صناعة النفاق الاجتماعي


صناعة النفاق الاجتماعي


[COLOR=blue]اخبارية عرعر – تقارير ومصادر[/COLOR] :

[B]وبالنظر إلى هذا المرض الاجتماعي الخطير والذي يفتك بقيم المجتمع ومبادئه وحضارته، ويضعف من إنتاجياته، ويربك معايير الكفاءة، ويدمر موضوعية الاستقطاب والاختيار.. وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها في مجتمعاتنا العربية في معظم المجالات، فنحن لم نعد نمتلك الوقت حتى نتورط في المزيد من الكذب أو السطحية الفارغة.. فالأمراض التي تفتك بنا، وتحد من إمكانياتنا على وضع مجتمعاتنا في أبواب النهضة تحتاج للكثير من المصداقية والتعمق فأبعاد هذا النفاق وآثاره علينا ستدمر ما بقي من أخلاقيات للمجتمع!
فنحن أصبحنا نبيع ما لا نملك من المشاعر المختلفة بشتى الألوان لنضرب بها عرض الحائط جميع القيم الإنسانية النبيلة كما أصبحنا نجيد إنفاق السلع الرديئة بالولاء الكاذب والتهنئة المزيفة والقبح المجمل.. لنكفر بالجوهر ونؤمن فقط بالمظهر.. نحارب الصدق ونرتبط بالكذب.

إن قدرتنا على التشخيص الثقافي أصبحت هشة بل ضعيفة جدا وهذا بعد فشلنا في صنع العلاج أو حتى الوصول للوقاية.. فأصبحت اليوم صناعة متكاملة، بمعناها الاقتصادي والمهني والثقافي.. وهي الآن صناعة متنامية ومنتشرة.

ونجد الآن النفاق الاجتماعي الخطير في مظاهر البذخ في احتفالاتنا ومناسباتنا المختلفة والتي تعج بتكاليف ضخمه لتنتشر بالمجتمع بين جهالهم ومثقفيهم.
فما هي الطريقة الناجعة في اجتثاث هذه الكارثة الأخلاقية الاجتماعية من مجتمعاتنا والتي هبطت بنا إلى مستوى في الدرك الأسفل من الأمم الحاضرة فنحن نعيش الآن أسوأ العصور في التاريخ العربي. فنحن الآن ومع الأسف في كل أنحاء العالم بلا استثناء نعاني من التخلف الحضاري.

فانتشرت هذه الظاهرة بحيث أصبحت ملاحظة ولتنعكس على المجتمع بحيث أصبحت إحدى سماته الأساسية فالصدق أصبح عملة نادرة وكل من يتبع الصدق في تعامله وعمله وأفكاره ومبادئه أصبح يشذ عن القاعدة السائدة ويحارب من الجميع — نفاق في العلاقات في التعاملات.. في العمل.. في التصرفات.. في الاخلاق — نفاق إنساني حتى في الحب.. في الصداقة.. وعلى ارض الواقع هو كذب بكذب والغاية أصبحت تبرر الوسيلة، نفاق فوق كل حدود المجاملة وأصبح طبيعيا ومقبولا جدا ومطلوبا فنشاهد الناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الأمامية ولكن على أرض الواقع نجد المعاملة تختلف تماما عن ما تم تأديته من عبادات.. ظلم وفساد — المهم النتيجة هي بقاء الصورة كصورة إنسانيه نقية ونظيفة ومشرقة أمام المجتمع.

الصدق مرفوض ومن يتعامل بهذه العملة النادرة أصبح خارج نطاق هذا المجتمع المزيف.. من يتبع الصدق.. يتعب في حياته.. في عمله.. وفي علاقاته ولكن السؤال إلى أين سنصل وإلى متى ؟؟؟؟؟!!!!!!![/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com