يا وزاراتنا العزيزة.. اربطوا الأحزمة..!!


يا وزاراتنا العزيزة.. اربطوا الأحزمة..!!



[B][ALIGN=CENTER][COLOR=darkblue][SIZE=3][FONT=Simplified Arabic]

بدأت أزمة انفلونزا الطيور تدخل منعطفا خطرا، وتنتشر بضراوة في أكثر من مكان، وكان استقبال الناس لهذا المرض يقف على طرفي نقيض بين هلع مرضي غير مبرر، وبين تهاون يصل إلى حد الاستهتار بهذا المرض!! وبقيت وزارة الزراعة طرفا متفرجا- في أحايين كثيرة – ينتظر إعلان الحالة بعد إصابتها؛ ليقوم بدور حامل الكفن، بعد أن تقع الكارثة، خاصة إذا عرفنا أن هذه الوزارة لم تستطع أن تؤمن الأدوية الوقائية التي تساعد على حماية الأطباء البيطريين من اجتياح هذا المرض لهم إلا بعد مرور عدة أسابيع على انتشار هذه العدوى، كما جاء ذلك في حديث رئيس الجمعية الطبية البيطرية د. أحمد اللويمي الذي نلمح من تصريحه لجريدة الرياض في عددها(14423) أن الوزارة ممثلة في إداراتها المعنية وأطبائها البيطريين لم يعدوا العدة لمثل هذه الأزمات، وذلك ليس قصرا على هذه الوزارة، فذلك دأب كثير من وزاراتنا التي لا تربط أحزمة أمانها إلا بعد أن يكون عدد ضحايا هذا التهاون جزلا يليق بحركة سدنة هذه الوزارات!!. كل هذا حدث، ويحدث في الوقت الذي حرصت فيه حكومة هذه البلاد – منذ عهد موحدها الراحل، رحمه الله، ومرورا بأبنائه الكرام، وامتدادا إلى عصر الوالد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله – على أرواح شعبها حرصا لا يوازيه إلا حرصها على تراب هذه الأرض الغالية، وقد قدمت هذه الحكومة الرشيدة من أجل هذا، وذاك، جاهها وأموالها وثقلها في المحيطين المحلي والدولي، ولا يجهل ذلك إلا من يجهل إشراق الشمس في رابعة النهار.
ولاشك أن توصيات حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – يدركها البعيد والقريب معا، فهي تهدف إلى الحفاظ على أرواح مواطنيها، وتهيئة سبل الراحة لهؤلاء المواطنين، وقد رصدت لوزاراتها، من أجل ذلك، ميزانيات ضخمة جدا، خاصة إذا ما قورنت بميزانيات وزارات مماثلة في دول أخرى لم تحظ بعشر تلك الأرقام الكبرى، بينما تؤدى وزارات تلك الدول عملا مضنيا وشاقا إذا ما قارناه بصحوة (بعض) وزاراتنا المتأخرة، والتي لا يتوافق تخطيطها ولا عملها ولا إنتاجها مع حجم مصروفاتها الهائل!!

فعلى سبيل التوعية مثلا- وهي من أوليات وأولويات عمل هذه الوزارات- نجد أن وزارة كوزارة الزراعة – كمثال حي- لم تحرك ساكنا في كثير من مناطق بلادنا، تجاه التوعية بانفلونزا الطيور، ومن هذه المناطق التي حرمت التثقيف الصحي منطقة الحدود الشمالية، فلم نسمع أن محاضرة توعوية واحدة أقامها فرع الوزارة لتثقيف المواطن الشمالي صحيا؛ ليتعرف على أعراض هذا المرض، ويستطيع التفريق بين طائر مات مصابا بهذه الجائحة، وآخر مات موتا طبيعيا، وكذلك ليتعرف على طرق الوقاية والسلامة – بإذن الله -، ولعل من أطرف ما يذكر في هذا الصدد، أن أحد مواطني هذه المنطقة علم بموت أربع حمامات عند أحد أولاده، في الأسبوعين الماضيين؛ فاتجه إلى فرع الزراعة بالمنطقة، وفؤجئ بأن الفرع ليس لديه جهاز فحص وتشخيص، فعاد حائرا قلقا، وتلقى اقتراحات عابرة من غير المختصين؛ كان أطرفها يقترح أن يطلق سراح باقي الطيور تجنبا لهاجس الإصابة بمرض انفلونزا الطيور، فيما يؤكد المختصون عكس ذلك؛ فإطلاق سراح هذه الطيور يعتبر سببا رئيسا في نشر ونقل المرض، في حال كون هذه الطيور المطلقة حاملة لفيروس هذه العدوى، وهذا دليل على ما للتوعية من أثر فاعل في مثل هذه الجوائح!!

