فضيلة مدير الشؤون الإسلامية : الشيخ عواد سبتي يوجه كلمه عن شهر رمضان المبارك عبر اخبارية عرعر


فضيلة مدير الشؤون الإسلامية : الشيخ عواد سبتي يوجه كلمه عن شهر رمضان المبارك عبر اخبارية عرعر



اخبارية عرعر – خالد الزبيني :

وجه فضيلة مدير عام الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عواد سبتي عبر " اخبارية عرعر " كلمة بعنوان ( رسالة رمضان ) يذكر فيها فضيلته بالمعاني السامية والمقاصد الشريفة لشهر الخير والغفران .

[COLOR=blue]رسالة رمضان[/COLOR] :
لقد جاء رمضان برسالة عظيمة من لم يفهما لن يتلذذ بحلاوة رمضان ولن يدرك معانيه السامية ومقاصده الشريفة مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل نذر أن يقوم ولايقعد ولايستظل ولايتكلم فقال إن الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه ولما دخل ووجد حبلاً معلقاً في المسجد تتمسك به إحدى نسائه من طول القيام قال حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا تعب فليرقد والصيام لم يأت لتعذيب النفوس بل لتهذيبها فليس المقصود الجوع والعطش بل المقصود أعظم ـ أسمع أسمعك الله الخيرـ كلام الإمام بن القيم وهويبين لك حقيقة الصوم " المقصود مِن الصيام حبس النفسِ عن الشهواتِ، وفِطامَها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعِدَّ لطلب ما فيه غايةُ سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتُها الأبدية، ويكسِر الجوعُ والظمأ مِن حِدَّتِها وسَوْرتِها، ويُذكِّرها بحال الأكبادِ الجائعةِ من المساكين، وتضيق مجارى الشيطانِ من العبد بتضييق مجارى الطعام والشراب، وتُحبس قُوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرُّها فى معاشها ومعادها، ويُسكِّنُ كُلَّ عضوٍ منها وكُلَّ قوةٍ عن جماحه، وتُلجَمُ بلجامه، فهو لجامُ المتقين، وجُنَّةُ المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين مِن بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعلُ شيئاً، وإنما يتركُ شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجل معبوده، فهو تركُ محبوبات النفس وتلذُّذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، وهو سِرٌّ بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليهِ سواه، والعبادُ قد يَطَّلِعُونَ منه على تركِ المفطرات الظاهرة، وأما كونُه تركَ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجل معبوده، فهو أمرٌ لا يَطَّلِعُ عليه بَشرٌ، وذلك حقيقةُ الصوم. "

وبعد هذا لنتسائل هل فهمنا حقيقة الصيام هل اهتزت القلوب فرحاً بمقدم رمضان هل قدمنا التوبة والإنابة بين يديه هل أكرمنا وفادته بالعزم على تحقيق العبادة لله والمحافظة على الصلوات الخمس وبرالوالدين وصلة الرحم وإحسان الجوار وحسن الخلق مع المسلمين والقيام بحقوق غيرهم هل راجعنا القلوب لتطهيرها من الغل والحقد والحسد والبغضاء وسوء الظن هل نحن على استعداد للنجاح في مدرسة رمضان ففي الحديث "رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له "هل تأملنا تلك الفضائل العظيمة المحفزة للنفوس حتى تستفيد من رمضان شهر الفضائل والخيرات فعن أَبي هريرة – رضي الله عنه – ، قَالَ : قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( قَالَ اللهُ – عز وجل – : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام ، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ . وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ . لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ

وفي رواية لمسلم : (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ . قَالَ الله تَعَالَى : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي . للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ))

– وعن سهل بن سعد – رضي الله عنه – ، عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ : (( إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ : الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أحدٌ غَيْرُهُمْ ، يقال : أيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

وعن أَبي هريرة – رضي الله عنه – ، عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

وعنه – رضي الله عنه – : أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ : (( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ ، فُتِحَتْ أبْوَاب الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ ، وَصفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ )) متفقٌ عَلَيْهِ.وختاماً لابد من تأمل تلك هذه الرسالة الرمضانية والمنحة الألهية وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )) رواه البخاري . فهذا بيان المقصود من الصيام أن تهذب النفوس بالطاعات وتجتنب الخطايا والسيئات ويقبل العبد على ربه فهي أيام معدودة سريعة الانقضاء فكيف يهديها المسلم لأرباب الشهوات والمفسدين في القنوات الذين يتبارون لسلب حقيقة الصيام وتأثيم الناس وصدهم عن الخير بكثرة المسلسلات والأفلام التي لاتجد صحيفة أوقناة إلى طفحت بالدعايات وكأن الوقت وقت لهو وغفلة وقد كان السلف يتركون تدريس الحديث ويتفرغون لقراءة القرآن فماذا يقول من ضيع رمضان خلف الشاشات ومتابعة الملهيات فأحسنوا إلى أنفسكم في شهركم وتقبلوا فضل ربكم واشكروه على نعمة الصيام بكثرة العمل والإحسان فإن الله لايضيع أجر المحسنين.وصلى الله وسلم وبارك على نبينامحمد وآله وصحبه أجمعين.

[COLOR=blue]كتبه عواد بن سبتي الـعنـزي
28/8/1431هـ[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com