دفاعا عن الحدود الشمالية


دفاعا عن الحدود الشمالية



[B][U][COLOR=red]بعد أن توالت هجمات التشكيك عليها
دفاعاً عن الحدود الشمالية[/COLOR][/U]

حرم الله الظلم وجعله بين عباده محرما ، وليس هناك أقسى من لحظات يشعر بها المرء بأنه مظلوم ، وتزداد مشاعر القسوة عندما يكون الظلم من قريب ؛ تشترك وإياه في روابط أخوة الدين والوطن :
[COLOR=darkred]وظلم ذوي القربى اشد مرارة *** على الفتى من وقع الحسام المهند [/COLOR]
ومنطقة الحدود الشمالية تعرضت على مدى حقبة زمنية طويلة لسيل من الظلم والتجنى ، ولسان حالها يردد مع المتنبي :
[COLOR=darkred]رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاءٍ من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
فعشت ولا أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن أبالي[/COLOR]

صفعات تلو صفعات ، وطعنات تتبعها طعنات ، وسهام تتبارى ، ونبال تتجارى ، وما تزيد أهل المنطقة إلا حلما إلا حلمهم ، وحكمة إلا حكمتهم .

[COLOR=blue]ولو كان سهما واحداً لاتقيته *** ولكنه سهم وثان وثالث[/COLOR]
صفعة بدأت بذلك الحكم الجائر الذي أطلقه أحد المسؤولين وهو أن الولاء يقل كلما اتجه شمالاً ، وأظن ان تبعات هذا الحكم مازالت المنطقة وأبناؤها يتجرعون مرارته ، وصفعة انتهت بذلك المسؤول العسكري الذي جرد أهل المنطقة ورجالاتها من الولاء والانتماء ، وما بين هاتين الصفعتين لم تسلم المنطقة من همز ولمز حتى ممن ينتسب إلى العلم والمشيخة ، الذين يعتبرون المنطقة قد غلت في جانب الولاء والانتماء ، متجردين من كل خلق قويم ، ودين عظيم فيا الله كيف عصفت الأهواء بالقوم !!
تناقض ما لنا إلا السكوت عليه لعل الله يحمينا من النار
من يسمع هذه الاتهامات يخيل إليه أن المنطقة وأبنائها متمردون على الدولة ، ثائرون على الحكام ، متجردون من كل دين ، تجهر منابرهم بالتهييج ، وتزخر مجالسهم بالتكفير ، بل ويخيل إليه من بهتهم أن المنطقة وراء كل عملية إرهابية ، بل ولربما افتتحت القاعدة فرعا لها في المنطقة وأن أبنائها يتدربون على السلاح, ويقومون بالتدمير والتفجير والاغتيال والتكفير, متجاهلين أن المنطقة ولله الحمد والمنة صفحاتها بيضاء نقية في مجال الإرهاب , فثراها طاهر من أي محاولة بائسة من محاولات الإرهابيين أنني لا أعني بذلك أن أبناءها وبناتها ملائكة لا يخطئون ومعصومون لا يزلون , بل فيهم من تأثر ولكنهم ولله الحمد قلة لا يذكرون , ولعلي أستشهد بأقوال علماء ربانيين يخافون الله ويتقونه زاروا المنطقة ورأوا بأم أعينهم ما عليه دعاة المنطقة وأبنائها من تقرير الدعوة السلفية المعتدلة التي تقرر الولاء لهذه البلاد ؛ولاء ديانة لا ولاء دنيا ومصلحة .

