ناقد .. شبيه – الملح.. !!


ناقد .. شبيه – الملح.. !!



اتذكر ايام المراهقة ذلك المجلس الذي يجتمع فيه كبار السن بالحارة عصراً امام منزل احد الاصدقاء يتبادلون الاحاديث والقصص القديمة والحديثة ويرتشفون القهوة والشاي كنت اكرهه ، رغم مافي بعض احاديثهم عن الماضي من جمال ومتعه !! وسبب كرهي لذلك يعود لشيئين :

[U][COLOR=red]الاول[/COLOR] [/U]: انه في الغالب يقوم والد صديقي بحجز ابنه عنده ليقوم بدور القهوجي ويضيّف الحاضرين ، وخاصة ان صديقي يعتبر من العناصر المهمة في فريق الحارة ، كيف لا وهو هداف الفريق !

[U][COLOR=red]والثاني[/COLOR][/U] : هو ان أي شخص (وخاصة الشباب) عندما يخطيء امامهم ولو من غير قصد او يتصرف بطريقة لاتعجبهم سواءً بقيادة السيارة او في كلامه او تصرفاته يصبح حينها من (المغضوب عليهم) ردحاً من الزمن !

هذا المجلس اختفى في اغلب المدن حالياً واستبدل بالاستراحات المغلقة ولم يقتصر على كبار السن فقط بل شمل الشباب وربما النساء وتغيرت فيه الاحاديث والقصص القديمة ولكن شيء واحد فقط لم يتغيّر وهو النقد الجارح للآخرين !

وهذا النقد في الغالب لايكون على اسس سليمة او معقولة بل انه يتبع الهوى والتوجهات الخاصة حتى زاد عدد المحبطين والمثبطين لأي عمل !

بل ان بعض النقاد منهم تفوّق على (الملح) في سرعة وزيادة الضغط ، حيث اتذكر موقف لأحد الزملاء حديثي الزواج عندما انهكه البحث عن شقة تجمعه بزوجته وهو يتحدث عن صعوبة وجود شقة تناسبه وانه امضى ايام عدة في البحث وخلال حديثه اطلق احدهم نقده المسموم وهو متكىء على (المركى) قائلاً : الشقق ماليه البلد ، بس انت ماتشوف ! ،

ورد عليه زميلنا بذكاء قائلاً : على يدك يالغالي وتكسب فيني خير ان شاء الله ! ، حينها تهرّب ناقد المركى (كما احببت ان اسميه هو وامثاله !) وقال : دور زين وراح تلقى !!

وكلام هذا الناقد بشكل عام صحيح ولكنه مبني على البرود وعدم التفاعل الجاد والصادق مع معاناة الزميل فهو صادق بوجود الشقق ولكنه بنى نقده على هواه ولم يبني نقده على ماهية الشقة ومناسبتها لزميلنا من حيث الآجار او المكان او محتوياتها من غرف وغيره ، فمثل هذا الناقد يوجد الكثير حولنا ليس في الاستراحات فقط بل في العمل والمناسبات وحتى المنازل ممن ليس لديهم لاحلول ولا مساعدة ولا حتى تفاعل صادق بل مجرد الكلام واطلاق سهامهم المسمومة والمحبّطة دون تفكير او عقلانية بل لمجرد الحديث فقط والتقليل من جهود الآخرين !

اما في محيط العمل فتجدهم يحاولون ان يتقربوا من رؤسائهم ويقوموا بالتقليل من أي عمل يقوم به الآخرين مهما كان حجمه لانهم لايستطيعوا ان يعملوا مثل ذلك بل يهمهم ان لايتفوق احد عليهم ، فهم فاقدي التفكير والعطاء ولايملكون إلا ألسنه سامة !

وفي المناسبات تجدهم لا يتركوا أي شيء الا وقاموا بنقده والتقليل منه حتى لو كان شكل فنجان القهوة الذي يقدم لهم !!

وقس على ذلك في كثير من الأمور والاماكن التي يتكاثرون فيها !!

فنقد (المركى) شر .. ابتلي فيه اشخاص عدة لايملكون اساسيات الحوار والتوجية والنقد ولاحتى الرأي الصادق ولكن فقط هو يريدون ان يتحدثوا وهم متكئين على (المراكي) ويتمتعون بنسمات الهواء العليل دون أي تقدير لمشاعر وتوجهات الآخر ولو طَلب منهم المساعدة في شيء فهم آخر من يقوم بذلك هذا لو قاموا !!؟

فليتهم سكتوا وكفوا الناس شرور ألسنتهم المسمومة ! ،

[COLOR=orange][U]والسؤال هنا[/U] [/COLOR]: هل يوجد حل او علاج لمثل هؤلاء الذين بُلينا بهم ؟! ، حتى لو كان علاج يخفف او يقلل منهم او من ألسنتهم لأننا على يقين انهم لن يختفوا !!

[COLOR=darkred]ياسر بن خالد
كاتب و إعلامي [/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com