وهذه (الشنشة التي عرفناها من أخزم ) ووجدناها في الزراعة، نجد أيضا مثيلا لها في وزارة التجارة التي غالبا ما تتخذ في القضايا التي تعنيها، وحدها، دور المشاهد المحايد إلى أن تتفاقم المشكلة ثم تلبس ثياب النائحة الثكلى؛ فالتلاعب في الأسعار، وجرأة بعض التجار على المزايدة على حساب الشعب ومصلحة البلد دليل حي على أن هذه الوزارة غائبة عن المشهد الذي يموج به المسرح التجاري، ومما يؤكد سأزمة عدم دراية هذه الوزارة بما حولها، وبمن حولهاس تلك التصاريح الواهمة التي استفزت الناس؛ لأنها لم تدرس جيدا، أو بلغة أدق لأنها بعيدة عن الواقع!!

وفي هذه الأيام تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة قد يضيق بها بطان الوزارة المتسع؛ فالمنطقة الشمالية التي تعتبر من أكثر مناطق بلادنا اهتماما بالثروة الحيوانية، ومن أهمها في تربية الماشية، بدأت تعلن أن هذه الثروة مهددة بالخطر؛ فصاحب الماشية الشمالي الذي لا يملك غيرها – بعد أن عجز عن دفع قيمة الشعير الذي وصل كيسه 50ريالا، والبرسيم الذي بلغت ربطته 25ريالا- لجأ، مضطرا، إلى إشراك ماشيته- كحل أخير- في قوت أبنائه، حيث بدأ يعلفها، هذه الأيام، الدقيق (الطحين) لكونه أقل تكلفة من غيره، حتى هذه اللحظة، وهذا له تبعاته التي لم يحسب حسابها بعد!!

فهل تنتظر الوزارة إلى أن تحدث الأزمة وتتفاقم؛ فتبحث وقتها عن حلول، وحينذاك ستكون الحلول وقتية، وأكثر تكلفة؟ أم ستتدارك هذا الأمر عاجلا، وتبحث عن حلول بديلة تحفظ لهذه الثروة، وأهلها توازنهم؟ فالأمر يحتاج إلى دراسة وحلول سريعة؛ لأن من يزور مكان جلب الماشية في منطقة الحدود الشمالية – خلال هذه الفترة – يعرف أن تجار الماشية لا يشترون من جلاب هذه الماشية ما كان للاقتناء؛ لعجزهم عن علفه، بينما يشترون ما يصلح للذبح، وهذا دليل على أن استمرار هذه الحال يعني إنذارا مبكرا بانقراض الثروة الحيوانية في هذه المنطقة، خاصة إذا ما علمنا أن صاحب الماشية الذي بدأ يعلن عجزه يوشك أن يطلق أزمتها لتكون طعاما لذئاب البر، وجوارح الطير، أو لنهم الاستغلاليين وجشع بعض التجار!!

هناك فجوة واسعة بين المواطن وبين بعض وزاراتنا، وقد تصل إلى فقد الثقة، وهذا مؤشر سلبي، لأنه لا يبدو من السهل رتقها، خاصة عندما يشعر هذا المواطن أن الوزارة المعنية لا تشاركه هموم أزماته، وعلى النقيض فهناك ثقة مطلقة وتلاحم وتناغم شديد بين المواطن وولاة الأمر يصل إلى الاندماج الكلي، وهذا مؤشر إيجابي، لا نكاد نجد له مثيلا في عصرنا الحاضر، وهذان العاملان (فقد الثقة ببعض مسؤولي الوزارات والثقة المطلقة بولاة الأمر) جعلا المواطن، فيما صغر أو كبر من أمره، يستغيث بخادم الحرمين وولي عهده – يحفظهما الله – وهذا النداء الواثق المباشر الذي يجد أذنا صاغية غير مستغربة من مباشرة هذا النداء، دليل على انسجام رائع بين القيادة والمواطن لثقة المواطن بهذه القيادة، ولصدق القيادة مع نفسها وشعبها!!

وليت بعض وزاراتنا تتخذ ذلك نموذجا تحتذيه، فتسعد بحب المواطن، وتسعده بعطائها النابع من الأمانة التي حملتها، ومن ثقة ولاة الأمر فيها.[/FONT][/SIZE][/COLOR][/ALIGN][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com