الوفاء لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. من أمير الوفاء سلمان


الوفاء لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. من أمير الوفاء سلمان



الوفاء لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
من أمير الوفاء سلمان
لقد تابعت بكل الفخر والإعجاب تعليقات وتعقبات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ( جريدة الحياة الأربعاء , 28 أبريل 2010) على بعض الكتاب والصحفيين الذين لديهم مفاهيم مغلوطة عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وقد أعاد حفظه الله إلى الأذهان حقيقة هذه الدعوة المباركة ، وأن المجدد رحمه الله عالم رباني ، وداعية من دعاة الإسلام ، لم يأت ـ في واقع الأمر ـ بجديد ، وإنما دعا الناس إلى ما دعاهم إليه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومن سلك مسلكهم ، وقد عضده الله عز وجل ببقايا الدول ، ونجايا الملوك الأول «آل سعود» خاصة صاحب السعي والمقتدي بالسلف الصالح، الإمام محمد بن سعود رحمه الله ، والذي تبنى دعوة الشيخ وحماها ، لكونها دعوة الحق التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين ، فأيده وناصره ؛ فاجتمعت قوة العلم مع قوة السلطان، فخرج هذا الكيان الذي ما زلنا نتفيأ ظلاله ــ دام عالياً شامخاً بتوفيق الله ــ فحفظوا على الأمة معاقد الدين ومعاقله ، وحموا من التغيير والتكدير موارده ومناهله ، وقد كتب الله عز وجل لهذه الدعوة الظهور والانتشار، واعتلت شجرتها باسقة تزاحم النجوم في عليائها ، فأصبحت البلاد والى يومنا هذا مضرب المثل في صفاء العقيدة، والسمو عن وحل الشعبذات والهرطقيات والأوهام إلى دوحات التوحيد ، والسنة والتوفيق ، وقد حصّلت بعض البلاد المتاخمة والقصية كثيراً من هذا الخير ، حينما بدأ صداها يتردد في مشارق الأرض ومغاربها، عن طريق الحجاج والمعتمرين والتجار والمسافرين ، فطار إليها الصادقون من هذه الأمة فسرت في نفوسهم جريان الماء الرقراق في الجداول النقية الصافية ، لأنها دعوة الفطرة النقية الصافية، فأصبحوا دعاة إلى الله ، وقد سجلوا إعجابهم بهذه الدعوة في مذكرات ومصنفات معروفة ، لأنها أعادت الإسلام إلى نقائه وصفائه .

وقد دعا سموه حفظه الله كل من له عناية في الكتابة عن هذه الدعوة بشكل خاص أن يتحروا الصدق ، وأن يأخذوا الأخبار من مظانها ، وحذر سموه الكريم من بناء الأحكام على الظنون ، لأن الإنصاف والعدل يقتضيان من المرء ألا يحكم بالظنون ، فالظن ليس ذا قيمة في اكتشاف الحقائق ، وهذه كتب الشيخ وكتب أحفاده وتلاميذه ومصنفاتهم ورسائلهم وهي البحار الزواخر، والتي لجواهرها ودررها وكثرتها وقوة مادتها لا يعرف لها أول ولا آخر ، في متانتها وحسن تصنيف أصحابها ، ونزوعهم إلى القرآن والسنة ، وطريقة الصحابة في الفهم والاستدلال ، وهذه المصنفات لا تخلوا منها مكتبة ولا بيت غالباً ، شاهدة على أن هذه الدعوة المباركة هي دعوة الإسلام الحقة ، تدعوا إلى فهم الإسلام كما فهمه الصحابة ومن تبعهم ، وتحترم أئمة المذاهب الأربعة ، وتحذر من الغلو في التكفير ، وتدعوا إلى التعامل مع الطوائف الإسلامية بجامع كونهم من أهل القبلة ، مع إسداء النصيحة لهم كما أمر ربنا جل وعلا ، ولذلك مر علينا في مراحلنا الدراسية الشرعية أساتذة من طوائف ومذاهب شتى ومن بلاد متنوعة ، وقد استقدمهم للتعليم علماء هذه الدعوة ، ولم تكن الثقافة التي نحمل تدفعنا إلى التحسس منهم ، كما يزعم من يغالط الحقائق .

ومما حذر منه سموه الكريم ، استعمال مصطلح ( الوهابية) ومحاولة ربطه بسلوكيات وتصرفات تحمل طابع الشدة ، أو التطرف وإلصاقها بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ولا شك أن سموه الكريم يريد بهذا رحمة هؤلاء المرددين لكلام المناوئين لهذه الدعوة في القديم والحديث ، من أن يكونوا غرضاً لسهام المنتقدين ، لأن طرحهم يفتقد إلى الصدق والموضوعية ، ويتحطم على صخرة هذه الدعوة المباركة ، ويُدرَك وهاؤه وزيفه بمقدمات العقول قبل أواخرها ، فدعوة الشيخ رحمه الله فوق الشبهات ، فهي قائمة على التمسك بالأصيل ، والأخذ بالجديد وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية ، وتدعوا إلى عمارة الدنيا ، والسعي للآخرة ، وتوفق بين متطلبات الروح والجسد ، والمتقرر عند المجدد رحمه الله وتلاميذه إلى يومنا أنهم يمزجون في تعليم الناس بين قاعدتي ( أن الأصل في العبادات التوقف ، وقاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة ) ولذلك أتاحت هذه الثقافة الشرعية والفهم السديد لهذا الوطن الكبير الذي تبنى الدعوة أن يأخذ بزمام المبادرة في الحصول على أعلى التقنيات الحديثة ، والتطلع إلى ما فيه نفع البشرية من خلال استعمال الوسائل المتعددة ، والترقي في مدارج الكمال الدنيوي .

وإن الأمير سلمان بمثل هذه المبادرة الداعية إلى كشف الحقائق ، ووضع الأشياء في مواضعها الصحيحة ـ وهي ليست الأولى لسموه ـ يشير إلى الوفاء العظيم الذي يحمله هذا الأمير الشهم ، لهذه الدعوة المباركة، ولإمامها وعلمائها ، في وقت ـ وللأسف ـ أصبح كثيرون ممن يعنيهم الأمر من أهل العلم، وأرباب القلم الشريف ، قائمين في ظلهم لا يبرحون ، وراتبين على أكعابهم لا يتزحزحون ، وكأن الأمر لا يعنيهم ، مع أن الوفاء لهذه الدعوة ولإمامها متعلق في عنق كل فرد من أبناء هذا الكيان العظيم بخاصة ، ولكننا نفاجأ بعقوق فاضح من بعض أبناء هذا الوطن ، يتمثل في تشغيب وتأليب وقفز على الحقائق ، وتصوير الأمور في قوالب مبنية على تخرصات وظنون ، وليس لها رصيد من الواقع ، بل إن بعض من يكتبون يفتقدون لأبسط درجات الالتزام الخلقي والمهني والموضوعي في الكتابة ، فيُحّمِّلون كلام المجدد رحمه الله ، مالا يحتمل ، لا بمنطوقه ولا بمفهومه ، ويأتون ببواقع وأمور أغرب من العنقاء .

فشكراً للأمير سلمان ، وأسأل الله أن يمتعنا ببقائه ، وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه عز الملة وصلاح الأمة . آمين .

[COLOR=darkred]كتبه[/COLOR]
[COLOR=blue]عزيز بن فرحان العنزي
مدير مركز الدعوة والإرشاد السعودي بدبي[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com