إن من نعمة الله عز وجل أن وفق هذه المنطقة بدعاة على المستوى الرسمي والشعبي من أهل التوسط والاعتدال نبذوا التطرف والإرهاب في دروسهم وخطبهم ، ووجدوا مع ذلك ديانة ومروءة وفطرا سليمة من عامة الناس؛ فلم يظهر جراء ذلك ثورية أو حزبية فكيف نرمى بعدم الولاء ، وماذا يقول أولئك وهم يشاهدون في مناطق أخرى المحاولات التخريبية ، والعمليات التفجيرية ، ومع ذلك توجه سهام النقد لمنطقة الحدود الشمالية ، ولا يفهم من هذا أن أوجه الاتهام لمناطق أخرى ، حاشا وكلا ، فخطأ أفراد لا يعمم على الجميع ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ولعل تهمة أخرى ترمى بها المنطقة ما بين الفينة والأخرى وهي تهمة العصبية القبلية فيها ، وإنني أتعجب ما هي مظاهرها في المنطقة ، إذا كنا ولله الحمد أبناء منطقة واحدة تزدحم مجالسنا بقبائل متعددة ، تآلفت نفوسهم ، وتصاهروا فيما بينهم ، فلا أدري عن أي تعصب يتحدثون ، وماذا نفعت القبلية أبناء المنطقة ، إن من يتحدث عن العصبية ألفت نظره إلى عصبية مقيتة وهي العصبية المناطقية والتي أثرت أكثر من تأثير العصبية القبلية ، ولا شك أن كلها مذمومة، ولكن هل استطاعت أن تؤثر القبلية مثلما أثرت المناطقية ،أي عصبية لدى أهل المنطقة ولقمتهم يشاركهم فيها غيرهم وما جامعة الحدود الشمالية عنا ببعيد ، ناهيك عن بعض الإدارات الحكومية الأخرى . إننا نرفض العصبية بجميع أنواعها ولكن نقول ذلك دفاعا عن فرية ألصقت بالمنطقة وهي منها براء .

أقول هذا كله وتركت الكثير في إعقاب إطلاعي على تقرير صحفي عن دراسة قامت بها الدكتورة فاطمة السلمي عضو لجنة المناصحة النسائية ، وعضو هيئة التدريس في أصول التربية في جامعة الملك سعود فاستغربت اشد الاستغراب وأنا أقرأ هذا التقرير ، ومكمن الغرابة لدي وهو أن أكاديمية تربوية يفترض بها أن تكون أقرب للمنهج العلمي في طرحها وحكمها لا أن تخرج بهذا الفتح العلمي الذي عممت فيه من خلاله نتائج بحثها على نساء المنطق الحدودية وحكمت عليهن حكماً جائراً بغياب الانتماء .

أستاذتنا الفاضلة .. عرفت عن نفسها لمراسلة الشرق الأوسط بأنها عضوة لجنة المناصحة النسائية والأستاذة في أصول التربية ، وعندما رجعت إلى صفحتها في أعضاء هيئة التدريس تبين أنها لم تحصل على شهادة الدكتوراه إلا قبل ثلاث سنوات ، ومع هذا وصلت إلى درجة الأستاذية ، إن غياب الأمانة في أمر بسيط كهذا يجعلنا نشكك في نتائج البحث بالجملة فما بالكم في حكم يتعلق بنساء المناطق الحدودية قاطبة ، وحتى لا أتجنى على الأستاذة فعنوان الصحيفة دراسة ترصد غياب الانتماء الوطني بين نساء في المناطق الحدودية وبالرغم من ركاكة العنوان إلا أن فيه إيحاء بالتعميم ، وللأسف أن هذه الملحوظة تتضاءل بجانب كوارث بحثية امتلأت بها جوانب الدراسة ، وأتصور لو أن طالباً جامعياً قدم مثل هذه الدراسة لأستاذ يعرف أبجديات البحث العلمي لرمى بهذه الدراسة ، ووبخه توبيخاً شديداً، فكيف بمن يحمل شهادة الدكتوراة ، وهو لا يستطيع أن يحدد المتغيرات الصحيحة بموضوع الدراسة ، ولا يتمكن من تحديد مجتمع الدراسة ولا اختيار العينة بدقة فالمتغيرات التي يمكن من خلالها قياس الإنتماء للوطن لدى الباحثة هي إهمال المياه وتعمد إهدارها ، وإعطاب المحولات الكهربائية ، وإتلاف المزروعات ومن خلال هذه الدراسة خرجت الباحثة بالحكم بغياب الإنتماء الوطني لدى نساء المناطق الحدودية وغاب عن ذهن الباحثة أنها بهذه المتغيرات قد حكمت على غالبية الشعب السعودي بهذا الحكم ؛ فمن يشاهد أسوار المدارس ودورات المياه في الأماكن العامة وغيرها من الممتلكات وكيف عبثت بها أيدي العابثين يعلم أن هذا الحكم ليس خاصاً بمنطقة الحدود الشمالية ، ولا يخفى ما لهذا الطرح من سطحية في محاربة الإرهاب الفكري ، فإذا كان هذا منطوق عضوة لجنة المناصحة فقل عليها السلام!!!

