تغريبة أبناء الشمال بين إهمال وزارة الصحة وجشع مستشفيات الأردن


تغريبة أبناء الشمال بين إهمال وزارة الصحة وجشع مستشفيات الأردن



إن مما لا يختلف فيه اثنان ، [COLOR=red]أن خادم الحرمين الشريفين يسعى جاهداً لتحقيق الرفاهية لأبناء شعبه[/COLOR] ،[COLOR=blue] ولا أدل على ذلك من الأموال الطائلة والميزانية الكبيرة التي تخصص لمشاريع كثيرة ومهمة تصب كلها في صالح أبناء وطنه وكل من دخل هذه الأرض المباركة . [/COLOR]

[COLOR=green]ومما لا تختلف فيه الكلمة وليس هو محلاً للشك أو التشكيك أن خادم الحرمين الشريفين[/COLOR] ـ حفظه الله ـ لا[COLOR=red] يفرق بين أبناء شعبه [/COLOR]، [COLOR=blue]فكلهم لديه سواسية وكلهم أبناؤه وإخوانه[/COLOR] ، وهذا ظاهر واضح في كل مناسبة حيث نجده يؤكد على هذا الأمر ويقرره ، وأفعاله حفظه الله خير شاهد على صدق كلماته وتوجهاته ، نسأل الله تعالى أن يطيل عمره على طاعته .
وقد نال منطقة الحدود الشمالية في عهده حفظه الله جانب من المشاريع التنموية التي تصب في مصلحة المواطن ، [COLOR=blue]إلا هناك جوانب كثيرة لا زالت بحاجة إلى دعم الحكومة[/COLOR] من حيث الإنشاء أو التطوير، [COLOR=red]ويأتي الجانب الصحي في المقام الأول الذي لا زال ينقصه الشيء الكثير[/COLOR] .

وقد [COLOR=darkblue]نصت المادة الحادية والثلاثون من النظام الأساسي للحكم على أن تُعنى الدولة بالصحة العامة وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن[/COLOR] ، ولكن المتأمل في واقع المشاريع التي تنفذها وزارة الصحة يجد تخبطاً في ترتيب الأولويات وفي توزيع الميزانية الضخمة التي تقدمها الدولة ـ أعزها الله ـ للوزارة بالتساوي وبما يحقق العدل بين المناطق ، بل لا نكون مجانبين للصواب حين نقول : إنه ينبغي أن تقدم المناطق التي لم تنل حظها من المشاريع الكبيرة في الجانب الصحي ، ويأتي على رأس هذه المشاريع : إقامة مدن طبية في كل منطقة من المناطق ، وعلى وجه الخصوص المناطق البعيدة عن العاصمة كمنطقة الحدود الشمالية ، حيث لا يتمكن المريض من أبناء منطقة الحدود الشمالية في كثير من الأحيان من الحصول على سرير في المستشفيات المتخصصة ، وإن حصل على ذلك ، بقيت أمامه عثرة الحصول على حجز مقعد في الطائرة يتوافق مع موعده في المستشفى المتخصص ، فوقع الشمالي بين ناري شح السرير وشح مقعد الطائرة !!
ولقد سرنا ما أعلنته وزارة الصحة عن عزمها إقامة مشاريع صحية في عدد من المناطق الشمالية ، وما رصدت لذلك من مبالغ كبيرة ستسهم بإذن الله في معالجة جوانب النقص المشاريع الصحية .

[COLOR=blue]وحين قرأت عنوان الخبر المنشور في جريدة الرياض ـ في عددها الصادر يوم الاثنين 11ـ محرم ـ 1431هـ ـ توقعت[/COLOR] أن يأتي على قائمة هذه المشاريع ، [COLOR=red]إنشاء مستشفى تخصصي في منطقة الحدود الشمالية [/COLOR]، خاصة مع علم الوزارة بشدة حاجة المنطقة لهذا المستشفى وعلمها بما يعانيه أبناء منطقة الحدود الشمالية من تكاليف العلاج الخارجية في الأردن وغيرها ، وقد أشار إلى هذا الخبر المنشور ، حيث جاء فيه : ( وتهدف الوزارة في تنفيذ هذه المشروعات في المناطق الشمالية إلى توفير الخدمة الصحية لكل المواطنين في مناطق إقامتهم دون تكبد عناء السفر للعلاج بالخارج والحفاظ على سلامتهم ) .

