما بانتظار تبدل حال الملعب الرديء أيضاً!

ملاعب رياضية غير مهيأة

ويقول أحد أولياء الأمور إن ابنه يدرس في مدرسة عبدالرحمن بن عوف الابتدائية في محافظة طريف ولم يشفع العمر الزمني لهذه المدرسة أن تتطور فلا زال الملعب مكشوفاً، وأجزاء كثيرة منه تالفة، ولا تمارس أي أنشطة رياضية غير لعب ما يشبه كرة القدم، علماً بأنني درست في هذه المدرسة، ومازال الوضع ينتظر لفتة، نحن بأمس الحاجة لها، حتى يستطيع أبناؤنا ممارسة حصة تربية رياضية حقيقية بعيداً عن المؤثرات الجوية والمناخية التي لا تمر بأي حال من الأحول على إدارة التربية والتعليم بالمنطقة بالمحافظة، مضيفاً أن هذه حال معظم مدارس المحافظة الحكومية، والتي مر على إنشائها عشرات السنين دون صالات رياضية! فكيف هو حال المباني المستأجرة، والتي لا يزيد طول ملعبها عن عشرة أمتار أحياناً.

قتل المواهب والإبداع!

ويضيف الطالب "مشعل فارس" لقد درست الابتدائية والمتوسطة والآن الثانوية بمدرسة تحفيظ القرآن، وكنت أميل بشكل كبير إلى موهبة الرسم، رغم أني لم أعرف تلك المهارة داخل أروقة غرف التربية الفنية، لأنها أبعد ما تكون عن ذلك، وبخاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وكان عندي طموح بأن يكون الوضع أفضل في المرحلة الثانوية، ولكن كانت الطامة الكبرى عندما استلمت الجدول في المرحلة الثانوية، ولم تكن حصة التربية الفنية إحدى تلك الحصص فطلبت من والدي نقلي من هذه المدرسة إلى أخرى يوجد بها حصص تربية فنية، فكان الجواب على لسان أحد المعلمين: أنه لا توجد ثانوية داخل المملكة تعطي هذه المادة، وكأنه يقول: ادفن مواهبك الفنية عند باب المرحلة المتوسطة! مما حدا بوالدي أن يخصص غرفة داخل المنزل كمرسم خاص بي، وأتى بجميع ما أحتاج من ألوان وفرش وأدوات أخرى تساعدني، والآن وبعد مرور سنتين تقريباً أصبحت مهاراتي متطورة بفضل دعم والدي، ولابد للجميع أن يعرف أن مادة التربية الفنية تمكن من إيجاد إنسان واعٍ يقدر ويتذوق جمال الطبيعة والأشياء من حوله ليرتقي بالتعبير عن ذاته، فيساعد في عملية الاتصال بينه وبين الثقافات الأخرى، لاسيما ونحن نعيش عصر الثورة التكنولوجية.

حلقة مفرغة

ويرى ولي أمر الطالب أنه من الظلم أن يفقد أبناؤنا مواهبهم المحببة إليهم والتي تساعدهم في شغل أوقات فراغهم، موضحاً أنه حاول الحديث مع المشرف التربوي لمادة التربية الفنية بالمحافظة والتي يزيد عدد مدارسها عن "25 مدرسة" ولكن ذهلت أنه لا يوجد مشرف تربوي لهذه المادة، عندها عرفت أني أدور في حلقة مفرغة.

ويشير الأستاذ "مسعود عطا الله" مدرس تربية فنية إلى أن مجالات التربية الفنية كثيرة، ومنها: تربية الذوق الفني والحس الجمالي، ولا يمكن حصرها في مجال واحد، لذلك علينا بعث جيل مثقف يستمد من شريعتنا الإسلامية مبادئه، وللفنية دورها في خدمة المجتمع، لذلك يدرس الطالب هذه المادة من ضمن المواد في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ويفتقدها في المرحلة الثانوية، وأرى على الأقل وضع برامج لها في هذه المرحلة المهمة لتنشئة الطالب على حب الفن والجمال.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com