ومن عجائب الدراسة أيضا أنها أجريت على طالبات المرحلة الثانوية فكيف تعمم على نساء المناطق الحدودية ، بل والأدهى ما نطقت به الدكتورة في قولها “وأفادت الدكتورة فاطمة السلمي بأن معتقدات نساء المطلوبين من زوجات وشقيقات تتباين ما بين تكفير رجال الأمن ومنسوبي الدولة في المؤسسات الحكومية، مستشهدة برفض إحداهن الاقتران برجل أمن «لكفره»، باعتباره منسوبا إلى إحدى المؤسسات الحكومية، إلى جانب تأثير التعصب القبلي في عملية تعزيز الفكر المتطرف، مشددة على خطورة التعصب القبلي الذي قاد بشكل كبير إلى التطرف من خلال الانتماء القبلي وحمل السلاح، وكيد القبيلة للأخرى في مناسبات اجتماعية” يا إلهي أين الأمانة العلمية إذا كان الدليل أن واحدة رفضت الاقتران برجل أمن فهل يعقل أن نعمم على نساء المناطق الحدودية ، ثم لندقق النظر في العبارة التالية تقول معتقدات نساء المطلوبين تتباين ما بين تكفير رجال الأمن ومنسوبي الدولة في المؤسسات الحكومية، وكلنا يعلم أن التباين هو بين طرفين فإذا كان الطرف الأول هو تكفير رجال الأمن فما هو الطرف الآخر يا دكتورة ، لا أريد أن أسهب في بيان ضعف الدراسة التي قامت بها ، ولكن أتساءل لعضوة لجنة المناصحة ، أين أسرار العمل ، وهل لديك إذن بالتصريح في هذه الحقائق على حد زعمك ، وأحب أن أهمس في أذن الدكتورة باعتباري عضوا في لجان المناصحة بأننا نقف على حالات كثيرة تعبر عن قبائل ومناطق ، ولكن لم يحصل انطلاقا من الأمانة أن نعزف على وتر الوطنية ونلقي التهم جزافاً على تلك القبائل والمناطق ، ولعلمنا أن هذه القبائل والمناطق لا يضيرها أن سفيها خرج من رحمها .

[COLOR=red]متفرقات [/COLOR]:
– قرأت اعتذاراً للدكتورة لأهالي المنطقة فأضحكني هذا الاعتذار فالدراسة نشرت في جريدة العرب الدولية ، والاعتذار ينشر في موقع اكتروني خاص بالمنطقة .

– جاءت الدكتورة بطامة في الاعتذار حيث قالت :وجميعاً لا ننكر أننا نعاني من ضعف الولاء والانتماء للوطن الذي أعطانا الكثير ، وأنا أقول إن كنت تعانين من ضعف الولاء والانتماء فإننا بحمد الله لا نعاني مما تعانين !!!

– إذا كان أعضاء لجان المناصحة من الجانب النسائي يعالج فكر التطرف بمحاضرات عن ترشيد المياه ، والحفاظ على الممتلكات فهذه لوحدها طامة!!!

– أتمنى من كل قلبي أن يتم تشكيل وفد من أبناء المنطقة لمقابلة سمو أمير المنطقة ومن ثم مقابلة سمو النائب الثاني وزير الداخلية لتسجيل موقف رسمي ، والمطالبة بفتح تحقيق مع المحررة والدكتورة حتى يعلم الجميع أن المنطقة ليست جدارا صغيراً يتسلقه من أراد أن يعزف على وتر الوطنية لدى المسؤولين .

– أتساءل هل مسمى الحدود الشمالية له علاقة بسيل هذه الاتهامات !!

– وختاما
لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به الألم

وكتبه: [COLOR=blue]مطارد بن دخيل العنزي [/COLOR]
[U]عضو الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية[/U][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com