إخبارية عرعر(وكالات):
يمثل فصل الخريف من كل عام بطقسه المتغير وقلة شمسه وقصر نهاره والتأثيرات التي يحملها معه على مزاج الإنسان وصحته اختبارا جديا لنظام المناعة لدى الإنسان ولذلك فان الصمود فيه يعبر حسب الأوساط الطبية التشيكية أحد المؤشرات على أن النظام المناعي للجسم لا يزال قويا ومتماسكا في حين أن ظهور أمراض فيه بشكل متكرر يمكن أن تكون مؤشرا على أن نظام المناعة في حالة ضعف وبالتالي لا بد من تحصينه وتعزيزه للصمود بوجه الفيروسات والبكتريا وأيضا بوجه التوتر والقلق والكآبة وغيرها من الأمراض النفسية ..
ويؤكد الدكتور ياكوب مالي المتخصص بالأمراض الداخلية أن الإنسان يمتلك حيزا كبيرا للتأثير في كيفية مقاومة جسمه للأمراض المختلفة مشيرا إلى أن بحثا جديدا لمنظمة الصحة العالمية قد أكد بان قطاع الصحة يؤثر على صحة السكان بنسبة 15 بالمائة فقط أما 10 بالمائة من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان فيرتبط ظهورها بالاستعدادات الوراثية له أما البقية أي نحو 75 بالمائة فهي تتواجد بين أيدي كل شخص أي أن الأمر يتوقف عليه في كيفية الاهتمام بصحته .
وتهاجم الفيروسات والبكتريا خلال فصل الخريف جسم الإنسان يوميا وسط ظروف نموذجية بالنسبة لها لان العدوى يمكن أن تنتشر في الحافلات وفي المدارس وفي أماكن العمل المغلقة وأيضا ضمن البيوت .. ولذلك يكفي أن يكون نظام المناعة لدى الإنسان ضعيفا ولو قليلا حتى يصاب بالأنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي
ويشبه الأطباء نظام المناعة لدى الإنسان بالسلاح القوي الذي يدافع عن جسم الإنسان يوميا وبخط الدفاع الأمامي له ولذلك فان الاهتمام بتعزيزه يعتبر مسالة حيوية مؤكدين أن ثلاثة عوامل هامة تلعب دورا حاسما في تحصينه وتعزيزه وجعله يقاوم بفعالية الأمراض المختلفة التي تهاجم الجسم أما هذه العوامل فهي إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الحركة الكافية والعيش بدون توتر وقلق .
وتؤكد الأوساط الطبية التشيكية أن الطعام الصحي يعتبر العامل الأكثر أهمية وان تجنب البدانة يمكن أن يتم عبر تناول خمس وجبات خفيفة يوميا منها وجبتان يجب أن تتضمنا الفواكه والخضار .
ويثقل الطعام الدسم جسم الإنسان لان مضمونه يصعب على الجسم استيعابه ولذلك فمن الضروري إعطاء الأولوية للحم الأبيض والسمك والحبوب كما أن من الضروري بمكان خلال الخريف شرب الماء بشكل كافي حتى عندما لا نشعر بالعطش .
وبالتوازي مع الطعام الصحي يتوجب على الإنسان لتعزيز نظام المناعة لديه المحافظة على لياقة الجسم البدنية الأمر الذي يعرفه كل إنسان تقريبا غير انه يتم نسيانه في الحياة يوميا بسبب الكسل وقلة الوقت …
ويتوجب للحفاظ على لياقة الجسم ممارسة التدريب أربع مرات في الأسبوع لمدة 40 دقيقة كل مرة أما في حال عدم المقدرة على ذلك فيتوجب المشي على الأقل 10 آلاف خطوة يوميا أي قطع نحو 8,5 كم من قبل الرجال و 6,5 كم من قبل النساء .
ويضعف نظام المناعة لدى الإنسان أيضا بشكل كبير التوتر لأنه يعكر النوم ونظام الهضم ويؤثر ولاسيما في فصل الخريف بشكل بارز على الوضع الصحي العام للإنسان ولهذا يتوجب تجنبه إذا كان ذلك ممكنا وعدم تحميل الإنسان نفسه مهاما كثيرة عبثية لا يستطيع القيام بها خلال وقت قصير .
ويمكن تعزيز نظام المناعة أيضا في فصل الخريف عن طريق تناول الفيتامينات المناسبة والفيتناميات التعددية غير أنها لا تعتبر إنقاذية بحد ذاتها لأنه بدون المحافظة على صحة الإنسان بشكل جيد فان هذه الفيتناميان لا تمتلك مقدرات سحرية وان كان بمقدرها ولاسيما في فصل الخريف تعزيز مناعة الجسم ومقدرته على التصدي للفيروسات والبكتريا المختلفة .