طريف: تذكرها السينما والهمبرجر.. وتنساها التنمية


طريف: تذكرها السينما والهمبرجر.. وتنساها التنمية



[COLOR=blue]إخبارية عرعر(خاص)عيدالعويش:
قبل الآخرين انتشرت ملاعب التنس الأرضي يوم كانت بقية المدن لا تكاد تسمع بالرياضة. وبينما كانت كثير من المدن تحاول أن تخطو نحو التنمية والمدنية كانت بوفيهاتها تبيع الهمبرجر، وأهلها يرحبون بوفود الشركات التي تبني خط التابلاين في الستينيات الهجرية، بينما يتسامرون على مشاهد السينما التي كانت عبارة عن أساطير في أماكن أخرى.
هذه البداية المبكرة للانفتاح وهذا الحراك الاقتصادي والاجتماعي لم يعط طريف أي ميزة، بل إنها أحيانا تذكر أنها تعرفت إلى أشياء كثيرة قبل مثيلاتها الأخر، لكنها في النهاية تقذف بكل ذلك للبحث عن مستقبل تنموي مشرق.
المدينة التي اكتسبت اسمها من أشجار الطرفاء، كما أوضح ذلك عايد رشود الحازمي في مؤلفه (الاشتقاق اللغوي للمواضع والأماكن الجغرافية في منطقة عرعر)، تضرب في أعماق التاريخ الذي امتد لمئات السنين وارتبط بدولة الأنباط التي قامت في الأردن، كما دلت الآثار والنصوص التي تم اكتشافها على استيطان عدة حضارات أخرى منها الآشوريون والصفويون وكان من أهم الدلالات قصر (دوقرا) واسمه الحقيقي (دوكرا) ومساحته 5850 مترا مربعا ويعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة التي قضت على دولة الأنباط، كما أن الآثار المتعددة من قنوات مياه ومقابر وكتابات ونقوش تعود للصفويين تدل بوضوح على تاريخ المدينة القديم.

فئة ب

تتمتع هذه المحافظة ذات الفئة (ب) حسب تصنيف البلديات بجو ساحر في الصيف، فاعتدال جوها لقربها من منطقة الشام جعلها مدينة ذات جاذبية مناخية جميلة ومحاذاة (حرة الحرة) أكبر محمية للحياة الفطرية بالمملكة جعلها محط أنظار هواة الصيد، فتربة المنطقة تتمتع بخصوبة جيدة وصخور بركانية رغم ملوحة مائها وقلة مصادر المياه العذبة فيها، ما جعلها ترتوي من مياه الجوف العذبة عبر أنبوب المياه الممتد من (بسيطاء) في الجوف بطول أكثر من 100 كيلومتر.

إضاءات ثقافية
شهدت المدينة نهضة ثقافية وحضارية في بدايات نشأتها كمدينة في بدايات الستينيات من القرن الماضي من خلال الإضاءات الثقافية المتوهجة من شركة التابلاين، ويفاخر أبناؤها بأنهم أول من عرف الوجبات السريعة والتنس الأرضي، وأول مدينة في المملكة تعرض فيها السينما، إضافة إلى إنجازات ثقافية أخرى ساعد في وضوحها المنفذ البري على مثلث الحدود الأردنية والعراقية والسورية، وكذلك المطار الدولي الذي شهد رحلات دولية إلى بيروت وزارها الملك سعود – يرحمه الله – مرتين كان آخرها في عام 1376هـ وكل هذه الإنجازات الحضارية سرعان ما تحولت إلى سبات قتل المدينة وحولها لمدينة يسكنها ما يربو على 40 ألف نسمة دون تعليم جامعي متاح لهم في المدينة إلا عبر كلية المجتمع الجديدة، حيث يرى أهلها أن ذلك لا يحقق طموحات أبنائها، ومعهد تدريب مهني من المنتظر افتتاحه العام المقبل.

مستشفى جديد

ويترقب الأهالي بمنتهى الصبر افتتاح المبنى الجديد لمستشفى طريف المركزي الذي يحمل في طياته بشرى سعيدة لأبناء المحافظة رغم تأخر افتتاحه ومن المنتظر الانتهاء من عمليات البناء فيه في تشرين الأول (أكتوبر)، كما أوضح بذلك المهندس مجول العنزي مدير المشاريع والصيانة بصحة الحدود الشمالية، وأكد أن الإشراف على المشروع من قبل الوزارة وهي المسؤولة عن أي تأخير لإشرافها المباشر عليه.
وتوقع أن تستغرق عملية تجهيزاته ما يقل عن ستة أشهر وهذا المستشفى سيسدد العجز في تقديم الرعاية الطبية اللائقة بالمواطنين والمسافرين الذين يزدادون فترة الصيف ليصلوا إلى مئات الآلاف، وما يشهده تنقلهم من حوادث شنيعة.

فوسفات وأسمنت

وتتمتع مدينة طريف بأهمية اقتصادية كبيرة، ففيها تتوافر كميات كبيرة من الفوسفات ما جعلها مقرا لأكبر شركتين للأسمنت في المنطقة هما شركة أسمنت الشمال وشركة أسمنت الجوف، إضافة إلى مصانع الفوسفات التي سيصل إنتاجها إلى معدل الرابع عالميا واستثمارات بمليارات الريالات دون أن ينعكس ذلك ازدهارا على المحافظة ولو من خلال استقطاب أبنائها في التوظيف والتأهيل في الشركات المتعددة الصناعات.

جمرك معطل

يحمل جمرك (الدميثة) وهو من أقدم المنافذ البرية في المملكة، حيث افتتح عام 1349هـ بعدا اقتصاديا مهما ومعطلا، فهو يختصر مسافات حركة البضائع من وإلى البلاد المجاورة وأوروبا. ويطالب الأهالي بافتتاحه ليساعد في ازدهار المنطقة بأسرها ويقلل من تكلفة الشحن ويختصر المسافات التي يقطعها المسافرون إلى الدول المجاورة.

المجلس البلدي

ورأى يحيى الزلباني رئيس المجلس البلدي بطريف أن المحافظة محتاجة إلى الارتقاء بالخدمات البلدية من خلال الإسراع في توزيع المخططات السكنية وإيجاد مسطحات خضراء، التي هي غائبة عن المدينة وتسمية الشوارع وترقيم المباني لأهمية ذلك أمنيا وتنظيميا وطالب بإيجاد فروع للدوائر الحكومية، التي تتوافر في مراكز دون أن تكون موجودة في هذه المدينة ومنها إصدار جوازات سفر للسعوديين وفرع لبنك التسليف وافتتاح كليات تخصصية وذات أهمية لسوق العمل وتستفيد من مصانع الفوسفات والأسمنت.

مواسم الصيد

ودعا هيئة السياحة إلى أن تستفيد من المناخ المعتدل للمحافظة وتوافر مواسم الصيد والمحمية الطبيعية بها من خلال برامج تنشيط سياحي تفيد في الارتقاء بالمدينة.
وطالب محمد عويجان بحل جذري للطريق الدولي الذي يشق المدينة إلى نصفين وما يحمله ذلك من إعاقة سلاسة السير والخطورة العالية له بإقامة جسر ينقذ المدينة من حركة آلاف السيارات والشاحنات، ومع ازدياد عجلة التنمية في المملكة تزداد لهفة مواطني هذه المدينة نحو حصة كبيرة منها لعلها تعوضهم ما فاتهم منها[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com