زواج الصائمين في العراق يثير سجالا


زواج الصائمين في العراق يثير سجالا



اخبارية عرعر(متابعات):
أنعش الوضع الأمني المستقر نسبيا في تكريت، 175 كم شمال بغداد، مظاهر حياة تراجعت في السنوات الأربع الماضية. ففي فترة ما بعد الفطور يبدأ الصائمون زيارات إلى أقاربهم وأصدقائهم، يتجولون في الأسواق قبل زحمة عيد الفطر القريب، ويمارسون العابهم الرمضانية الشهيرة. غير أن اللافت هذه الأيام هو أن بعض المواطنين يلجأون إلى الزواج في شهر الصوم، الأمر الذي أثار سجالا بين أوساط شعبية ودينية.

وتقول أم ضاري، 42 سنة من أهالي قضاء بيجي، شمال محافظة صلاح الدين، إن "إقامة حفلات الزواج ومراسيمها في شهر رمضان المبارك هي من الأمور الدارجة في منطقتنا منذ القدم، وليس هناك أي مانع من إقامة الزواج في هذا الشهر، فربما ينظر البعض إلى كون الصيام قد يكون متعبا للزوجين، ومن ثم يقلل من فرص التمتع بأحلى أيام عمرهما في شهر العسل".

مساحة للتعاون والحب

وتضيف أم ضاري في حديث لـ"نيوزماتيك" "أنا أفضل أن تكون حفلات الأعراس في شهر رمضان مقتصرة على الأهل فقط، خاصة لذوي الدخل المحدود لأن مصاريفها قليله ولا تكلف العريس إلا مبلغا بسيطا".

وترى إسراء هاشم، 30 سنة، أن "الروح الرمضانية من الأمورِ التي توحد المشاعر، وتخلق جوا من الود بين الزوج وزوجته، وتفتح مساحات للتعاون وإشعار كل منهما بأنه يعوضه عن أهله الذي اعتاد أن يتناول وجبة الفطور معهم سنويا".

أما نائب رئيس هيئة علماء المسلمين في تكريت الشيخ يحيى العطاوي فيقول في حديث لـ"نيوزماتيك" انه "لا يوجد تعارض بين الصيام والزواج. أما بالنسبة للحكم الشرعي للزواج في شهر رمضان فليس هناك ما يمنع ذلك. وبخصوص الإجهاد الناتج عن الصيام فهذا أمر طبيعي، مع الحرص على الابتعاد عن كل ما يثير في نهار رمضان حتى لا يبطل الصيام".

شرط ألا تهمل الزوجة نفسها

وتلفت أم محمد، 45 سنة من أهالي مدينة تكريت الى أن "شهر رمضان هو شهر الصوم والعبادة، وما يحدث في حفلات الأعراس من غناء ودبكات يتعارض مع التزام الشخص بأحكام الشهر، إضافة إلى إغلاق أكثر صالونات الأعراس، لذلك أكثر الناس لا يقيمون حفلات الأعراس في هذا الشهر الفضيل تجنبا لتلك المشاكل".

من جانبها تحذر الناشطة في مجال مؤسسات المجتمع المدني نازلين محمد من "مشكلات تواجه المتزوجين إذا ما اقترنوا في شهر رمضان"، موضحة أن "هناك بعض المشكلات التي أحذر منها الزوجات اللائي يتزوجن في رمضان، وهي إهمال الزوجة لنفسها ومظهرها في هذا الشهر على اعتبار أنه شهر الصيام، فيما يجب أن تهتم كل زوجة بنفسها قدر الإمكان وتظهر بشكل لائق ومقبول وجميل كأن تضع قبل الإفطار مثلا بعض الرتوش التجميلية البسيطة على وجهها وبالتالي تشعر هي بالرضا عن نفسها كما يشعر الزوج بالرضا عن زوجته".

وتضيف نازلين محمد أن "على كل طرف أن يحاول إشباع الآخر عاطفيا وحسيا ومعنويا، وهذا هو الأهم، وان يتجنبا كل ما يثير النزاع بينهما أو يجعلهما لا يشعران بالرضا عن بعضهما البعض، وأن يبدأ كل طرف خلال هذا الشهر في التعامل مع الآخر كصديق مقرب وحنون"


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com