الأخ الفاضل /مدير عام الشئون الصحيّه بمنطقة الحدود الشماليه
سلام من الله ورحمته وبركاته على من اتبع الهدى وسار على الحق قدر المستطاع
بدايةً أخي الكريم رغم معرقتي بحالة الطفل إلاّ أنني أجّلت الحديث ولم اود التطرق لهذه القضيه الإنسانيه المؤلمه حتى لانتهم بالتسرّع واستباق الأحداث من المتربصين وهم كثيرون للأسف وها أنا أكتب إليك وبين يداي التقرير الخاص بالطفل
نواف عادل خزيم
والذي يحمل تقريره الرقم1547/ش.م
وتاريخه 11/11/1429هـوأكتب لك في هذه اللحظه بالذات لأني علمت أنك أبديت تجاوباً مع موضوع الطفل هذا اليوم وقد حضرت بنفسي تسليم التقرير من والد الطفل إلى من هو الأن متواجد في مكتبك ومعه التقرير الخاص بهذا الطفل الذي لم ينعم بالحياة بعد
أخي الفاضل/ هذا الطفل هو روح بكل ماتحمله هذه الكلمه من معنى وواجبك الديني والأخلاقي والوظيفي يحتم عليك أن تبذل كل ماتستطيع لهذا الطفل الذي لم يكمل شهره الأول بَعْد
وهو يحتضر منذ ولادته نتيجة ثقب في القلب ولذلك ياأخي الفاضل لاتقف هكذا منذ ثلاثون يوماً وأنت حبيس المراسلات الروتينيه دون أن تبذل له من الجهد ماستبذله لو كنت والداً حقيقياً له لك مع دعائي بأن يحفظ الله عليك وعلى أبنائك وعموم المسلمين الصحة والعافيه ولايريك والجميع فيهم مكروهاً
ولكن وبحكم منصبك على راس الهرم الإداري في كرسي المسئول الاول عن الشئون الصحيه بالمنطقه فهذا الطفل هو بمثابة إبنك بالفعل وكل أطفال هذه المنطقه التي تحمل على عاتقك مسئولية الحساب عن كل صرخة ألم لمريض زاد الإهمال في تدهور صحته حتى قبض الله روحه
والله الذي لاإله إلاّ هو انك ستقف يوم العرض على الله وسيسئلك عن هذا الطفل المريض الذي لاحول له ولاقوه وكذلك عن ألم وتعب والديه الذان لم يذوقا للراحة طعماً منذ ولادته فوالده يقضي يومه مهرولاً بين ممرات المستشفى وغرف الأطباء ودهاليز مديرتكم العامره دون ان يلقى من التجاوب مايعطيه الامل في شفاء فلذة كبده او على الاقل الحصول على الرعايه الطبيه المطلوبه لهكذا حاله تنتظر يد الموت تختطفها بين ثانيةٍ وأخرى مع علمنا جميعاً بان الأعمار بيد الله
ولكن لكل شيء سبب فلايكون عدم المبالاه وقلّة الاهتمام بهذا الطفل هي السبب في موته لاقدّر الله
أخي الفاضل/ قلبي يحدثني بأنك لن تدخر جهداً ومن هذه اللحظه ونحن الان في تمام الساعه العاشره من صبياح يوم الثلاثاء11/11/2008م
وكم أتمنى من الله ان يردني اتصال من الرجل الذي اوصل لك تقرير الطفل يبشرني فيه بانك تبنيت حالة هذا الطفل كما يتبنى الوالد إبنه
أخي الفاضل/
والله إن كل دمعه من عين والدة هذا الطفل ستكون شاهداً لك او عليك وعلى كل من كان باستطاعته مد يد العون لهذا الطفل ولم يفعل
في يوم الحساب بين يدي رب العالمين فلا تدخر جهداً في أمر هذا الطفل على وجه الخصوص لانه بحاجه إلى عمليه عاجله في القلب اليوم قبل الغد والساعه الحاليه قبل الساعه اللاحقه فلاتدع الإنتظار يطول أكثر فهذه نفس بريئه وضعها الله لتكون إما شاهداً على حمل الامانه وإما شاهداً على التفريط بها
وأنت بإذن الله ممن سيحمل الأمانه قدر استطاعته وحالة هذا الطفل هي أمانه كبرى بكل المقاييس
كيف لا وهي روح بشريه فمد إليه كلتا يداك وليس فقط يداً واحده وأنت ستفعل ذلك بإذن الله
أعذرني إن طلبت منك الكثير أو شططت بالحديث في هذا الموضوع بالذات فهنا حاله إنسانيه موغله بالألم تجعل المرء يكتب وبين عينينه صورة هذا الطير البريء من طيور الجنه
هذا الطفل الذي لم يرى الحياه بعينيه حتى الأن فدعنا جميعاً نمنحه ذلك بمشيئة الله وتظافر الجهود وأكثر هذه الجهود خيوطها بيدك فادفع بها جميعاً من أجل إنقاذالطفل نواف بن عادل بن خزيم العنزي
