لا تحلم إن كنت في رفحاء


لا تحلم إن كنت في رفحاء



أن يفقد أحدهم الثقة بقريب له.. فهذا يحدث.. وما عليه إلا الصبر.. ولن يفقد الصلة به طمعاً بالرحمة والمغفرة..

وإن يفقد أحدهم الثقة بزميل له في العمل.. فهذا يحدث.. وما عليه إلا الانتظار.. ولن يفقد الأمل بانتقال عمل احدهما بعيداً عن الآخر.

وإن يفقد أحدهم الثقة بمشغل هاتفه.. فهذا أيضاً يحدث.. ولديه أكثر من خيار.. للاختيار بين شركات الاتصالات الثلاث..

أما أن تأتي به الأقدار للعيش في رفحاء الغنية بطيب أهلها.. فحتماً سيكون بلا خيارات.. لأنه حينها ستتلاشى لديه الثقة بأهم الخدمات.. وسيحاصر الشك إنسانيته من كل الجهات.. فإن حَََلم بالفرار.. عبر ناقلها الجوي التجاري والحصري.. بقوة الفرض لا الاختيار.. فلن يكون في مأمن على قيمة تذكرته إن تبدل لديه القرار.. ولن تجدي معها كل الفصول في تلطيف أجواء المسار.. ولن تتناسب كل المناسبات مع جدول المشوار..

وإن طار به خياله عبثاً.. لمقولةًٍ قد سمعها.. القطار يفك الحصار.. فالقطار قد طار.. لنقل خيرات الشمال.. من غرب عرعر حمل وشال.. ولحفر الباطن شرقاً المآل.. وهو ينوء بالأحمال الثقال..

وان هالته الصدمة وفتح فاهـ.. وخارت قواه لترتطم بـعدها فكاهـ.. ويخور لسانه بين صدقاهـ.. فلن تقوم له بعدها قائمة.. لأن مصيره سيقع حين ذاك.. تحت مشرط من لا يملك قواعد الرعاية..

لتعود به الرواية سطراً جديد لواقعٍ قديم.. يكتب كثيراً ولا يسمع.. هنا تتحرك وشائج الرحمة.. ويحتضنه قريبه.. ذاك الذي قد فًقد به الثقة.. ولكنه وصله ولم يقطعه.. يحمل عنه مشقة السؤال.. وبصوتٍ مبحوح يتفحص الوجوه.. يكرر السؤال.. تعرف أحد يعرف أحد للاتصال بالوزير لحجز السرير.. وقبل تلقيه الجواب.. يكرر السؤال.. تعرف أحد يعرف أحد لاستدعاء طائرة الإخلاء..

وفي خضم المعمعة.. وإذ بيده على رأسه تتحسس الألم وشيئا أخر.. يلتقط أنفاسه يفتح عينيه عبثاً.. يقع نظره على زجاجة عطر يعرفها جيداً ويحفظ مكانها.. تلحقها يد الطفل.. إنه ابنه الشقي.. أنقذه من (حلمه الغبي).. يضم بطله الصبي.. إنه في عقر داره.. يلهث لسانه, بذكر القوي..

يستجمع قواه, يتطاول لحمل كتابٍ قد قرأه, فيه قول حكيم:” ليس أحد أبعد من الخير من أثنين منزلتهما واحدة, وعللهما مختلفة.. أحدهما من لا يثق بأحد.. والثاني من لا يثق به أحد.”

طالب فداع الشريم


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com