[COLOR=blue] إلا أنني بعد قراءة الخبر انقلب بصري حسيراً وبقيت متألماً[/COLOR] ، حيث لم أجد سوى دعم لتطوير مشاريع قائمة أو إنشاء مراكز رعاية صحية فقط ، في حين ذهبت المشاريع الكبرى كالمدن الطبية لمناطق أخرى ، لتستمر معاناة أهل الشمال ويتواصل ( [COLOR=green]الرحيل المر[/COLOR] ) إلى [COLOR=red]خارج الحدود [/COLOR].

ولو كان هناك مستشفيات متخصصة من القطاع الخاص لهان الخطب ولوجد الشمالي ملجأ يلجأ إليه عند الحاجة دون أن يتحمل أعباء ومشاق السفر خارج الوطن ، وقد وقف وزير الصحة بنفسه على معاناة أبناء الشمال سواء في زيارته للأردن أو في زيارته للحدود الشمالية ، ولكن إلى الآن لم نر من معاليه سوى المشاريع الصغيرة التي لا تحل المشكلة .
فيا معالي الوزير ويا مستشاري وزارة الصحة ، أين أنتم مما يريد تحقيقه خادم الحرمين الشريفين من تحقيق المساواة بين أبناء شعبه ، وأين أنتم من خطابه الذي ذكر فيه أن هناك مناطق لم تنل حظها من التنمية ، ولا شك ولا ريب أنه يأتي على رأس هذه المناطق منطقة الحدود الشمالية .

[COLOR=red]يا وزارة الصحة[/COLOR] : أين الحزام الصحي الذي كنتم تعتزمون تنفيذه ؟ أم هي مجرد تصريحات لنيل الحظوة لدى الكبار ؟

[COLOR=red]إلى متى يظل حزام المرض يحيط بخاصرة منطقة الحدود الشمالية[/COLOR] ..
[COLOR=blue]وإلى متى ستتواصل ( تغريبة أبناء الشمال ) لطلب العلاج[/COLOR] ؟
يا معالي وزير الصحة : إن أهم ما ينبغي على الوزارة تنفيذه في منطقة الحدود الشمالية هو إقامة مدينة طبية أو مستشفى تخصصي ، إن كانت وزارتكم تشعر حقاً بآمال وآلام أبناء المنطقة ، أما بقية مشاريعكم فإنها ستظل عاجزة عن تحقيق الأمن الصحي للمنطقة ورفع المعاناة ، وستظل مهدئاً ومسكناً يهدئ الألم لكنه لا يزيل أساس المشكلة . وإذا أراد معاليكم أن يعرف معدى المعاناة الكبيرة لأهل الشمال فلتتكرم وزارتكم بعمل إحصائية للأموال التي ينفقها أهل الشمال في مستشفيات الأردن فقط ، وقد قرأت في إحدى الصحف أنها تقترب من المليار ريال !

إن مما يفخر به أبناء منطقة الحدود الشمالية أن هذه المنطقة الأصيلة بأصالة أهلها وشرف دولتها لم تحصل بها عمليات إرهابية ولم يأت من جهتها أي ( إزعاج أمني ) ، وهو دليل واضح على شدة الولاء الذي يكنه أبناء منطقة الحدود الشمالية لدولتهم ولقيادتهم الرشيدة المباركة ، فهل تستكثر وزارة الصحة على أبناء هذه المنطقة مدينة طبية أو مستشفى متخصصاً يريحهم من عناء السفر ويخفف من معاناتهم المادية ، حيث أرهقتهم الديون وأثقلت كاهلهم الهموم ، فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل .

[COLOR=blue]بقلم الشيخ : سعود بن ملوح العنزي[/COLOR]
[COLOR=darkred]عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
وامام جامع الربيش[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com